سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أدلة على ارتباط المسلحين ب "القاعدة" ونيودلهي تطلب لقاء قائد جهاز الاستخبارات الباكستاني . قوات الأمن الهندية تنهي أزمة رهائن بومباي والعثور على جثث ومتفجرات في مواقع الهجمات
أنهت قوات كوماندوس هندية أزمة الرهائن الذين احتجزهم مقاتلو مجموعة"مجاهدي ديكان"الإسلامية في فندق"اوبروي - ترايدنت"في بومباي منذ ليل الأربعاء - الخميس، حين استهدف متشددون تسعة مواقع في العاصمة المالية للهند، ما أسفر عن مقتل 147 شخصاً. وأكد قائد الحرس الوطني الهندي جاي كاي دات ان فندق"اوبروي - ترايدنت"بات تحت السيطرة، مشيراً الى تحرير 93 شخصاً غالبيتهم أجانب كنديون، في مقابل العثور على 24 جثة داخل الفندق بينها لإرهابيين اثنين. وقال العراقي منير المحج أحد النزلاء المحررين:"أنا جائع وعطشان. لم أتناول إلا بعض البسكويت خلال 36 ساعة، ونفذ الماء الذي كان في حوزتي أول من أمس". وأعلنت وزارة الخارجية الكويتية ان ثمانية من مواطنيها اجلوا من فندق"اوبروي ? ترايدنت"، وأمر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح بتخصيص طائرة خاصة لنقلهم الى البلاد. كذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية تحرير الرهائن الإيطاليين السبعة في الفندق ذاته، مشيرة الى انهم جميعهم في حال جيدة. وأوضحت أن بين المحررين الطاهي الإيطالي في الفندق ايمانويل اتانزي وزوجته وطفلته البالغة من العمر ستة أشهر. كذلك حسمت قوات الكوماندوس مواجهتها مع المتشددين في فندق"تاج محل"، حيث عثرت على متفجرات وضعت في موقعين، كان سيؤدي انفجارها الى إلحاق أضرار بالغة بالمبنى، إضافة الى أموال وذخائر وبطاقات هوية من موريشيوس يعتقد بأنها تخص المسلحين. وأعلن ضابط انه شاهد بين 12 و15 جثة في إحدى الحجرات ضمن 50 جثة إجمالية داخل الفندق. وشملت المواجهات المسلحة الأخيرة في فندق"تاج محل"مسلحاً واحداً احتجز رهينتين وتحرك في طابقين. وفي موقع مركز"بيت شاباد"اليهودي بمبنى"ناريمان هاوس"أنزلت مروحيات 17 من عناصر القوات الخاصة فوق سطح المركز, حيث يحتجز الحاخام غابرييل هولزبرغ وزوجته ريفكا وحوالى ثلاثة أشخاص آخرين، ثم تمركزوا على سلالم وشرفات خارج المبنى قبل أن يسمع دوي انفجارات وإطلاق نار أثمر إنهاء الحصار. وتعذر التأكد إذا كان الجنود الذي انزلوا هنوداً أم إسرائيليين، لكن صحيفة"هآرتس"الإسرائيلية أفادت بأن الهند رفضت مساعدة عسكرية قدمها وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أول من أمس لتحرير الرهائن. لكن الصحيفة أشارت الى وجود تعاون في مجال الاستخبارات بين البلدين،"نظراً الى الخبرة الطويلة لإسرائيل في مجال عمليات تحرير الرهائن". ووصلت مجموعة من ستة أطباء وممرضين إسرائيليين الى بومباي لتقديم العناية الطبية الى جرحى إسرائيليين أو للمساعدة في التعرف الى جثث محتملة, علماً ان السفارة الإسرائيلية في نيودلهي لمحت الى فقدان حوالى عشرين إسرائيلياً بعد الهجمات. وفي حصيلة العمليات، أكدت الشرطة مقتل تسعة متطرفين إسلاميين وتوقيف تسعة آخرين يحمل أحدهم الجنسية الباكستانية، في مقابل سقوط 15 من عناصر الأمن. وأفادت صحيفة"هندو"بأن ثلاثة متشددين معتقلين اعترفوا بأنهم أعضاء في جماعة"عسكر الطيبة"التي تحارب الحكم الهندي في إقليم كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان، علماً انها نفت تورطها بالهجمات. وأوضحت الصحيفة أن أحد المتشددين الثلاثة من سكان فريدكوت في إقليم البنجاب الباكستاني. ونقلت عن محققين ان حوالى 25 من ناشطي"عسكر الطيبة"تركت كراتشي صباح الأربعاء على متن سفينة تجارية يملكها هنود يعتقد بأنه خطفت في المياه الباكستانية قبل أسبوعين، ووصلت الى شاطئ مومباي ثم انقسمت الى فرق صغيرة لمهاجمة مواقع مختلفة. وأشارت الى أن سكاناً شاهدوا نزول النشطاء الى الشاطئ، لكنهم بددوا الشكوك فيهم بقولهم انهم طلاب، خصوصاً ان أعمارهم تتراوح بين 18 و25 سنة. وأكد وزير الخارجية الهندي براناب مخيرجي ان الأدلة الأولية في هجمات بومباي تشير الى وجود صلات بين المهاجمين وباكستان التي حضها على تفكيك البنية التحتية التي تدعم المتشددين. وكان رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ اتهم أول من أمس عناصر من خارج الهند بالوقوف خلف الهجمات، محذراً الدول المجاورة من استخدام أراضيها لاستهداف الهند. وطلب رئيس الوزراء الهندي من نظيره الباكستاني يوسف رضا جيلاني إرسال قائد جهاز الاستخبارات الباكستاني إلى الهند لتبادل المعلومات عن هجمات بومباي، فيما التقى وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي الذي يزور الهند حالياً. يذكر ان الصحف الهندية نددت أمس بالحكومة وبأجهزة الاستخبارات لعدم تداركها الاعتداءات. وكتبت صحيفة"هندوستان تايمز":"حان الوقت لندرك ان فقدان وحدات النخبة في قواتنا يشكل وسيلة يائسة لمكافحة الإرهاب المعاصر"، وتابعت:"لا يمكن مكافحة الإرهاب العالمي من دون إعادة تنظيم أمننا القومي". وحملت صحيفة"تايمز أوف انديا"على وزارة الداخلية، واتهمتها بأنها"عار على الحكومة". أما"انديان اكسبرس"فانتقدت أجهزة الاستخبارات، وسألت:"ما الآليات التي جعلت أجهزة الاستخبارات تخفق في كشف خطة إرهابية معدة بإتقان كهذه"؟ مؤشرات الى"القاعدة" وفيما أرسلت الولاياتالمتحدة عناصر من مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي وخبراء متفجرات إلى بومباي، نقلت شبكة"سي أن أن"عن مصادر ان مسؤولين أميركيين ينظرون في احتمال تنفيذ مقاتلين كشميريين عززوا علاقاتهم مع تنظيم"القاعدة"الهجمات بتمويل ودعم لوجيستي من التنظيم، علماً ان الكلفة المالية للهجمات تراوحت بين مئة ومئتي ألف دولار. وأجمع خبراء على ان الهجمات التي مثلت نقطة تحول في خط الإرهاب في الهند على صعيد جرأتها وخيار أهدافها وتعمدها استهداف الغرب, تحمل بصمات"القاعدة". وقال اميت شاندا، الخبير الهندي في مسائل الأمن إن"الهجوم يمثل رداً على العلاقات التي طورتها الهند مع بريطانياوالولاياتالمتحدة وإسرائيل", في إشارة الى تعمد المهاجمين"اختيار"مواطني هذه الدول الثلاث بين الرهائن الأجانب, علماً ان إسرائيل تشكل ثاني مصدري الأسلحة الى الهند. وقال المحلل روهان غوناراتنا الذي اصدر كتاباً عن"القاعدة"ويعيش في سنغافورة ان"ضخامة الهجمات ومستوى الإعداد لها يختلف عن الاعتداءات السابقة التي نفذت غالباً باستخدام قنابل وضعت في أماكن عامة, مثل سلسلة التفجيرات التي استهدفت قطارات بومباي عام 2006 وأسفرت عن مقتل 186 شخصاً. وأوضحت اورميلا فينوغوبالان المحللة المتخصصة في مسائل الأمن في معهد جينز كانتري ريسك ان الهجمات"هدفت على ما يبدو الى قتل رجال أعمال أجانب أو القبض عليهم, ما يوحي باستراتيجية شاملة معادية للغرب". ورأى روبرت آيرز، الخبير في معهد تشاتام هاوس البريطاني المتخصص في العلاقات الدولية، ان الهجمات تملك خصائص هجمات"القاعدة"، خصوصاً على صعيد تنفيذ ضربات على مواقع متعددة في وقت واحد"، مضيفاً:"كانت عملية معدة بدقة بالغة على صعيد اللوجستية والتوقيت، ونفذت بطريقة محترفة". وصرح رجل الأعمال راتان تاتا، صاحب فندق"تاج محل"، بأن المهاجمين"بدوا كأنهم يعرفون طريقهم في شكل ممتاز داخل المبنى الفخم". ورفعت استرالياوسنغافورة من مستوى التحذير من السفر الى الهند، وطالبتا رعاياهما بإعادة النظر في أي خطط للسفر إليها"بسبب الخطر المحتمل جداً لحدوث نشاطات إرهابية". نشر في العدد: 16675 ت.م: 29-11-2008 ص: 20 ط: الرياض