ردت حركة «حماس» أمس على الاتهامات التي وجهها إليها عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» مفوضها الاعلامي محمد دحلان، بهجوم شديد، كما أكدت «متانة» العلاقات مع مصر التي ترعى اتفاق المصالحة الذي رفضت توقيعه. وقال الناطق باسم الحكومة المُقالة التي تقودها «حماس» خليل النونو ل «الحياة» إن ما جاء على لسان دحلان خلال مؤتمره الصحافي يأتي ضمن «هجوم إعلامي مضاد، للتغطية على فضيحة تقرير غولدستون»، في إشارة إلى موافقة السلطة على إرجاء التصويت على التقرير الذي يتهم إسرائيل و «حماس» بارتكاب جرائم حرب في غزة، قبل أن تعود وتطرحه ليتم تبنيه الأسبوع الماضي. وقال النونو إن «حماس تريد مصالحة مستدامة تنهي حال الانقسام». ونفى وجود «توتر» في علاقة الحركة مع مصر. معتبراً حدوث ذلك «أمنيات لدى البعض، فعلاقتنا قوية ومتينة، ولا يمكن التأثير عليها...وحماس ستذهب إلى المصالحة». من جهته، شدد القيادي في «حماس» إسماعيل رضوان على أن «المصالحة خيار استراتيجي للحركة الحريصة علي إنجاح الجهود المصرية في المصالحة»، لكنه قال إن حركته «في حاجة إلى ضمانات لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه». وأضاف خلال لقاء جماهيري في غزة، أن «حماس تطالب بضمانات من الدول الراعية للمصالحة حتى لا تكون كسابقاتها من الاتفاقات التي تم الاتفاق على بنودها من دون ضمانات لتنفيذ تفاصيلها». وتابع أن الحركة «بصدد تحديد موعد جديد مع القاهرة، بعدما تم تأجيل الموعد السابق بسبب سفر (مدير المخابرات العامة المصرية الوزير) عمر سليمان، حتى تتم مناقشة بعض الثغرات التي تضمنتها الوثيقة المصرية، بخصوص قضايا الأجهزة الأمنية والمقاومة والانتخابات». وجدد تأكيد ما أشار إليه ناطقون باسم الحركة عن أن «الورقة المصرية تضمنت بعض البنود التي لم يتم الاتفاق عليها، وأن هناك بعض الأمور تم الاتفاق عليها ولم تُدرج في الورقة». وبدا واثقاً من أن «ملاحظات حماس على الورقة المصرية، ستؤدي إلى نجاح المصالحة وعدم فشلها». من جهته، تحدى القيادي في حركة «فتح» عبدالله أبو سمهدانة «حماس» أن «تُقدم على الموافقة على الورقة المصرية». ورأى أن «سبب تردد حماس في التوقيع على الورقة هو ضغوط خارجية تمارس عليها». واعتبر أن «حماس ستخسر كثيراً برفضها المصالحة، لأن المصالحة ورأب الصدع الفلسطيني مصلحة عليا لن يسامح الشعب الفلسطيني حماس على رفضها وعدم سعيها إليها، بل ووضع العراقيل أمام الوصول اليها». وأضاف أنه في ظل رفض «حماس» التوقيع، فإن «الأمور لن تبقى على هذه الحال إلى ما لانهاية، وأننا نسير بالفعل باتجاه الانتخابات وسيصدر الرئيس مرسوماً حسب النظام والدستور الفلسطيني للجنة المركزية للانتخابات بالتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية» في موعدها. ولوح بورقة الدعم العربي والدولي لهذا الموقف، قائلاً إن «الانتخابات ستكون بالتوافق مع العالم أجمع، خصوصاً أننا نطالب بتنفيذ استحقاق فلسطيني».