يبدو أن جهوداً مثابرة في مقاومة «ظاهرة فقدان المناعة المكتسبة» (إيدز)، بذلها علماء كنديون على مدار أعوام طويلة، شرعت في إعطاء ثمارها أخيراً، إذ أعلنت مجموعة منهم أخيراً عن نتائج إيجابية في ابتكار لقاح يقي من الإيدز، إضافة الى إمكان استعماله في تخليص الجسم من فيروس «أتش آي في» HIV المسبّب للإيدز. ومنذ اكتشافها في مطالع الثمانينات من القرن الماضي، أدت «ظاهرة فقدان المناعة المكتسبة» الى وفاة ما لا يقل عن 28 مليون شخص، كما يقطن فيروس «أتش آي في» في أجسام قرابة 35 مليون شخص حاضراً. وأعلن الدكتور تشيل يونغ كانغ رئيس فريق الباحثين في جامعة «وسترن» في مقاطعة أونتاريو الكندية، التوصّل الى صنع لقاح ضد فيروس الإيدز، ما يثير التفاؤل، كما يحيي الأمل بالتوصل إلى علاجات تشفي المصابين بالفيروس، بحسب كلمات كانغ. وحمل اللقاح اسم «إس إيه في 001» SAV001. ونال موافقة «الوكالة الأميركية للأدوية والغذاء» FDA على البدء بإجراء اختبارات سريرية على البشر، اعتباراً من مطلع العام 2012. واعتبر كانغ هذه الموافقة نقطة تحوّل تاريخي وضوءاً أخضر للمراحل النهائية في صنع اللقاح، بعد عشر سنوات متواصلة من البحوث بلغت تكاليفها قرابة 10 ملايين دولار. وأشار كانغ أيضاً الى ان التجارب التي أُجريت على الحيوانات، أظهرت حدوث ردّ فعل إيجابي في نظام المناعة بأثر من هذا اللقاح، مع غياب الآثار الجانبية والمخاطر الصحية كلياً. ولفت كانغ إلى أن هذا اللقاح سيكون الوحيد المعتمد دولياً، في فترة قريبة. تجارب الشفاء من الفيروس في هذا السياق، أكّد كانغ أن تجربة اللقاح على البشر تتضمن 3 مراحل، تشمل الاولى اختبارات على 40 متطوعاً مصاباً بالإيدز. وتتضمّن الثانية اختبارات سريرية لتقويم عمل جهاز المناعة ضد فيروس «أتش آي في» عند قرابة 600 مصاب. وتحدّد المرحلة الختامية مدى فعالية اللقاح، عبر تجارب تشمل 6 آلاف شخص. وتجري متابعة هؤلاء لثلاث سنوات للتأكد من عودتهم الى الحال الطبيعية، بمعنى تخلّص أجسامهم من فيروس «أتش آي في». ويعتقد كانغ ان لقاح «إس إيه في 001»، قد يحتاج إلى مجموعة أخرى من التجارب السريرية، قبل الشروع في تصنيعه وتسويقه، قد تصل كلفتها الى قرابة مئة مليون دولار.