سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أوكامبو يصدر غداً مذكرات توقيف في حق عناصر من متمردي دارفور بتهمة التورط في قتل جنود أفارقة والهجوم على موظفين إنسانيين . "الحركة الشعبية" : 80 في المئة من سكان الجنوب يؤيدون الانفصال عن السودان
حذّرت"الحركة الشعبية لتحرير السودان"من أن نحو 80 في المئة من سكان الجنوب يؤيدون الانفصال في الاستفتاء المتوقع في 2011 لتقرير مصير منطقتهم وهل تبقى جزءاً من السودان أم تستقل. وجاء ذلك في وقت قالت مصادر المحكمة الجنائية الدولية إن كبير المدعين في المحكمة لويس مورينو أوكامبو سيصدر غداً الخميس مذكرات توقيف في حق متهمين من متمردي دارفور بجرم المشاركة في هجمات ضد قوات السلام الافريقية في الاقليم السوداني المضطرب. وكان أوكامبو أبلغ مجلس الأمن في كانون الأول ديسمبر 2007 أنه فتح تحقيقين جديدين في جرائم وقعت في دارفور. وقال إن التحقيق الأول يتناول ما سماه"مؤشرات متطابقة"إلى ضلوع مسؤولين سودانيين في هجمات ضد المدنيين، وتحديداً النازحين، في مخيمات دارفور، أما الثاني فيتناول"التقارير عن العدد المتزايد للهجمات ضد العاملين في المجال الانساني وعناصر حفظ السلام، مثلما حصل في حسكنيتة، وتورط فيها المتمردون"، في إشارة الى هجوم وقع ضد مقر القوات الافريقية في مدينة حسكنيتة وأسفر عن مقتل عشرات من الجنود الافارقة العاملين في إطار قوة الاتحاد الافريقي في دارفور. وفي إطار التحقيق الأول، قدّم أوكامبو لقضاة المحكمة الدولية، في 14 تموز يوليو الماضي، أدلة اعتبر أنها تدين الرئيس السوداني عمر البشير بجرائم ابادة وحرب وضد الانسانية. وما زال قضاة المحكمة ينظرون في هذه الأدلة ولم يقرروا بعد هل هي فعلاً كافية لإصدار مذكرة توقيف في حق الرئيس السوداني. وقالت مصادر المحكمة الجنائية إن أوكامبو سيعلن الخميس طلبه إصدار مذكرات توقيف في إطار التحقيق الثاني المتعلق بهجوم المتمردين على القوات الافريقية في حسكنيتة. ولم تحدد المصادر عدد مذكرات التوقيف التي سيطلبها أوكامبو لدى تقديمه ملفه إلى قضاة المحكمة الجنائية غداً، لكنها قالت إنه لن يعقد مؤتمراً صحافياً بل سيجري مقابلات مع وسائل إعلام مختلفة. وفي الخرطوم، قال صحافيون إن عشر صحف سودانية امتنعت عن الصدور أمس الثلثاء في اطار احتجاج متزايد ضد الرقابة الحكومية. ونقلت"رويترز"عن صحافيين أنه أكبر توقف طوعي لوسائل الاعلام منذ أيام الحكم البريطاني في الخمسينات من القرن الماضي. وجاء الاحتجاج بعد يوم من احتجاز الشرطة 63 من الصحافيين والعاملين في الصحف لأكثر من ثلاث ساعات بعد المشاركة في تظاهرة أمام البرلمان السوداني. ودانت الحكومة الأميركية الاعتقالات. وقال فيصل محمد صالح الكاتب في صحيفة"الأخبار"إن الاحتجاب خطوة حقيقية إلى الأمام. وأضاف انه في الماضي كان عدد قليل من الصحف الحزبية يشارك في احتجاجات لكن غالبية المشاركين اليوم صحافيون من صحف مستقلة. وذكر صالح ان الصحف العشر تعتزم الامتناع عن الصدور مجدداً اليوم الأربعاء إذا وافقت صحف أخرى على الانضمام. وفي القاهرة، أكد الأمين العام ل"الحركة الشعبية لتحرير السودان"باقان أموم أن حوالي 80 في المئة من أهل الجنوب يؤيدون الانفصال لأسباب عدة من أهمها غياب المشروع السوداني الذي يخرج هذا البلد من"النفق المظلم"في ظل سياسات حكومته. وقال أموم في ندوة نظمتها نقابة الصحافيين المصريين إن أهل جنوب السودان أصبحوا مهمشين. وأعرب عن اقتناعه بأن الوحدة العربية يجب أن تبنى على أساس احترام حقوق الأقليات، مؤكداً أن"الحركة الشعبية"تؤمن بالوحدة على أساس احترام التعددية وليس في إطار"مشروع آحادي". وقال إنه لا يجب أن يكون هذا الوطن عربيا فقط ولكن لابد أن يشمل جميع الطوائف ويجب أن لا يكون هناك خوف على الهوية العربية. واكد على أن الهوية العربية ثقافة انسانية ساهمت في تطوير الحضارة الانسانية والقرآن الكريم دائماً يخاطب بقوله تعالى"يا أيها الناس"وليس العرب، وبالتالي فليس هناك مشكلة بين الثقافة العربية وغيرها و"أنا أتعلم من الثقافة العربية الكثير الكثير، وأحفظ الشعر العربي والمعلّقات". ولفت إلى أن السودان لديه من الثروات الطبيعية ما يجعله من أغنى شعوب الأرض و"لكن الحكومة السودانية مشغولة بأشياء اخرى". وقال إن رحيل زعيم"الحركة الشعبية"جون قرنق أثّر سلباً على الوحدة السودانية، مشيراً إلى أن لجنة التحقيق لم تصل إلى شيء في قضية وفاته في تحطم مروحية أوغندية عام 2005. وقال:"لا نعلم حتى الآن من المسؤول عن الحادث، ونحن في بحث مستمر عن الحقيقة، ولكن أقول إن الاسئلة أصبحت أكثر من الاجابة في هذا الموضوع". وأكد أن"الحركة الشعبية"تعمل على تحقيق السلام وإعادة العلاقات مع الدول المجاورة للسودان. نشر في العدد: 16665 ت.م: 19-11-2008 ص: 14 ط: الرياض