اعرب رئيس وزراء النروج يان ستولتنبرغ عن امله بأن تجد الازمة اللبنانية الحالية حلولاً سياسية، معلناً تخصيص بلاده مساعدات للبنان بقيمة 30 مليون دولار. والتقى ستولتنبرغ امس في بيروت عدداً من المسؤولين اللبنانيين في مقدمهم رئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة ورئيس "اللقاء الديموقراطي النيابي" وليد جنبلاط. وعرض بري مع ستولتنبرغ، في قصر عين التينة، التطورات في لبنان والتعاون مع النروج وعمل القوات الدولية العاملة في الجنوب يونيفيل، ورحب بالضيف"رئيس مجلس الوزراء في النروج، هذا البلد الصديق، الذي كان دائماً مشاركاً في"يونيفيل"منذ أكثر من ربع قرن في لبنان". ووصف اللقاء ب"المفيد والمثمر وتناول مواضيع عدة تتعلق بالجنوب وبالوضع اللبناني وبالمنطقة عموماً". وقيل لبري: اعتبر فريق 14 آذار أن انتقال المعارضة من مطلب حكومة الوحدة الوطنية الى الانتخابات النيابية المبكرة هو إفلاس، فرد بالقول:"ليقدموا لنا دعوى افلاسية". وقال المسؤول النروجي من ناحيته إن اللقاء مع بري"مفيد دائماً، فأستمع الى تحليله وكيف يرى المشاكل والتحديات في لبنان، ونحن دائماً ندعم الشعب اللبناني، ونؤمن بقوة بالعملية السلمية المؤدية الى حلول سلمية يتوافق عليها جميع الأحزاب"، وأكد أن بلاده"مرتبطة مع لبنان بأكثر من طريقة، فهي تشارك في"يونيفيل"، ولدينا أربعة زوارق بحرية تجوب الشواطئ اللبنانية كجزء من هذه القوات، ولدينا 34 ألف جندي خدموا في لبنان في مختلف أعمال الأممالمتحدة و"يونيفيل"، لذلك هناك ارتباط وثيق بين النروج ولبنان من خلال التعاون في اطار الاممالمتحدة". وأضاف:"نحن أيضاً ندعم بقوة عمل الاممالمتحدة في شكل عام في لبنان، ونعتقد ان لها دوراً مهماً جداً في لبنان بالنسبة الى التوصل الى وقف النار ووقف القتال، إضافة الى التعاون مع لبنان في المساعدات الانسانية للبنانيين". وفي السرايا الحكومية أقيم لستولتنبرغ استقبال رسمي، استعرض خلاله مع السنيورة ثلة من سرية حرس رئاسة الحكومة قدمت له التحية. وشارك في الاستقبال وزير الخارجية بالوكالة طارق متري، والأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي والأمين العام للخارجية بالوكالة بطرس عساكر والسفير رامز دمشقية. ثم أجرى الرئيسان السنيورة وستولتنبرغ محادثات شارك فيها عن الجانب اللبناني الوزير متري ووزير الأشغال محمد الصفدي والسفير عساكر، والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء سعيد عيد، والمستشاران محمد شطح وغسان طاهر، وعن الجانب النروجي وزيرة الدفاع آن غريتي اريكسون، والمبعوث النروجي لعملية السلام سفين سفنج وعدد من مستشاري رئيس الوزراء النروجي. وقال السنيورة بعد المحادثات:"أبدى دولته الرغبة في المساعدة العسكرية من خلال عمليات التدريب في ما يختص بالأمور البحرية، وكذلك هناك إمكانية للتعاون في مجال النفط والغاز، لجهة المساعدة على إدارة هذه الأمور خصوصاً أن لبنان يقوم الآن بالتعاون مع شركة نروجية، بعملية التنقيب والدراسات اللازمة عن النفط والغاز في شمال لبنان". وأشار الى أن"البحث تطرق الى توسيع عمل القنصلية النروجية في لبنان وبالتالي لفتح سفارة كاملة". وعقد ستولتنبرغ مع جنبلاط لقاءً شارك فيه وفد من وزارة الخارجية النروجية، في حضور وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي، ونائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي دريد ياغي. وأكد ستولتنبرغ بعد اللقاء دعم بلاده ل"الشعب اللبناني وللعملية الديموقراطية في لبنان"، آملاً ب"التوصل إلى حل سياسي بعيداً من العنف". وقال:"إن دعم النروج للبنان أتى من خلال المشاركة في"يونيفيل"، مشيراً إلى"أن بلاده ستقدم إلى لبنان 30 مليون دولار لمساعدته في إعادة الاعمار والتخلص من القنابل ودعم التطور الاقتصادي والاجتماعي". وقال جنبلاط إنه أراد من خلال اللقاء برئيس وزراء النروج، أن يوجه"رسالة إلى السوريين لوقف تدخلهم في الشؤون الداخلية اللبنانية، وعدم إرسال الأسلحة والإرهابيين إلى لبنان"، لافتاً إلى"ضرورة أن يتصرف النظام السوري في شكل حضاري".