انتقدت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بينيتا فيريرو فالدنر أمس، خطة موسكو لنشر صواريخ في كاليننغراد، الجيب الروسي الذي تحيط به دول في الاتحاد الأوروبي، ب"اعتبارها مؤشراً غير إيجابي للأمن الأوروبي". وأبلغت فيريرو فالدنر صحيفة"غازيتا"الروسية"ان الخطة الروسية غير منطقية، إذ يقترح الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف نظاماً جديداً للأمن الأوروبي، ويتحدث في الوقت نفسه عن نصب صواريخ، ما يعتبر بمثابة تهديد". ورداً على سؤال عن اقتراح الرئيس الروسي إنشاء نظام جديد للأمن الأوروبي، قالت فيريرو فالدنر انها تريد المزيد من المعلومات عن هذا الأمر، واستطردت بأن الاقتراح يتضمن مبادئ كثيرة تطبقها فعلياً منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وكان مدفيديف صرح في الخامس من الشهر الجاري بأن بلاده ستنصب صواريخ"اسكندر"في منطقة كاليننغراد من اجل"تحييد"عناصر الدرع الصاروخية الأميركية، لكنه خفف لاحقاً من تصريحاته، وقال الأسبوع الماضي ان روسيا مستعدة"للتفاوض من نقطة الصفر"حول مسألة الصواريخ التي تثير خلافاً بين واشنطنوموسكو. وتعارض روسيا منذ اشهر مشروع الدرع الأميركية المضادة للصواريخ، والذي يقضي بنصب جهاز رادار قوي في تشيخيا وعشر صواريخ اعتراضية في بولندا. في غضون ذلك، مهد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لجولة يستهلها في البرتغال اليوم وتشمل أيضاً كولومبيا والإكوادور، بتوجيه إشارة إلى الأميركيين بأن التقارب الروسي مع بلدان أميركا اللاتينية وحوض الكاريبي لا يستهدف أطرافاً ثالثة. وقال لافروف إن"تعزيز التعاون بين موسكو وبلدان المنطقة نتيجة تطابق موضوعي في المصالح لا يستهدف أي طرف آخر"، موضحاً أن تنشيط التعاون في المجالات المختلفة مع بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي يندرج ضمن"أولويات السياسة الخارجية الروسية، ومنصوص عليه في العقيدة السياسية التي أقرها الرئيس ديمتري ميدفيديف"، مشيراً إلى أن روسيا وبلدان أميركا اللاتينية والكاريبي"حلفاء طبيعيون تجمعهم مسائل مشتركة على رأسها إقامة نظام عالمي جديد أكثر أمناً وعدلاً". ولفت إلى إن غالبية بلدان المنطقة أعلنت بصراحة أثناء أزمة القوقاز في آب أغسطس الماضي،"إدانتها لعدوان جورجيا وسياسة الولاياتالمتحدة في القوقاز، فيما اعترفت نيكاراغوا رسمياً باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية"، علماً أن الأخيرة تعتبر البلد الوحيد إلى جانب روسيا التي اعترفت باستقلال الجمهوريتين. ولفت لافروف إلى أن التعاون القائم بين بلاده وعدد من بلدان المنطقة في المجال العسكري يقتصر على تقنيات الدفاع، مؤكداً أن موسكو لا تزود شركاءها في المنطقة بأسلحة هجومية، على رغم عدم وجود قرارات دولية أو قيود تحظر بيع السلاح إلى بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي. وفي بيلاروسيا، نفت السلطات نيتها شراء صواريخ روسية من طراز"اسكندر"، رداً على مشروع الدرع الصاروخية الأميركية. وأورد بيان لوزارة الخارجية البيلاروسية ان"تصريحات الرئيس الكسندر لوكاتشنكو في شأن شراء الصواريخ والتي نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال الجمعة الماضي أسيء فهمها، إذ لم يعلن لوكاتشنكو نية بيلاروسيا الحصول على صواريخ اسكندر الروسية كتدبير انتقامي على الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا، إذ انها تندرج في إطار إعادة تسليح عامة للجيش البيلاروسي". نشر في العدد: 16664 ت.م: 18-11-2008 ص: 18 ط: الرياض عنوان: أوروبا تنتقد "تهديد" روسيا أمنها بخطة لنشر صواريخ