بيروت، عمان، نيقوسيا - أ ف ب، رويترز - سيطرت القوات السورية على معظم بلدة الرستن التي تقاتل فيها جنوداً منشقين ومسلحين منذ خمسة أيام فيما ارتفع الى 22 عدد القتلى الذين سقطوا خلال قمع السلطات الاحتجاجات منذ يوم الجمعة، بينهم 6 جنود. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان عبد الرحمن المقيم في بريطانيا أن أحد سكان الرستن (وسط البلاد) تمكن من الفرار من المدينة صباح السبت وتحدث عن إطلاق كثيف للنيران طول الليل. وكانت المواجهات تواصلت لليوم الخامس على التوالي بين قوات الأمن السورية والمحتجين المناوئين للنظام في مدينة الرستن (180 كلم شمال دمشق) على رغم انتشار قوات الجيش والأمن بآلياتها ومدرعاتها في الجزء الأكبر من المدينة حيث تسمع أصوات إطلاق النار والانفجارات. وذكرت مصادر أن الاشتباكات تنحصر في منطقة الرستن الفوقاني. وقال سكان من الرستن الى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن القوى المعارضة التي تواجه القوات الحكومية تتكون من منشقين عن الجيش ومسلحين من المدنيين. وقال نشطاء من سكان المدينة إن إطلاق النار ودوي الانفجارات يسمع بالمدينة في ظل حملة اعتقالات، وأضاف هؤلاء أن الحصار الأمني ما زال مستمراً على المدينة والقرى المحيطة بها. وكان المرصد ذكر أن «قوات الجيش السوري مدعومة بأكثر من 250 دبابة وآلية عسكرية مدرعة اقتحمت مدينة الرستن في ظل استمرار الاشتباكات مع العناصر المنشقة عن الجيش منذ أربعة أيام». الى ذلك أفاد المرصد أن 3 أشخاص قتلوا أمس موضحاً انه «في مدينة تلبيسة (محافظة حمص) أعيد جثمان شاب اعتقل الجمعة الى ذويه. وفي محافظة ريف دمشق استشهد شاب في مدينة حرستا متأثراً بجروح أصيب بها خلال ملاحقات أمنية الجمعة واستشهد فجر السبت شاب من ضاحية قدسيا متأثراً بجروح أصيب بها الجمعة خلال إطلاق رصاص». يذكر أن المرصد أعلن مقتل 19 شخصاً الجمعة، موضحاً أن 11 شخصاً قتل في ريف حماة (وسط) هم خمسة مدنيين وستة عسكريين خلال اشتباكات بين الجيش والأمن (السوري) من جهة وعناصر منشقة عن الجيش من جهة أخرى. كما قتل أيضاً 8 مدنيين الجمعة في محافظة حمص. من جهة أخرى، أعرب المرصد عن «قلقه العميق» على حياة الناشط الشاب أنس الشغري الذي كان «يتصدر» التظاهرات في بانياس (شمال غرب) حتى اعتقاله قبل أربعة اشهر. وقال المرصد: «تؤكد معلومات جديرة بالثقة أن أنس قد تعرض للتعذيب وأصيب بجروح في رأسه في مقر أجهزة الأمن الذي يعتقل فيه» منذ 14 أيار (مايو). واقتيد أنس الشغري، وهو من قرية قريبة من مدينة بانياس الساحلية، الى مقر الأمن الداخلي قبل فترة «حيث تعرض لعمليات تعذيب مبرح. وثمة مخاوف من أن يلقى مصير غياث مطر»، الناشط من داريا (قرب دمشق) الذي توفي تحت التعذيب أخيراً. وكان أنس الشغري (23 سنة) أول من دعا سكان بانياس الى «كسر جدار الخوف» والالتحاق بالثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، كما ذكر المرصد السوري. وكان الضابط المنشق عن الجيش السوري العقيد رياض الأسعد أعلن الجمعة أن أكثر من عشرة آلاف جندي انشقوا عن الجيش وأنهم يهاجمون الشرطة التي تجبر الناس على الولاء للرئيس السوري. وقال الأسعد إن الهجمات التي تتبنى نمط حرب العصابات تركز على المخابرات الحربية ومخابرات القوات الجوية. وقال الأسعد عبر الهاتف من مكان لم يعلن عنه على الحدود بين سورية وتركيا إن هذه الشرطة السرية لها دور كبير خلف خطوط الجيش وفي نقاط التفتيش على الطرق حيث تطلق النار على الجنود الذين يعصون الأوامر. وأضاف إن عمليات المنشقين تحسنت في شكل واضح في الأسبوع الماضي، وأشار الى حصول قتال مع قوات الجيش لكن المنشقين يحاولون عدم الاشتباك مع الجيش للمساعدة في حشد التأييد لقضيتهم. وقال الأسعد إن معنويات الجيش السوري منخفضة وإن الانشقاقات تتزايد في أنحاء البلاد، لكن جنوداً كثيرين لا يتركون الجيش خوفاً من أن يقتلهم النظام أو يقتل عائلاتهم، موضحاً أن هدف «الجيش السوري الحر» هو حماية التظاهرات السلمية وإسقاط النظام، مؤكداً انشقاق أكثر من عشرة آلاف جندي عن الجيش. وأحجم الأسعد عن تقدير المدة التي يمكن أن يظل الأسد متمسكاً فيها بالسلطة، لكنه قال إن التأييد الدولي للمنشقين ولو في السر في الوقت الحالي سيساعد في إسقاط النظام بسرعة كبيرة.