استطاع فريق علمي أميركي - بريطاني مشترك أن يُعدّل خلايا في جهاز المناعة، فازدادت قوة وصارت قادرة على ملاحقة فيروس"أتش أي في"المُسبّب للايدز حتى عندما يحاول"الاختباء"في خلايا الجسم. والمعلوم أن فيروس"أتش أي في"HIV يضرب أصلاً خلايا المناعة، خصوصاً تلك التي تعمل على قتل البكتيريا والفيروسات، ما يجعل الجسم فاقداً لمناعته. إذاً، يمكن القول إن الفريق العلمي الأميركي - البريطاني قلب الطاولة على رأس فيروس الإيدز، وضربه في مكمن قوته تحديداً. واستطاع الفريق أن يُعدّل خلايا المناعة من نوع"تي"، وهي التي يضربها فيروس"أتش أي في"، فتصبح عصية على الفيروس، بل تشرع هي في البحث عنه، وتتمكن من العثور عليه أينما اختبأ. والمفارقة أن فيروس الايدز"يفضل"الاختباء في خلايا المناعة من نوع"تي"بالذات! ويعني ذلك أن الخلايا المُعدّلة تُخلّص نفسها من الفيروس، وتلاحقه في مكامنه، ما يبطئ تكاثره وانتشاره. وأجرى الفريق تجاربه في صورة اختبارية، بمعنى أنها طُبّقت على أنسجة حيّة في أطباق المختبرات. وأشار الباحثون في الولاياتالمتحدة وبريطانيا الى انه اذا نجح هذا الاسلوب في الانسان فقد يفتح طريقاً جديدة وفعّالة في علاج مرضى الإيدز. وأوضحت انجيل فاريلا-روهينا، وهي اختصاصية من جامعة بنسلفانيا الأميركية ترأست الفريق المُشترك، أن الطريقة التي استعملها العلماء"يمكنها توليد ملايين من خلايا"تي"المُعدّلة، التي تستطيع شن حرب على فيروس"أتش أي في"، في اسبوعين". وفي تطور مستقل، أعلن باحثون أن لقاحاً تجريبياً ضد الإيدز تمكن من منع العدوى في 6 قرود، خلال تجربة رعتها شركة"كروسيل آن في"الهولندية للتكنولوجيا الحيوية. ونجح اللقاح في حماية تلك القرود من النسخة من فيروس"اتش اي في"التي تصيب القرود، وتسمى"اس اي في". ولا تزال المسافة بعيدة من تجربة هذا اللقاح على البشر. ولذا، أعلن الدكتور دان باروتش من مركز"بيت اسرائيل"الطبي وكلية الطب في جامعة هارفارد في بوسطن، في مقال نشرته مجلة"نايتشر"العلمية، انه ما زال هناك امل لتطوير لقاح ضد الايدز يمكن استعماله من جانب البشر. وأثببت التجربة أنه يصعب محاربة فيروس الايدز الذي يصيب 33 مليون شخص عالمياً، لذا فلربما يُشكّل اللقاح سلاحاً أساسياً لمقاومة ذلك الوباء الفتّاك.