في زحمة الأعمال السورية التي تناولت البيئة الشامية، كان لمسلسل "باب الحارة" بجزئه الثالث نصيبه من المتابعة. لكنه بعد النجاحات التي حصدها بجزأيه الأول والثاني، وجهّت إليه انتقادات كثيرة، خصوصاً بعد خروج عدد من الممثلين الأساسيين منه. الممثلة الشابة أناهيد فياض التي جسدت شخصية"دلال"ابنة"أبو عصام"هي إحدى الشخصيات التي انطلقت مع انطلاق المسلسل، وأثرت عليها التغيرات التي طاولت العمل، وعن ذلك قالت ل"الحياة":"خروج عباس النوري وتاج حيدر من العمل وبصرف النظر عن الأسباب، أشعرني بالحزن الكبير، خصوصاً في الأيام الأولى من التصوير، وأثّر فيّ كثيراً الى درجة انني شعرت بأنني خسرت فعلاً والدي وأختي، لكنني في النهاية حاولت التآلف مع الفريق الجديد، وعملنا مع المخرج على أساس تغطية الفجوة". وعن الانتقادات الكثيرة التي وجهت للمسلسل، قالت:"توقع المشاهدون بعد متابعتهم الجزأين الأولين الكثير من الجزء الثالث، لكن ما عرض على الشاشة كان أقل من توقعاتهم، إضافة إلى أن ما مسلسلات البيئة الشامية التي شهدت طفرة أخيراً كان لها تأثير كبير على العمل". واشارت فياض الى ان دورها في الجزء الأخير من"باب الحارة"وعلى رغم صغر حجمه مقارنة بالأجزاء الأولى، لم يمنعها من المشاركة في هذا العمل، لأن"لشخصية دلال خصوصية عندي، إذ حققت لي الشهرة والانتشار على المستوى العربي، وأغار في شكل كبير على هذه الشخصية، ولا أستطيع ان اقدمها على طبق من فضة الى أي ممثلة أخرى". وعلى رغم رفض فياض المشاركة في أكثر من عمل شامي، ظهرت خلال شهر رمضان الماضي في عملين، هما"بيت جدي"و"باب الحارة"، وعن هذا التناقض، قالت:"عندما بدأت النصوص الشامية بالظهور كنت ضد المشاركة في أي عمل، لكن دور"أميرة"في مسلسل"بيت جدي"أغراني كثيراً لأن شخصيتها تشبه شخصية"دلال"كثيراً من الناحية النفسية. وشعرت بتحد ورغبة قوية في أداء هذه الشخصية في شكل لا يخلق تقاطعاً مع شخصية"دلال". وأؤكد ان مشاركتي في"بيت جدي"لم تكن بدافع الظهور في أكثر من عمل بمقدار ما كانت بدافع التحدي والمتعة". ولم تكتف فياض بالظهور في الموسم الماضي في عملين شاميين إنما ظهرت أيضاً في المسلسل البدوي"صراع على الرمال". عن هذه التجربة قالت:"ما لفتني فيها هو اللهجة البدوية على رغم صعوبتها. ولا انكر أنني عانيت في البداية منها، وواجهت مشكلة مع طريقة ولحن كلام البدو، ولكن التعامل مع المخرج السوري حاتم علي كان بمثابة ضمان للنجاح، وقد لفتني في شكل كبير الممثل عبد المنعم عمايري الذي سرق أضواء هذا العمل، فهو ممثل محترف قدّم دوراً مميزاً جداً، ولا أعرف إن كنت سأعيد تجربة المشاركة في عمل بدوي آخر لأن ذلك مرتبط عندي بالنص والمخرج، ومن النادر أن يكون العمل البدوي على مستوى جيد". أناهيد فياض التي عرفها الجمهور ممثلة، ذاع صيتها أيضاً في الدبلجة، إذ جسدت شخصية"لميس"في المسلسل التركي"سنوات الضياع"، علماً انها لم"تكن تتوقع النجاح والشهرة الكبيرين اللذين حققهما المسلسل، خصوصاً أنه جاء بعد موجة مسلسلات رمضان، وعرض في فترة ركود تلفزيونية درامية". والمسلسل الذي تناقضت الآراء حوله بين إقبال ومتابعة كبيرين، وانتقادات لاذعة، قالت عنه فياض:"هناك الكثير من الانتقادات التي وجهت الى مسلسل"سنوات الضياع"، وفيها وجه من الصحة. فأنا شخصياً كان لي بعض المآخذ على العمل، لكنني تعاملت مع المسلسل كعمل أجنبي مدبلج، من دون أن أنكر أنه متميز من الناحية الإخراجية، كما شارك بالتمثيل فيه مجموعة من الممثلين المحترفين ضمن بيئة بسيطة عرضت أحداثاً جميلة وحميمية. وأرفض فكرة توجيه أصابع الاتهام إلى المشاهدين الذين تابعوا المسلسل على أنهم متفرجون سيّئون كما قال بعضهم، إذ يجب الا نتعامل مع الجمهور بفوقية او نضع اللوم عليه إن لم ينل العمل إعجاب النخبة، والمؤسف أن الأعمال الدرامية في شكل عام تتراوح بين النخبوي الذي لا يتابعه أحد وبين الجماهيري الذي لا يحتوي على أي قيمة درامية". واضافت:"إذا كان لدى المتفرج الصبر لمتابعة مسلسل حلقاته طويلة، وكانت لديه رغبة بمشاهدة عمل يروي قصة حب، فلم لا يستفيد منتقدو العمل من نجاح"سنوات الضياع"ويعملون على تقديم عمل مماثل يضم أفكاراً ذات قيمة؟". وعن جديدها قالت:"أقراً نصاً لمسلسل سيقوم بإخراجه مراون بركات، والعمل معاصر يتناول شرائح مختلفة في المجتمع ويتميز بواقعيته وطرحه مشاكل من حياتنا اليومية".