أبدى وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي قلق بلاده من الوجود العسكري المكثف والمتعدد الجنسية في المنفذ الجنوبي للبحر الأحمر، مشيراً إلى مخاطر ذلك على الأمن القومي العربي وما قد يمثله من مقدمة لتمرير مشروع"تدويل"مياه البحر الأحمر الذي سبق أن اقترحته إسرائيل وقوبل برفض عربي. وأكد القربي في تصريح نقلته"وكالة الأنباء اليمنية"، أمس، أن"هناك جهوداً يبذلها اليمن ومنها الجولة الأخيرة التي قام بها الرئيس علي عبدالله صالح في عدد من الدول العربية لبلورة موقف عربي موحد تجاه ما يجري من حشود عسكرية وأعمال قرصنة في مياه البحر الأحمر". وجدد موقف بلاده الداعي إلى تحمّل الدول المطلّة على البحر الأحمر والبحر العربي مسؤولياتها وتنسيق جهودها لمكافحة أعمال القرصنة وعدم التعويل على الدول الأجنبية في ذلك. ولفت إلى سلسلة من التدابير والإجراءات الاستباقية التي اتخذتها الحكومة اليمنية بهدف مواجهة القرصنة من أهمها نشر أكثر من ألف جندي على السواحل اليمنية وإنشاء مركز متطور للرصد والمراقبة إضافة إلى توجيه دعوات عاجلة إلى المجتمع الدولي لدعم تلك الإجراءات. وصدر الموقف اليمني في وقت أ ف ب أعطى الاتحاد الأوروبي، أمس، الضوء الأخضر لأول عملية بحرية في تاريخه لمكافحة أعمال القرصنة التي تزداد وتيرتها قبالة سواحل الصومال وخليج عدن. ووافق وزراء الدفاع الأوروبيون رسمياً على عملية"يوناف فور اتالانتا". وتوقع الناطق باسم الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي أن تبدأ العملية في كانون الأول ديسمبر قبالة سواحل القرن الافريقي. وأمام ارتفاع نسبة عمليات القرصنة - 81 هذه السنة بحسب المكتب البحري الدولي - قرب منافذ البحر الأحمر الأساسية للتجارة الأوروبية، شكّل الاتحاد الأوروبي منتصف أيلول سبتمبر"خلية تنسيق". ولا تعرف بعد تشكيلة"يوناف فور اتالانتا"بدقة حتى وإن أعلنت ألمانيا وفرنسا وبريطانياواسبانيا مشاركتها فيها. وقد تفكر خمس أو ست دول أخرى المساهمة فيها. واعتباراً من تشرين الأول اكتوبر، تم تعيين قائد للقوة البحرية الأوروبية هو نائب الاميرال البريطاني فيليب جونز مقره العام في نورثوود على الساحل البريطاني. وستتولى بريطانيا للمرة الأولى قيادة هذه العملية وستستضيف رئاسة اركانها باسم السياسة الأوروبية الأمنية والدفاعية. ومنذ اتفاق سان مالو الفرنسي - البريطاني الذي اطلق السياسة الأوروبية الأمنية والدفاعية في 1998، أبدت بريطانيا تردداً في مشاركة ناشطة في العمليات العسكرية الاوروبية لعدم المساس بأولوية مهمات حلف شمال الاطلسي. وتولى ضابط بريطاني قيادة القوة الاوروبية"التيا"التي حلت مكان الحلف الاطلسي في البوسنة في 2004، لكنه يتولى هذه المهمات بوصفه قائداً للقوات الحليفة الأطلسية في اوروبا. ويقول ديبولماسيون إن"عملية اتالانتا"ستضم ما لا يقل عن سبع سفن مدعومة بطائرات استطلاع. ويبقى تعيين القائد التكتيكي للعملية، وقد قدمت اسبانيا ترشيحها لذلك. ويفترض أن تكون"عملية اتالانتا"جاهزة في الثاني من كانون الأول، التاريخ الذي ينتهي فيه العمل بالقرار الدولي 1816 حول القرصنة. وقال ديبلوماسي فرنسي إن هذه المهمة قد تستلزم بضعة أيام اضافية. وستحل عملية اتالانتا محل السفن الثلاث الايطالية واليونانية والبريطانية التي تقوم بدوريات باسم الحلف الاطلسي منذ نهاية تشرين الأول. وقد تتعاون أيضاً السفن مع فرقاطة روسية ووحدات من دول أخرى مثل الهند. وإحدى مهمات السفن الحربية هي مواكبة سفن برنامج الأغذية العالمي التي تنقل مساعدات انسانية حيوية لأكثر من مليوني صومالي. وستشكل عملية اتالانتا سابقة قانونية لأنه تم ايجاد"اطار عام"على مستوى الاتحاد الأوروبي لتسوية مسألة الاشخاص الذين ستقبض عليهم سفن الوحدة الاوروبية. وستتمكن سفينة أوروبية تكون قد اعتقلت قراصنة ولا تسمح لها قوانينها باحتجازهم، من نقلهم الى سفينة دولة أوروبية أخرى يحق لها اعتقالهم ومحاكمتهم. على صعيد آخر رويترز، أ ف ب، قال شهود إن صوماليين مسلحين تسليحاً شديداً خطفوا راهبتين ايطاليتين أمس الاثنين في غارة قبل الفجر على بلدة كينية حدودية نائية. والصومال من أخطر دول العالم بالنسبة للعاملين في مجال المساعدات إذ يتعرضون للخطف أو القتل في هجمات يلقى باللائمة فيها عادة على المتمردين الاسلاميين أو الميليشيات العشائرية المتناحرة. وقال أحد العاملين المحليين في مجال المساعدات ببلدة الواك الصغيرة إن الخاطفين ألقوا قنبلة يدوية ثم أطلقوا صاروخاً على موقع تابع للشرطة الكينية في حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف ليل الأحد بالتوقيت المحلي. وقالت وزارة الخارجية الايطالية ان الإمرأتين ايطاليتان، لكنها لم تكشف اسميهما أو تفاصيل أخرى. وأضافت في بيان أنها توفر"كل أشكال التعاون الممكنة مع السلطات المحلية"وأن سفير البابا في كينيا معني بالأمر أيضا. واوضحت وكالة"ميسنا"ان الراهبتين هما كاترينا جيرودو 67 عاماً وماريا تيريزا اوليفييرو 61 عاماً وهما من اقليم كونيو في شمال ايطاليا. واضافت ان الراهبتين تعملان منذ"سنوات عديدة في كينيا حيث كان نشاطهما مع اللاجئين الصوماليين". وافادت وكالة ميسنا ان الراهبة جيرودو ممرضة وكانت تعمل بصورة رئيسية مع المرضى المصابين بالصرع. وقالت جمعية الصليب الأحمر الكينية إن المسلحين فروا في ثلاث سيارات مخطوفة وإنها تخشى أن يكونوا عبروا بالرهينتين الحدود الى داخل الصومال. ولم يصدر تعليق فوري من السلطات الكينية على الأمر. وقال الشيخ حسن حسين حاكم اقليم جيدو المجاور في الصومال إنه لا يعلم أين ذهب الخاطفون بالرهينتين. وأضاف ل"رويترز"عبر الهاتف:"لا نعرف من هم على وجه التحديد لكن يمكننا أن نطلق عليهم قطاع طرق صوماليين". وتشير أصابع الاتهام في هذه الهجمات عادة الى المقاتلين الاسلاميين أو الميليشيات العشائرية، لكن قادة المقاتلين يقولون ان متشددين في الحكومة يقفون وراء مثل هذه الاعمال بهدف تشويه سمعتهم وحمل المجتمع الدولي على التدخل.