بثوبها الفلسطيني المطرز وقفت شادية منصور الفلسطينية المقيمة في لندن ليلة أول من أمس، تغني ال"هيب هوب"أمام عشرات الشبان في نابلس في مشهد غير مألوف لكثير منهم. وقالت شادية 24 سنة التي بدأت الغناء منذ كانت في الخامسة"هذه هي المرة الاولى التي اغني فيها في فلسطين. هذا حلم تحقق. ففلسطين هي حبي الاول ولا يهمني بعد اليوم اين اغني... فهذه بالنسبة اليّ هي القمة". وتنتقل شادية وعدد من زملائها من مغني الراب الفلسطينيين المقيمين في اوروبا بين مدن الضفة الغربية، في جولة ينظمها مشروع تعليم"الهيب هوب"للفلسطينيين بدعم من الحكومة الدنماركية. وترى شادية في لبسها للثوب الفلسطيني المطرز في كل حفلاتها التي شاركت فيها في الولاياتالمتحدة وبريطانيا وهولندا وغيرها من الدول،"رسالة اعبر فيها عن الاصالة الفلسطينية. فأنا أمرأة فلسطينية هدفي ان ارفع اسم فلسطين عالياً". وقالت شادية المولودة في لندن لأب فلسطيني من حيفا"على رغم ان فلسطين كانت بعيدة عني الا اني كنت اتابع الاخبار وأقرأ كثيراً. فهي في دمي وقررت ان اعمل على تقديم فلسطين على طريقتي في صورة جميلة لطفلة فلسطينية تعيش بعيداً عنها ولكنها تحس بألمها وتعيش واقعها". وتراقص الشبان على وقع الموسيقى والاغاني التي قدمت بلغات عربية وألمانية ودنماركية ولم تكن اللغة حاجزاً فيها. وقال الشاب الالماني الفلسطيني الاصل وسيم طه الذي يغني الراب في المانيا"لا حدود امام الموسيقى. وهذه اول مرة اكون فيها في فلسطين". وأضاف:"وانا اغني الراب في المانيا اتحدث في اغانٍ عن شعور العرب الذين يعيشون في المانيا كيف يحسون كما اغني لفلسطين فوالدي اصله من عكا". وتابع قائلاً"قامت والدتي بترجمة كلمات الاغاني التي اشارك بها في هذه الجولة وأوزعها على الجمهور، على رغم ان الجمهور قد يتفاعل من دون ان يعرف معاني الكلمات من خلال تعبيرات الجسد والموسيقى". وقدم ماسيف طه الذي بدأ وكأنه يكتشف عالماً جديداً لا يسمع في الاخبار عنه سوى القتل والدمار والحصار، أغنيتين الاولى"احنا مثل بعض"التي تدعو الى عدم التفرقة بين بني البشر سواء بسبب اللون او الدين او العرق والثانية"فلسطين"ويتحدث فيها عن القدس واشجار الزيتون. وقال ماسيف"تفاجأت من صخب الحياة هنا. فهنا شباب يريدون الغناء ويحبون الرقص. العالم يجب ان يعرف ذلك عن فلسطين". وتهدف جولة غناء الهيب هوب التي بدأت يوم الثلثاء في جنين وبعدها نابلس ورام الله وبيت لحم الى تبادل الخبرات بين المشاركين وكل منهم يكتشف الآخر. وقال الشاب طلحة العلي الذي شارك بورشة لتعلم"الهيب هوب"قبل اشهر وقدم في الامسية مجموعة من أغانيه"الهيب هوب يحمل رسالة. وكما سمعت فأنا قدمت اغاني ضد الاحتلال واخرى حاولت من خلالها توعية الشباب بأضرار المخدرات". وأضاف"انا طالب في الجامعة ادرس علم النفس ومتفوق في دراستي. لقيت معارضة من الاهل في البداية ولكن عندما سمعوا كلمات الاغاني التي اكتبها اصحبوا يشجعوني كثيراً واخي الذي لم يكن يحب هذا الغناء حضر الليلة ليحضر هذه الامسية". وتابع"يمكننا من خلال الاغاني التأثير الايجابي على جمهور هذا الغناء وهم في الغالب بين عمر 15 و25 عاماً". وبدا الجمهور على رغم قلته متفاعلاً مع الاغاني. وقال الشاب عامر جعاريب بينما كان يتابع الامسية"الدعاية لم تكن كافية لهذه الامسية والا لكانت القاعة لم تتسع للجمهور. نحن نحب هذا الغناء الذي يمكننا من ايصال رسالتنا بطريقة جديدة". وشهدت الامسية في نابلس تقديم اول عرض لفرقة رقص من نابلس هي"بريك دانس". وقال مؤيد الخطيب عضو الهيئة الادارية لمؤسسة دار الفنون التي ترعى هذه الفرقة"هذا اول عرض للفرقة. الناس تريد ان ترى شيئاً جديداً. وهذا النوع من الرقص جديد عندنا. سنقدم كل دعم للفرقة كي تواصل مسيرتها ففيها الكثير من المواهب من اعمار مختلفة". وشاركت في الامسية التي قدمها مغني الراب الدنماركي المصري زكي يوسف فرقة"اولاد الحارة"من الناصرة. وقال عنان قصين عضو الفرقة"الامسية كانت رائعة جداً. وليس المهم حجم الجمهور... المهم تفاعله". وعلى خلاف امسية نابلس التي شارك فيها العشرات شهدت امسية جنين يوم الثلثاء مشاركة المئات. وقال مغني الراب امين عبدالهادي خلال متابعته أمسية نابلس"الجمهور في جنين كان اكثر. الناس تحب سماع كل جديد". وقالت ينه اندرسون منسقة برنامج تعليم"الهيب هوب"في فلسطين"لقد نجحنا لليوم الثاني في ايجاد حالة من التفاعل بين مغني راب فلسطينيين معروفين في اوروبا ولا يعرفهم الفلسطينيون. وهم للمرة الاولى يغنون في فلسطين. نحن سعداء جداً بهذا العمل". وكان جمهور رام الله ليل أمس رقص على أنغام مغني الراب الفلسطينيين المقيمين في اوروبا والى جانبهم عدد من مغني الراب المحليين، قبل العرض الاخير لهم اليوم في بيت لحم. نشر في العدد: 16660 ت.م: 14-11-2008 ص: 31 ط: الرياض