تعتبر أعمال المخرجة إنعام محمد علي علامات في مسيرة الدراما المصرية والعربية. وهي تنطلق في هذه الأعمال من هموم المجتمع المصري ووضع المرأة المصرية في مجتمع ما زال للرجل الكلمة العليا فيه. عن المعايير التي على أساسها تختار أعمالها قالت إنعام محمد علي ل "الحياة":"بالنسبة اليّ يجب أن تحتوي قصة المسلسل على قضية تهم عدداً كبيراً من الناس، وتمس واقعهم مع صوغها بشكل يحوي قدراً كبيراً من التشويق وأن يكون الحوار منطقياً وراقياً، كما ان المسلسل يجب أن يتضمن عناصر لتنوير العقل". وعن اتجاهها في رمضان هذا العام الى إخراج مسلسل اجتماعي وهو ما يخرج عن تركيبة قضاياها الدرامية التي إما تتحدث عن شخصية أو قضية وطنية أجابت:"هذه ليست المرة الأولى التي أخرج فيها مسلسلاً اجتماعياً إذ أخرجت في الثمانينات والتسعينات مسلسلات"هي والمستحيل"وپ"الحب وأشياء اخرى"وپ"ضمير أبله حكمت". وأضافت:"مسلسل"قصة الأمس"يتناول قضية الاغتراب والهجرة التي تفشت في مصر في النصف الثاني من السبعينات خصوصاً الى دول النفط، فمن خلال هذه الفكرة عرض المسلسل المستجدات الجديدة التي طرأت على قيم وثقافة المجتمع المصري خصوصاً داخل الأسر المصرية بسبب هذه الظاهرة، ولقد قمت بتصوير هذا من خلال"الفلاش باك"وليس بسرد تقليدي، أي إن أحداث المسلسل بدأت من نهاية القصة، وهى تنطلق مع إصابة الابن في حادث بعد مدة من طلاق والديه. ومن هنا يستعيد الوالدان الأحداث منذ زواجهما حتى حادث الابن في 30 حلقة". وبسؤالها عما إذا كان عرض المسلسل في أوقات غير ملائمة للمشاهدة قد أزعجها قالت:"لا أخفي أن الأمر أزعجني في البداية، ولكن عندما علمت أن مسلسل قاعدة مشاهدة عريضة نسيت الأمر إذ أن الموضوع له تماس مع الواقع، ومن هنا شعر كل مشاهد كأنه لا يشاهد عملاً فنياً تمثيلياً بل يشاهد نفسه وواقعه. لأن هناك الكثير من الأسر والبيوت التي تعاني من المشكلة ذاتها". وأوضحت إنعام محمد علي أنها لا يمكن أن تتوقع مسبقاً نجاح العمل أو فشله لأن الجمهور هو الحكم في ذلك"على المرء أن يسعى لكن ليس عليه إدراك النجاح". وعن تدخلها في اختيار ممثلي العمل الدرامي الذي تقوم به قالت:"نعم، أنا اختار لأبعد الحدود وأتدخل في حركات الممثل ومكياجه وملابسه وكل شيء تقريباً لإخراج عمل درامي على مستوى راقٍ". وترى إنعام محمد علي أن قدرتها على الدمج بين الأمانة التاريخية ومساحة الإبداع والخلق الدرامي الذي يتطلب المزيد من التفاصيل الإنسانية والحياتية يرجع الى السيناريو في المقام الأول ثم الأسلوب الذي يتم به التعامل مع النص إضافة الى طريقة قيادة الممثلين وحركاتهم وتحديد لقطات الكاميرا لجعل المشاهد في حال تفاعل صرف مع ما يعرض على الشاشة سواء أكان درامياً أم تاريخياً؟ وعن رأيها في انتشار ظاهرة مسلسلات السير الذاتية قالت:"المسلسل الذي يتناول حياة شخصية عامة يحتاج الى التدقيق في كل عناصره، لذا يجب أن يأخذ الوقت الكافي لإعداده لأنه من ناحية الإخراج والتصوير لن يتكرر سواء كان جيداً أو تنقصه عناصر الجودة، فالمؤل-ف والمخرج إما أن يحيا الشخص صاحب السيرة مرة أخرى بعد مماته أو يميته مرة أخرى، وبالتالي لن تكون هناك أي فرصة ثانية لتحسين صورته". وختمت:"لم أشاهد المسلسلات التي تعرضت للسير الذاتية هذا العام أو حتى العام الماضي لأني كنت مشغولة ما عدا مسلسل"أسمهان"، وكان من الأفضل أن يتم تناول سيرة أسمهان في فيلم يحوي قيمة وهدف، إذ أنها تحمل صفات البطل التراجيدي فالعمل الفني الذي يتناول مسيرة حياة شخصية عامة لا بد أن يقدم رسالة وهدفاً وليس مجرد إنتاج عمل فني من دون تأثير إيجابي على المشاهد". نشر في العدد: 16667 ت.م: 21-11-2008 ص: 26 ط: الرياض