يجتمع وزراء الخارجية العرب تحت مظلة جامعة الدول العربية في القاهرة بعد غد الأربعاء، وأمامهم جدول أعمال من بندين، وضع المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل، وجهود المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية. أخونا عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، قال لي في اتصال هاتفي انه يتوقع أن يصل الى القاهرة الدكتور صائب عريقات أو نبيل شعث لتقديم تقرير الى وزراء الخارجية عن سير المفاوضات، وهل حققت شيئاً. وكنت سمعت، كما سمع الأمين العام، قول أبو مازن والمسؤولين الفلسطينيين حوله أن المفاوضات لم تحقق شيئاً، مع إصرار أميركا وإسرائيل على أن تقدماً تمّ، ونقاطاً اتُفق عليها من دون إعلان حتى الآن. السيد عمرو موسى يقول إن مجلس الجامعة يجب ان يُخطر رسمياً بحالة المفاوضات، وهو يرى أن وزراء الخارجية لن يتخذوا موقفاً لأن هناك إدارة جديدة قادمة في واشنطن، وثمة حاجة لمعرفة إنْ كان الهدف من المفاوضات عملية سلام حقيقية أو مجرد مسار تفاوضي. بالنسبة الى جهود المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية السيد عمرو موسى قال إنها يجب أن تستمر على أساس الوساطة المصرية، ورأيه كما سمعته منه على الهاتف: أولاً، كل المنظمات الفلسطينية مخطئة لسماحها بالوصول الى هذا الوضع الفلسطيني المتردي. ثانياً، هناك فرصة لا تزال قائمة، ولا بد من بذل جهد إضافي في الأسابيع المقبلة، ضمن المبادرة المصرية لتعود الأطراف الفلسطينية كافة الى مائدة المفاوضات وتحاول الوصول الى اتفاق، لأن البديل من ذلك غير مقبول. ثالثاً، سمعتُ وجهة نظر حماس في اجتماع طويل مع السيد خالد مشعل في دمشق، وسأنقلُ وجهة نظرهم الى مجلس وزراء الخارجية العرب، ولكن لا أعتقد أن الوزراء سيتخذون موقفاً فورياً، فلا تزال هناك فرصة، يتبعها اتخاذ موقف حاسم، ولا بد من حل يأخذ حماس بالاعتبار، لأنه لا يجوز تجاهل وجودهم. أوافق الأخ عمرو موسى على أن لا تزال هناك فرصة للملمة الوضع الفلسطيني في الشهرين المقبلين، أي الفترة قبل خروج جورج بوش من البيت الأبيض، إلا أن اتصالاتي بالمسؤولين الفلسطينيين حول أبو مازن تركت لدي انطباعاً بأن الرئيس الفلسطيني يواجه صعوبة أكبر مع فتح مما يواجه مع حماس. اللجنة المركزية لفتح اجتمعت أربعة أيام في عمان للاتفاق على عقد المؤتمر العام السادس للحركة. وكان يفترض أن يعقد المؤتمر آخر مؤتمر كان في تونس، قبل حوالى 20 سنة قبل نهاية هذا العام للاستعداد للاستحقاق الرئاسي في 9/1/2009، إلا أن الأعضاء لم يتفقوا على موعد الشهر المقبل، بل ان موعداً آخر في الربيع لا يزال غير مؤكد. بعض الأعضاء"ديناصورات"يخشون على مواقعهم وامتيازاتهم، لأن الأرجح ان المؤتمر العام لن يعيد انتخابهم مرة أخرى لعضوية لجنة مركزية جديدة. غير أن هلهلة وضع فتح تعني أن أركان الحركة يسهّلون مهمة حماس في الفوز بأي انتخابات رئاسية وتشريعية مقبلة. أبو مازن يريد أن تتزامن الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وان يكون موعدها في أربعة أشهر الى ستة من الاستحقاق الرئاسي. أكتب صباح الأحد، ويفترض أن يجتمع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية اليوم في رام الله، والمعروف أن عمله هو لعب دور الوسيط، أو همزة الوصل، بين المجلس الوطني واللجنة التنفيذية. وقرأت أنه سيبحث في الحوار الفلسطيني - الفلسطيني المعطل، كما سيقوّم المرحلة الحالية من المفاوضات، إلا أنني أرى أن المجلس لن يحقق اختراقاً على أي صعيد، فالوضع الفلسطيني صعب جداً، والفصائل تزيده سوءاً بخلافاتها المستمرة، وعدم قدرتها على تقديم تنازلات متبادلة تنهي الخلاف الذي بدأ بانفصال حماس في غزة في حزيران يونيو من السنة الماضية. في غضون ذلك، أسمع عن دور جديد للأخ محمد دحلان، أو عن إعادة تأهيله ليعود الى الصفوف الأمامية في فتح بعد خروجه من غزة. ومحمد دحلان له أنصار متحمسون مثلما له معارضون أو خصوم يبدون الحماسة نفسها ضده، كما أن هناك دولاً عربية وغير عربية تدعمه، فهو جريء وذكي، وشخصياً لا أستبعد أن يغضب أبو مازن يوماً ويستقيل ويخلي الساحة، مع انني أرجو ألا يحدث هذا فهو ضمانة فلسطينية. نشر في العدد: 16670 ت.م: 24-11-2008 ص: الأخيرة ط: الرياض