تواصلت المواجهات بين قوات الأمن السورية والمحتجين المناوئين للنظام في مدينة الرستن بوسط البلاد، وذلك في وقت شهدت فيه البلاد مظاهرات جديدة اليوم بعد صلاة الجمعة. ويقول مراسلنا في دمشق عساف عبود إن الاشتباكات لا تزال دائرة في الرستن رغم إعلان السلطات انتهاءها.واكد نشطاء إن مواجهات الرستن خلفت خمسة عشر قتيلا ومئة جريح على الأقل على مدار الأيام الأربعة الماضية. وقد ذكرت وسائل إعلام سورية أن سبعة جنود قتلوا في المدينة، التي تشير التقارير الواردة منها إلى أنها تشهد قتالا بين القوات الحكومية وجنود منشقين يقولون إنهم يدافعون عن السكان المدنيين وقال نشطاء من سكان المدينة لبي بي سي إن اطلاق النار ودوي الانفجارات سمع بالمدينة في ظل حملة اعتقالات وأضاف هؤلاء أن الحصار الامني مازال مستمرا على المدينة والقرى المحيطة بها. وفي اول بيان رسمي سوري عن العملية منذ بدئها صرح ناطق عسكري عملية نفذتها قوات سورية ضد من اسمتهم "مجموعات إرهابية مسلحة في الرستن بترويع المواطنين وتعطيل دورة الحياة في المدينة، قامت قوات حفظ النظام مدعومة ببعض وحدات الجيش". وقال البيان ان القوات الحكومية انزلت خسائر كبيرة في صفوف تلك المجموعات، مقابل مقتل سبعة عناصر بينهم ضابطان وجرح 32 آخرين بينهم سبعة ضباط من وحدات الجيش وقوات حفظ النظام. ونفى الناطق تنفيذ الطيران الحربي السوري غارة على مدينة الرستن. وفي مناطق اخرى من محافظة حمص قالت مصادر رسمية ان ثلاثة من عناصر قوات حفظ النظام قتلوا في كمين نصبته مجموعة مسلحة على طريق الحواش بالقرب من تلكلخ. المنشق السوري العقيد رياض الأسعد قال العقيد رياض الأسعد الذي انشق عن الجيش السوري لوكالة رويترز إن اكثر من 10 آلاف عسكري قد فروا من صفوف الجيش وبدأوا بمهاجمة عناصر الوحدات المكلفة بضمان الولاء للنظام. وقال الأسعد إن الهجمات تتركز على عناصر الاستخبارات العسكرية والاستخبارات الجوية اضافة الى عناصر المخابرات المكلفة بمنع العصيان في الجيش. وقال الأسعد، وهو عقيد في القوة الجوية من بلدة ادلب، إن "معنويات الجيش السوري منهارة، وان الانشقاقات تتصاعد في سائر مناطق البلاد." الا انه اضاف ان العديد من العسكريين آثروا الانتظار لأن "النظام سيقتلهم او يقتل عوائلهم اذا تجرأوا على الانشقاق." ويأتي الاعلان عن مقتل هؤلاء بعد يوم من انشقاق المئات من الجنود السوريين وتحولهم الى جانب المعارضين في الرستن بمحافظة حمص. في هذه الاثناء ادانت واشنطن رمي موكب السفير الامريكي لدى دمشق روبرت فورد بالحجارة والطماطم في العاصمة السورية، اثناء توجهه للقاء المعارض السوري البارز حسن عبد العظيم. وقال مسؤولون امريكيون ان الحادث تسبب في اعطاب عدد من سيارات السفارة، الا ان السفير لم يصب باذى. ويقول مراسلون انه على الرغم من بقاء معظم قوات الامن السورية موالية للرئيس الاسد، تزايدت الانشقاقات اخيرا. كما بدأ المنشقون في تشكيل وحداتهم العسكرية قرب الرستن (180 كم شمال دمشق)، التي تعتبر منطقة تجنيد لجنود مكلفين وضباط سنة للجيش السوري، الذي يسيطر عليه ضباط علويون، رغم ان معظمه من الجنود السنة. ويقول سكان من الرستن ان ما لا يقل عن ألف جندي وضابط انشقوا وكونوا وحداتهم وشرعوا في قتال وحدات عسكرية حكومية. مظاهرات من جهة أخرى أفادت الأنباء بخروج مظاهرات في عدة مناطق بسورية بعد صلاة الجمعة تحت عنوان (جمعة النصر لشامنا ويمننا - نصرة لشهدائنا في سورية واليمن). وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مظاهرات حاشدة خرجت من معظم مساجد مدينة معرة النعمان بمحافظة ادلب تطالب باسقاط النظام والنصر للشام واليمن ونصرة للرستن وسط حصار امني شديد على المداخل الاربعة للمدينة. وفي حمص قال ناشطون إن مظاهرات خرجت في احياء باب السباع وباب هود والخالدية والحمرا والقصور والغوطة وباب دريب الوعر تهتف لاسقاط النظام وتتضامن مع الرستن. وكانت تظاهرات مسائية قد خرجت الخميس، وقال نشطاء ان قتلى وجرحى سقطوا في حمص وسراقب ودرعا وريفها. وقا المرصد السوري إنه تم غتيال العميد برهان حميش مساء الخميس بعد أن رفض الخروج إلى منطقة الرستن بعد توجيه أوامر له بذلك.