سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البرلمان يستأنف قراءته اليوم وعلاوي ينضم إلى الرافضين . "التوافق" تربط موافقتها على الاتفاق بإطلاق المعتقلين ... والصدر يحاول حشد المعارضة لإسقاطه في البرلمان
سادت بغداد اجواء سياسية عاصفة بعد توقيع الحكومة الاتفاق الامني مع الولاياتالمتحدة، وفيما علمت"الحياة"ان قادة"التحالف الرباعي"الذي يضم الحزبين الكرديين و"المجلس الاعلى"وحزب"الدعوة"شرعوا في استمالة كتل برلمانية لمصلحة الاتفاق، يعكف تيار الصدر على جمع صفوف المعارضين في جبهة واحدة لضمان عدم تمريره في البرلمان. في هذه الاثناء اعلنت القائمة"العراقية"بزعامة اياد علاوي تحفظها عن الاتفاق داعية الى تمديد التفويض الدولي للقوات الأميركية، بوصفه"خيارا افضل"وانضم الى التحفظ جبهة"التوافق"السنية، فيما قال المرجع الديني آية الله علي السيستاني امس ان اي"اتفاق لا يتضمن استعادة السيادة الكاملة وحصول التوافق الوطني عليه لا يمكن القبول به". وابلغ عضو بارز في حزب"الدعوة"الحاكم، رفض الاشارة الى اسمه،"الحياة"ان"الاتفاق قد يتعرض لخطر عدم توقيعه في البرلمان في ضوء الاصوات التي تصاعدت ضده ولم تكن ضمن حسابات الحكومة". واضاف ان"قوى التحالف الرباعي اتفقت على البدء بتحركات سريعة لحشد التأييد للاتفاق". ولفت الى ان"الحكومة كانت متخوفة من معارضة كتل عديدة للاتفاق ورفضت اكثر من مرة عرضه على الكتل السياسية لخشيتها من موجات اعتراض قد تتصاعد وتعرقل المصادقة". في هذه الاثناء طالبت القائمة"العراقية"بتمديد تفويض مجلس الأمن للقوات الأميركية سنة اضافية لتهيئة الاجواء المناسبة لمفاوضات جديدة، رافضة صيغة الاتفاق الحالية ومشددة على ان الكتل السياسية تمر في مرحلة صعبة. وقال النائب عن القائمة مهدي الحافظ في مؤتمر صحافي عقده امس في بغداد ان"الكتل السياسية كانت تنتظر استكمال مشاوراتها بعد الاجتماع مع رئيس الوزراء وبعض المسؤولين قبل يومين والذي شهد الادلاء بأفكار وملاحظات جوهرية على مشروع الاتفاق"، وأوضح ان"الوضع حرج بالنسبة الى عدد من الكتل السياسية التي ترى مشروع الاتفاق قاصراً عن التعبير عن الحاجات والمصالح الراهنة للشعب العراقي وسيادته الوطنية". من جانبها ربطت جبهة التوافق السنية بين الموافقة على الاتفاق الامني وحسم مصير الآلاف من المعتقلين لدى القوات الاميركية ومعظمهم من العرب السنة. إلى ذلك، قال زعيم جبهة"التوافق"عدنان الدليمي ل"الحياة"ان"الجبهة لن توافق على الاتفاق من دون حسم مصير المعتقلين لدى القوات الاميركية وأطلاق سراحهم قبل نهاية العام والامتناع عن تسليمهم الى السلطات العراقية". واضاف ان"الصيغة الاخيرة للاتفاق ناقضت احد مطالبنا اذ تنص في صيغتها التي وصلت الى البرلمان على وقف عملية اطلاق المعتقلين وتزويد الجانب العراقي بمعلومات عنهم". وجدد موقف الجبهة الداعي الى عرض الاتفاق على الاستفتاء. وكان الدليمي التقى السفير الاميركي في بغداد رايان كروكر امس وابلغه ضرورة اطلاق المعتقلين في السجون الاميركية. وفي ظل السجال الذي يجري بين الكتل السياسية اصدر المرجع الديني آية الله علي السيستاني بياناً امس قال فيه ان"اي اتفاق لإنهاء الوجود الاجنبي بالعراق واخراجه من البند السابع يجب ان يبنى على اساس رعاية المصالح العليا للعراقيين واستعادة السيادة الكاملة للبلد وحصول التوافق الوطني عليه ومن دون ذلك لن يتم القبول به". واوضح البيان الذي تسلمت"الحياة"نسخة منه، أن"السيستاني ابلغ مختلف القيادات السياسية خلال الايام والاسابيع الماضية، بضرورة ان يبنى اي اتفاق يستهدف انهاء الوجود الاجنبي في العراق واخراج البلد من تحت الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة على اساس امرين: الاول يتمثل"برعاية المصالح العليا للشعب العراقي في حاضره ومستقبله واستعادة سيادته الكاملة وتحقيق امنه واستقراره، والامر الثاني حصول التوافق الوطني عليه، ومن دونهما لن يتم قبول اي اتفاق". وكان القيادي في حزب"الدعوة"علي الاديب زار مع النائب الاول في البرلمان الشيخ خالد العطية السيستاني السبت الماضي قبل يوم من اقرار الحكومة مسودة الاتفاق واحالتها على البرلمان. من جهة أخرى، واصل التيار الصدري تحركه المعارض وسلم وفد من الكتلة الصدرية في البرلمان بعثة الجامعة العربية في بغداد رسالة تشرح الخروقات القانونية في الاتفاق. ويستأنف البرلمان اليوم القراءة الثانية لمسودة الاتفاق بعد اكتمال القراءة الاولى اول من امس في جلسة شهدت تجاذبا سياسيا وقانونيا بين الكتل . نشر في العدد: 16665 ت.م: 19-11-2008 ص: ط: الرياض عنوان: "التوافق" تربط موافقتها على الاتفاق بإطلاق المعتقلين