كان طموحي الأول، أنا الاسكتلندي، أن احترف لعب كرة القدم. ولما بلغت الخامسة عشرة وقعت اتفاقاً مع غلاسكو رانجيرز. و15 يوماً قبل اتمامي ال19 سنة، أنهى تقطع وشائج عضلية احترافي، وما كنت أعد نفسي له. فابتدأت مذ ذاك دراسة في مدرسة فندقية. وكنت سيئ الخدمة ومتعثراً في أدائها، ولكنني كنت حسن التخلص في الطبخ أو الطهو. والحق أن أمي عملت طباخة في معمل حلويات صغير بسترانفورد على ? نهر آفون. وقبل ابتداء التمرين على كرة القدم، كنت أساعدها في عملها، الخامسة صباحاً. فنعد طعاماً تقليدياً ولذيذاً مثل الخبز المحلّى والعجين بالزهرة وپ"التورتة"بالحامض، وغيرها. وكثرة الطباخين، اليوم، يطبخون بالنظر، ويعولون على الظاهر والزينة، وهذا على خلاف طريقتي. فأنا أقدم الذوق أو الطعم على ما عداه. ومتعتي هي تخيل أمزجة لها طعوم دقيقة ولم يختبرها الحلق من قبل. فأنا أكره خلط طعوم قوية من مادة واحدة. والأطعمة التي أعدها انما أعدها لزبائني وليس للنقاد. ومعتقدي أن الطبخ هو اكتشاف، أو اختبار حلقي وتذوق. ولعله أكثر وفوق هذا: فأنا أعد لائحة الأطعمة على نحو سرد حكاية لها مبتدأ وتخلص الى نهاية. وأسعى في ايقاظ طهوي أو أطعمتي حواس طاعمي ما أطهو وأعد، وفي تركهم المائدة وهم في حال إثارة قوية، ومن غير رغبة في الرواح الى النوم. وأنا أظهر ديكتاتوراً في برنامج"هيلز كيتشين"المتلفز. وأقر بأن تصنيفي صاحب ثلاثة نجوم مرهق وثقيل الحمل، وبأنني أهوى الحمل والثقل هذين، فهما يبعثان في حماسة قوية. فإعداد سلطة موسم في متناول من شاء. ومع النجوم الثلاث فعليك إما أن تصدر أو ان تتنحى. فاختيار الطعوم والمواد الأولى وضبط الاستواء، كلها تقتضي الموازنة الدقيقة على شاكلة الألعبان. وأذكر ان اليوم الأول الذي عهد فيه الي بالمطبخ في مطعم جويل روبيشون، صادفت مشكلة في صحن الرافيولي بسرطان جراد البحر. وبدا ان استواء واحدة من رافيولي الصحن الخمس لم ترض جويل. فما كان منه إلا أن رمى الصحن، ومادته، في القمامة. وفيما يعود الى"هيلز كيتشين"، لا أنسى ان الفائز يربح 500 ألف دولار وعملاً ممتازاً في مطعم من المطاعم الكبيرة، ويبقي البرنامج 50 دقيقة من 25 ساعة من التصوير. واليوم، أنا في ال41، وأعمل مثل ثور منذ 22 عاماً. وحرفتي هي هواي. ولكنني لا أود الموت أمام مقصفي، فأنا أحتاج الى حياة خارج المطبخ. ولا شك في أن أسفاري الى بلدان العالم تحسن طهوي، وتحملني على التماس طريقة وأسلوب يخصانني، وعلى البحث عن مذاقات جديدة. وعندما بدأت عملي في مطعم في سافوا كنت أكسب 4500 فرنك في الشهر لقاء 16 ساعة في اليوم، و6 أيام في الأسبوع. وأتقاضى، اليوم، لقاء عمل 3 أسابيع في"هيلز كيتشين"مليون دولار، ويدير والد زوجتي أعمالي: 19 مطعماً في أنحاء العالم. عن غوردون رامزي طاه بريطاني، ومحكِّم برنامج"هيلز كيتشين"، "لو نوفيل أوبسرفاتور"الفرنسية، 20-26/11/2008 نشر في العدد: 16672 ت.م: 26-11-2008 ص: 29 ط: الرياض