توجه الناخبون في فنزويلا الى صناديق الاقتراع أمس، للإدلاء بأصواتهم لاختيار حكام المناطق وأعضاء مجالس البلديات، في انتخابات محورية بالنسبة الى الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الذي قدمها بمثابة استفتاء على مستقبله ومصير الثورة. ودعي حوالى 17 مليون ناخب الى الإدلاء بأصواتهم، وذلك بعد شهرين من حملة انتخابية مكثفة، وبعد عشر سنوات من عهد الرئيس الاشتراكي. وعلى الناخبين ان يختاروا 22 حاكماً و328 رئيس بلدية و233 عضواً في مجالس المناطق لمدة اربع سنوات. ونظم تشافيز حملات في كل الولايات الفنزويلية بهدف الفوز بعدد اكبر من المرشحين للحزب الاشتراكي الفنزويلي الموحد الذي يتزعمه. وتخلل هذه الزيارات افتتاح مستشفيات وطرق سريعة ومطار. وحجب ظهور تشافيز في كل مكان، حتى ثلاث مرات يومياً عبر شاشة التلفزيون خلال الأسبوع الأخير من الحملة، مواضيع النقاش التقليدية خلال الانتخابات المحلية مثل الأمن وفاعلية الأجهزة العامة. ورأى لويس فينشنتي ليون من معهد"داتاناليزيس"للاستطلاعات ان"تشافيز حاول تجنب هذه المواضيع، لأن تقويم عمل الحكومة في هذه المجالات سيئ جداً، وهو يحاول التركيز على النقاشات في مجالات يشعر انه قوي فيها، مثل محاولات الانقلابات او الثورة". في المقابل، شدد تشافيز لهجته ضد خصومه، اذ هدد بسجن المعارضين والمنشقين، مشيراً حتى الى احتمال دعوة الجيش من اجل الدعم اذا لم تقتنع المعارضة بخسارتها. وقال:"من يخون تشافيز ميت سياسياً. انه لا يخونني انا بل يخون الشعب. لا بد من وجود فريق من الحكام ورؤساء البلديات والمستشارين المناطقيين، متضامن فعلا وصلب". وأشار الخبراء الى تراجع شعبية تشافيز 55 في المئة من التأييد للحزب الاشتراكي الذي يرأسه منذ 2007، لا سيما بسبب الجدال الذي نتج عن عدم تجديد امتياز البث لمحطة"آر سي تي في"التلفزيونية المعارضة التي ساهمت في فشل الاستفتاء على التعديل الدستوري الذي نظمته الحكومة في كانون الأول ديسمبر 2007. وعرف تشافيز في ذلك الاستفتاء اكبر نكسة له منذ وصوله الى السلطة عام 1999 حين رفض مشروعه القاضي بإجراء إصلاح دستوري واسع النطاق كان سيعزز الطابع الاشتراكي لنظامه ويسمح له بالترشح للرئاسة الى ما لا نهاية. وقال لويس فينشنتي ليون ان تشافيز"ليس شخصاً لا يقهر وهو يعرف ذلك .... هذا أمر مؤسف بالنسبة اليه لأن الثورة تحتاج الى مؤشرات شعبية قوية لتستمر في التقدم". في هذا الإطار، تعتبر الانتخابات المحلية بمثابة مؤشر لقبول اشتراكية القرن الحادي والعشرين التي ينادي بها تشافيز الذي يفترض ان يترك الحكم مبدئياً في عام 2013، وإذا فاز حزبه في شكل واسع، يمكنه ان يجدد محاولة طرح الاستفتاء على التعديل الدستوري. الا ان النتائج لا يمكن ان تقاس فقط بعدد الناخبين. فإن فشل الاشتراكيين مثلا في مدينة ماراكايبو حيث معقل المعارضة وعاصمة ولاية زوليا غرب، المنطقة النفطية الغنية، او في مقاطعة السكر الفقيرة في كراكاس حيث معقل تشافيز، يمكن ان تزعزع استقرار الحزب. في المقابل، يواجه الحزب الاشتراكي معارضة نجحت في توحيد صفوفها وحصر مرشحيها في معظم الولايات التي تُجرى فيها الانتخابات. وقال المنسق الوطني للمعارضة خوليو بورجيس ان هذه الانتخابات هي"سباق نحو الحرية .... وفي هذا الإطار، هي بمثابة انتخابات وطنية. السلطة الموازية التي ستنشأ ستكون اساسية من اجل وقف احتمال إعادة انتخاب الرئيس". وتسيطر المعارضة حالياً على ولايتين من 22 ستُجرى فيها الانتخابات، بينما أربع ولايات بين أيدي منشقين عن تشافيز. وقال الرئيس الفنزويلي ان"مستقبل الثورة على المحك، وكذلك مستقبل الاشتراكية وفنزويلا والحكومة الثورية وهوغو تشافيز".