استمرت الديبلوماسية الأوروبية في مساعيها الهادفة إلى التهدئة في الكونغو الديموقراطية، والتقى وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير في دار السلام، العاصمة الاقتصادية لتانزانيا، الرئيس التانزاني جاكايا كيكويتي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الافريقي. وصرح ميليباند بعد اللقاء أمس، بأن"اكثر من 1.6 مليون نازح عالقون بسبب الأزمة ولا يمكن الوصول اليهم بسهولة. انهم محرومون من الطعام والماء وغيرها من الضروريات". وحذر الوزير البريطاني من"خطر انتشار الاوبئة والأمراض المعدية وسوء التغذية في المنطقة". جاء ذلك فيما منحت الجمعية الوطنية في الكونغو الديموقراطية ليل السبت - الاحد الثقة للحكومة الجديدة التي تشكلت في 27 تشرين الاول اكتوبر، والتي ستكون مهمتها الاولى إحلال السلام في شرق البلاد الذي يشهد حرباً اهلية. وقال رئيس الجمعية فيتال كاميرهي ان"294 نائباً من اصل 368 حضروا الجلسة, منحوا الحكومة الثقة مقابل 67 وامتناع سبعة عن التصويت"مضيفاً ان"الجمعية الوطنية أقرت البيان الوزاري الذي قدمه رئيس الوزراء ادولف موزيتو ومنحت الحكومة الثقة التي تتسلم مهامها على الفور". وأول من أمس، التقى الرئيس الرواندي بول كاغامي في كيغالي مسؤولين اميركيين وأوروبيين. واستقبل كاغامي الذي يعد طرفاً رئيساً في المنطقة, وزير الخارجية البلجيكي كاريل دي غوشت ثم مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية جينداي فريزر، وفي المساء كوشنير وميليباند. وقال مصدر في الرئاسة الرواندية طلب عدم كشف هويته ان"من بين الامور التي بحثها وزيرا الخارجية عقد لقاء بين الرئيس كاغامي ونظيره الكونغولي جوزف كابيلا". وكان كوشنير وميليباند ذكرا انهما سيطلبان من كاغامي تقديم الدعم لهدنة قبل ايام من قبل القوات المتمردة الموالية للجنرال المخلوع لوران نكوندا والتي وصلت الى ابواب غوما عاصمة اقليم شمال كيفو بعد حملة عسكرية ضد الجيش النظامي الكونغولي. وعبّر رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون خلال زيارته السعودية أول من أمس، بأن الاسرة الدولية يجب ألا تسمح بأن تتحول الكونغو الديموقراطية الى"رواندا جديدة". وكان المفوض الاوروبي للمساعدة الانسانية لوي ميشال الذي وصل الجمعة كينشاسا اعلن ان كاغامي وكابيلا وافقا على المشاركة في قمة في نيروبي برعاية الاممالمتحدة يحضرها ايضاً رؤساء دول منطقة البحيرات العظمى. ووصف لوي ميشال الوضع بأنه"كارثة", مشيراً الى ممارسات للجنود الكونغوليين والمتمردين. وما زال عشرات الآلاف من النازحين الذين فروا بسبب المعارك, في وضع قاس في هذه المنطقة, مهددين بالجوع والعطش والأمراض. ودعا معهد تحليل النزاعات الدولية انترناشونال كرايسس غروب الى تعيين موفد خاص من الاممالمتحدة في شرق الكونغو. وندد الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الانسان ب"الانتهاكات الخطرة والكثيرة لحقوق الانسان"في شرق الكونغو. ودانت منظمة"غلوبل وتنس"نهب الموارد الطبيعية الذي"يغذي النزاع".