ظهرت مؤشرات في بغداد أمس إلى عزم الحكومة والأطراف السياسية الرئيسية على إقرار المسودة الأخيرة للاتفاق الأمني مع الولاياتالمتحدة"غداً"، على ما قال مستشار الأمن الوطني موفق الربيعي ل"وكالة الأنباء الفرنسية"أ ف ب، وأكدت واشنطن أمس أن الاتفاق"جيد ويخدم مصلحة البلدين". وفيما استبق الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اجتماعات الحكومة والمجلس السياسي بإعلانه تشكيل كتائب مسلحة باسم"لواء اليوم الموعود"لقتال الجيش الأميركي إذا تقرر بقاؤه في العراق ودعا إلى صلاة"موحدة"وسط بغداد تعقبها تظاهرة للتنديد بالاتفاق، نقلت وكالة"أسوشييتد برس"عن مقرب من المرجع الشيعي علي السيستاني قوله إن المرجع"تعهد التدخل مباشرة في حال أخلّ بسيادة البلاد". وقال الربيعي أمس إن العراق حصل على اتفاق"جيد جداً"، وأشار أ ف ب إلى أن المفاوضات بين بغدادوواشنطن حول الانسحاب بدأت منذ أسبوعين، و"تتقدم بشكل جيد". بدوره، قال الناطق باسم البيت الأبيض غوردن جوندرو"نعتقد انه اتفاق جيد يخدم مصالح العراقوالولاياتالمتحدة على السواء. وننتظر من العراقيين إبرامه". وأكد مصدر حكومي عراقي رفيع المستوى ل"الحياة"أمس أن التصويت لمصلحة الاتفاق في مجلس الوزراء يدعمه رسمياً وزراء الحقائب السيادية الدفاع والداخلية والخارجية والمال إضافة إلى وزراء كتلتي"التحالف الكردستاني"و"التوافق"السنّية، فيما يتوقع موافقة وزراء قائمة"الائتلاف العراقي الموحد"شيعية بعدما أبدى"المجلس الاسلامي الأعلى"بزعامة عبدالعزيز الحكيم"ليونة"في الموقف. وتضم الحكومة العراقية حوالي 37 وزيراً موزعين على الكتل الرئيسية الثلاث السنّة والشيعة والأكراد، ويتداخل مع عملها مجلس تنفيذي يضم رئيس الجمهورية ونائبيه ورئيس الوزراء، ومجلس سياسي للأمن الوطني يضم الرئاسات الثلاث وقادة الكتل السياسية ومستشار الأمن الوطني ومدير جهاز الاستخبارات. وأبلغ المصدر ذاته"الحياة"أمس أن تلك المجالس ستجتمع هذا الاسبوع لاتخاذ موقف نهائي من الاتفاق، بعدما أرسلت الولاياتالمتحدة نسخة أخيرة منه، ووافقت على معظم التعديلات العراقية المقترحة، وتحفظت عن اقتراحات تتعلق بصلاحيات قواتها بعد نهاية العام الجاري والولاية القضائية على نشاطاتها. وكان الرئيس جلال طالباني طلب خلال اجتماع مع رئيس الوزراء نوري المالكي ليل الخميس من الرئيس الأميركي قبول التعديلات التي تعيق ابرام الاتفاق. وأفاد بيان لمجلس الرئاسة العراقي بأن"طالباني أبلغ السفير الأميركي لدى العراق ريان كروكر أنه شخصياً مع التعديلات التي تطالب بها الحكومة، داعياً الرئيس جورج بوش الى مساعدة الجانب العراقي كما ساعد العراقيين كثيراً في السابق، من خلال الموافقة على هذه التعديلات، كي يتمكن القادة العراقيون من عرض الاتفاق على الشعب العراقي مرفوعي الرأس". وقال القيادي الكردي محمود عثمان ل"الحياة"أمس إن"الائتلاف"الشيعي الذي يتكون أساساً من"المجلس الاسلامي الأعلى"و"حزب الدعوة"، أبدى أخيراً"مرونة"في قبول الاتفاق"على رغم تعرضه إلى ضغوط من المرجعية الدينية وايران ومن بعض الاحزاب". وأكد أن"حسم موضوع الاتفاق في مجلس الوزراء قد يتم مطلع الاسبوع الجاري". وأضاف:"إذا اتفق وزراء الكتل السياسية الكبيرة، أي الائتلاف وجبهة التوافق والتحالف الكردستاني، على موقف موحد في مجلس الوزراء، فإن ذلك سيسهل عملية تمريره في مجلس النواب". وكان وزير المال باقر جبر الزبيدي وهو قيادي بارز في"المجلس الاعلى"أكد في تصريحات أن مجلس الوزراء سيصوت السبت أو الاثنين على مسودة الاتفاق، فيما قال النائب التركماني عن"الائتلاف"عباس البياتي ل"الحياة"إن"مسودة الاتفاق استقرت في شكلها النهائي وعلى الكتل البرلمانية اعلان قبولها أو رفضها". وأضاف أن"كتلة الائتلاف تريد اجماعاً وطنياً من الكتل الرئيسية". ورأى أن"الاتفاق أقل ضرراً وسوءاً من الخيارات الأخرى المطروحة أمامنا"، في اشارة ضمنية الى حصول تغيير في موقف القيادات الشيعية من الاتفاق. إلى ذلك، تلا الناطق باسم التيار الصدري صلاح العبيدي في خطبة الجمعة في الكوفة بياناً للصدر جدد فيه رفضه الاتفاق، وأعلن تشكيل كتائب مقاومة من أنصاره باسم"لواء اليوم الموعود"لا توجه أسلحتها إلا"إلى المحتل". ونقل البيان عن الصدر قوله:"في حال بقاء القوات الأميركية، فإنني أشد بيدي على أيدي المقاومين وخصوصاً الكتائب المنضوية تحت لواء اليوم الموعود". ودعا مجموعة"عصائب الحق"التي تقول القوات الأميركية إنها تشكل مع"كتائب حزب الله - العراق"عماد"المجموعات الخاصة"المدعومة ايرانياً إلى"الدخول في هذا اللواء المجاهد"، ودعا الى"اقامة صلاة جمعة موحدة لكل الصلوات في ساحة الفردوس في بغداد الجمعة المقبل لتتضافر جهود جميع المسلمين - سنة وشيعة - من أجل إفشال توقيع الاتفاق الذي يريد بيع العراق". وطالب في البيان ب"خروج الجميع بعد الصلاة في تظاهرة سلمية ضد الاتفاق... آملين من كل الدول الاسلامية دعم هذه الصلاة والتظاهرة بإقامة مثيلاتها في بلدانها". نشر في العدد: 16661 ت.م: 15-11-2008 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: العراق : مؤشرات على عزم الحكومة على إقرار الاتفاق مع أميركا غداً