قتل آخر المهاجمين المتحصنين في فندق في مومباي صباح السبت واعلنت الشرطة نهاية العمليات بعد مرور اكثر من يومين على هجمات منسقة في عاصمة الهند الاقتصادية اسفرت عن سقوط 195قتيلا. وقال حسن غفور مدير شرطة مومباي بعد ستين ساعة تقريبا على شن الهجمات "كل العمليات انتهت. وقتل كل الارهابيين". واوضح جاي كاي دات قائد الحرس الوطني الهندي ان ثلاثة ناشطين كانوا لا يزالون متحصنين في فندق تاج محل قتلوا صباح أمس. وقال للصحافيين امام الفندق "قلنا ان ثمة ثلاثة ارهابيين.. ولدينا الآن ثلاث جثث" موضحا "اننا نمشط الغرف واحدة بعد الاخرى للتأكد من ان الوضع آمن". وتاج محل كان اخر موقع لا يزال يقاوم فيه المهاجمون. وقتل 195شخصا وجرح 295اخرون في الهجمات المنسقة التي شنها متطرفون في مومباي على ما اعلن أمس مكتب ادارة الكوارث في المدينة. وقال ار. جداف المسؤول عن هذا المكتب "بلغ عدد القتلى الاجمالي صباح السبت 195بينما بلغ عدد الجرحى 295". وتأكد حتى الآن مقتل 22اجنبيا على الأقل بحسب الدول المعنية. والجمعة قالت وزارة الخارجية الأميركية ان عدد الأميركيين الذين تأكد مقتلهم ارتفع من اثنين الى خمسة موضحة ان الكثير لا يزالون في عداد المفقودين. واعلنت وزارة الخارجية التايلاندية السبت ان مواطنة تايلاندية قتلت كذلك. وقتل كنديان وجرح اثنان اخران على ما اعلن وزير الخارجية الكندي لورانس كانون مساء الجمعة. وقال دبلوماسي اسرائيلي ان خمس رهائن اسرائيليين قتلوا في مركز لليهود المتشددين اقتحمته القوات الهدنية الجمعة. وقال مسؤول هندي ان المهاجمين قتلوا الرهائن عند تدخل القوى الأمنية. وقتل حاخام وزوجته وهما أميركيان على ما ورد في الموقع الالكتروني للمنظمة اليهودية الأميركية المتشددة "بيت شاباد-لوبافيتش" التي ينتميان اليها. وفضلاً عن الرهائن الاسرائيليين الخمسة، قتل خمسة أميركيين وفرنسيان واستراليان وكنديان وبريطاني وياباني والماني وايطالي ومواطنة من سنغافورة واخرى من تايلاند في الهجمات على ما اعلنت الدول المعنية. وكانت الشرطة اعلنت الجمعة انتهاء العمليات في فندق اوبيروي-ترايدنت وهو فندق فخم ايضا سيطر عليه المهاجمون. ووجهت الهند صراحة اصابع الاتهام الى باكستان الدولة المجاورة في هذه الهجمات المنسقة التي ضربت مومباي التي يبلغ عدد سكانها 13مليون نسمة. ونفت اسلام اباد بشدة ومرات عدة ان تكون ضالعة في الهجمات. وقررت باكستان أمس عدم ارسال رئيس اجهزة الاستخبارات الباكستاني كما كانت اعلنت الجمعة، للمساعدة في التحقيقات حول هجمات مومباي بل ممثلا عن هذه الأجهزة على ما جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء. واتى هذا التبدل المفاجئ في الموقف خلال الليل. وجاء في بيان نشر بعد منتصف الليل ان "ممثلا" عن اجهزة الاستخبارات الباكستانية سيتوجه الى الهند مكان مدير هذه الأجهزة الجنرال احمد شوجا باشا. وتحدث مسؤولون غربيون عن احتمال ان يكون تنظيم القاعدة وراء هذه الهجمات. وقال مسؤول هندي لوكالة فرانس برس ان المهاجمين خزنوا مسبقا الأسلحة والمتفجرات في فندق اوبيروي-ترايدنت. واستهدفت الهجمات الأجانب خصوصا وتحديدا النزلاء الأميركيين والبريطانيين في الفندقين اللذين يشكلان رمزين للثراء في مومباي فضلاً عن المركز اليهودي. لكن المتطرفين الذين كانوا مسلحين باسلحة اتوماتيكية وقنابل يدوية هاجموا ايضا اهدافا هندية مثل المحطة المركزية في مومباي حيث سقط 50قتيلاً. وتعرض للهجوم كذلك مستشفى يستقبل فقراء من نساء واطفال. وقال ار.ار.نائب رئيس الوزراء في ولاية ماهاراشترا ان تسعة مهاجمين قتلوا خلال العمليات التي شنتها فرق الكوماندوس الهندية واوقف احدهم فيما قتل 15عنصرا من القوى الأمنية. وفي فندق اوبيروي-ترايدنت حيث حرر 93رهينة صباح الجمعة، اعلنت الشرطة انها عثرت على 24جثة موضحة ان العمليات انتهت. وروى رهائن محررون فضلاً عن عناصر في الشرطة والجيش الفظاعات التي شهدوها. وقال احد عناصر فرق الكوماندوس "انهم اشخاص بلا رحمة. كانوا يطلقون النار على اي شخص يرونه امامهم. الدماء كانت منتشرة في كل مكان..والجثث مبعثرة". وروى الأسترالي بول غيست الذي نجا من هجوم تاج محل لإحدى الاذاعات "الدماء كانت تغطي الأرض وكذلك اشلاء الجثث". واعلنت جماعة "مجاهدي ديكان" الاسلامية وهو اسم هضبة في وسط الهند وجنوبها مسؤوليتها عن هذه الهجمات التي ضربت قلب الهند الاقتصادي والمالي. وقال احد المهاجمين على فندق اوبيروي-ترايدنت ردا على اسئلة احدى محطات التلفزة ان المجموعة تطالب بوقف "اضطهاد" مسلمي الهند وهم اقلية يبلغ عدد افرادها 150مليونا وقد تعرضت لأعمال عنف في السابق في هذا البلد البالغ عدد سكانه 1.2مليار نسمة غالبيتهم من الهندوس. ونقلت وكالة الأنباء الهندية عن مصادر رسمية قولها ان ثلاثة متطرفين بينهم باكستاني ينتمي الى جماعة عسكر طيبة اوقفوا في فندق تاج محل. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" على موقعها الالكتروني الجمعة ان ثمة ادلة متزايدة على ان هذه المجموعة ومقرها في باكستان هي المسؤولة عن هجمات مومباي. وهذه الجماعة الاسلامية شنت خصوصا هجوما على البرلمان الهندي العام 2001كاد ان يتسبب باندلاع حرب جديدة بين الهند وباكستان. في الأثناء تواصل نقل الأجانب من الهند. واقلعت طائرة استأجرتها فرنسا وتقل 77اجنبيا نجوا من الهجمات من مومباي وينتظر وصولها ظهر السبت الى باريس على ما اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية.