على رغم الأزمة الاقتصادية العالمية، يبدو ان مزادات التحف واللوحات الاستشراقية ما زالت تحظى باهتمام كبير. وتأكد ذلك في المزاد الذي احتضنته نيويورك في 23 الشهر الماضي، وتلاه مزاد آخر ناجح في باريس وتستعد لندن حالياً لاستقبال المزاد الذي تنظمه دار"سوذبيز"غداً. يتضمن المزاد الجديد 63 عملاً فنياً يتوقع ان تحقق أكثر من ثلاثة ملايين جنيه استرليني. ويقول علي كان أرتوغ، نائب الرئيس للتطوير الاستراتيجي بقسم الشرق الأوسط في"سوذبيز":"استطاعت سوق الفن الاستشراقي ان تحقق قفزات ملحوظة في السنوات القليلة الماضية، وهي تعتبر الأسرع نمواً في الأسواق العالمية بعد مزادي نيويوركوباريس، وسيكون مزاد لندن الأكثر إثارة للفن الاستشراقي لدى سوذبيز". وخلال السنوات الثلاث الماضية، تمكنت الأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة من الشرق الأوسط ان تسجل أرقاماً قياسية جديدة، وحجزت لنفسها مكاناً ملحوظاً في السوق الفنية العالمية. ومع ان اللوحات الاستشراقية من القرن التاسع عشر حظيت باهتمام واسع في عقدي السبعينات والثمانينات من القرن العشرين، إلا أنها تراجعت الى حد ما في العقدين الأخيرين. لكن يبدو ان الجامعين، أفراداً ومؤسسات، عادوا بقوة الى السوق في السنوات القليلة الماضية. ومن أبرز الأعمال المعروضة للبيع في هذا المزاد، لوحة للفنان الهنغاري آرثر فون فيراريس 1856-1936 بعنوان"المقهى - القاهرة"1888 وتقدر قيمتها بحوالي 350 ألف جنيه استرليني. وهناك أيضاً لوحة للفنان النمسوي رودولف أرنست 1854-1932 بعنوان"على الشرفة - طبخة"، وتقدر قيمتها بحوالى 600 ألف جنيه استرليني. ولا يقتصر المزاد على مثل هذه اللوحات القيمة ذات السعر المرتفع، بل توجد عشرات من الأعمال الصغيرة والمتوسطة تغطي مناطق مختلفة من العالم العربي، كما رأته عيون المستشرقين في منتصف القرن التاسع عشر. وهي شهادات بصرية على حياة اختفت من عالمنا في صورة نهائية. لوحة"على الشرفة طنجة"للرسام النمسوي رودولف أرنيست