صنع لنفسه قاعدة جماهيرية عريضة في مصر والعالم العربي وسرعان ما أضحى واحداً من أشهر مقدمي برامج الحوار العربية. إنه الإعلامي محمود سعد الآتي من الصحافة المكتوبة، والذي استطاع بأسلوب السهل الممتنع ان يحقق النجاح تلو النجاح، خصوصاً في برنامج"البيت بيتك"الذي يعتبر البرنامج"رقم واحد في مصر". في حديث الى"الحياة"يعترف بأنه يسبب المشاكل لوزير الإعلام المصري أنس الفقي لخوضه في مواضيع تعتبر من المحظورات، ومع هذا يقرّ أن لكل عمل إعلامي سقفاً لا يمكن تجاوزه. ويقول:"صحيح لم يقدم لي أحد لائحة بما يقال وما يجب الا يقال في برنامج"البيت بيتك"، لكنني استطيع أن ادرك المواضيع التي بالإمكان طرحها في التلفزيون المصري وتلك التي لا يمكن طرحها. وللحقيقة ومن دون مجاملة، فأنا أسبب الكثير من المشاكل لوزير الإعلام المصري أنس الفقي، لكنه يدافع عني دائماً. وأتذكر أن طوال مدة عملي في"البيت بيتك"لم يعاتبني أو يوجه إلي أي تعليمات، باستثناء تعرضي في إحدى الحلقات لقضية متعلقة بالأمن العام المصري. ويوضح سعد أنه لا يعلم لماذا يبقون عليه في البرنامج على رغم المشاكل والأطروحات التي يثيرها. ويضيف:"لا توجد محطة تلفزيونية حرة مطلقاً، فكل محطة لها محظورات تختلف عن الأخرى. حتى الولاياتالمتحدة التي تتغنى بالحرية والديموقراطية تواجه بمحظورات في بعض الأحيان". وعن اليوم الذي يفكر فيه في ترك"البيت بيتك"يقول:"عندما أشعر أن البرنامج أدى أغراضه كلها سأغادره من دون أدنى شك. علماً انني كنت أخذت قراراً في هذا الشأن، جوبه بإصرار من المعنيين على بقائي". ويشير الى ان ما ينقص"البيت بيتك"هو"أن تكون عينه على كل القضايا وأن يطرح كل المشاكل التي تواجه مصر، أي باختصار هو في حاجة الى جرعة أكبر من الحرية". ويوضح أنه لا يتابع التلفزيون إلا في ما ندر، حتى أنه لا يشاهد نفسه أبداً على الشاشة. وبسؤاله عمن ينافس محمود سعد يقول:"هناك بلا شك حال منافسة دائمة حتى مع أصغر مذيع في القنوات التلفزيونية، ولكنها منافسة شريفة لا ضغائن فيها، فأنا أفرح عندما يخبرني أحد أن معتز الدمرداش أو منى الشاذلي مثلاً، قدما حلقة جيدة لأن ذلك إضافة لنا جميعاً". وعن أصعب ضيف حاوره محمود سعد يقول:"ليس هناك ضيف صعب أو سهل، فأنا مثل"صياد السمك"قد يصطاد اليوم سمكة صغيرة وغداً يصطاد سمكة كبيرة". وعن فكرة الاعتزال يقول:"فكرة الاعتزال تراودني في كل لحظة فأنا أريد أن أكون مثل"الخواجات"الذين يعملون 25 او 30 سنة بجد وتعب ويعيشون الحياة بحلوها ومرها، ثم يعتزلون الحياة المهنية في شكل جزئي، بمعنى أن يتحولوا الى أساتذة أو مستشارين للجيل الذي يليهم، فمن الممكن أن أقدم برنامجاً شهرياً وأترك الساحة للجيل الجديد حتى يقدم ما لديه ويعرض أفكاره ويحقق طموحاته، فأنا أؤمن بأن هناك عمراً يجب أن يتوقف عنده الإنسان لإتاحة الفرصة لغيره". ويعبّر سعد عن استيائه من بعض المبالغات في الوسط الإعلامي وحال العظمة التي تنتاب بعضهم."فهذا يقول حققنا سبقاً صحافياً، وذاك يصرح بأن برنامجه ساهم في حل المشكلة الفلانية، مع أن عمل الإعلامي يجب أن يكون الهدف من ورائه إظهار كلمة الحق والتوعية أو تسلية المشاهد". ويدحض سعد اتهامات بعضهم له بأنه سبب ظاهرة اتجاه الصحافيين إلى التلفزيون، مؤكداً أن عماد الديب أديب، ومفيد فوزي، ورمسيس سبقوه في هذا المجال. ويتذكر بداياته في التلفزيون قائلاً:"رشحتني الزميلة الصحافية صافيناز حشمت والمخرج عبد اللطيف زكي والإعلامية هالة سرحان للعمل محاوراً تلفزيونياً لأنني صحافي لديه علاقات متعددة وجيدة. في البداية رفضت الفكرة، ثم قلت لم لا اقتحم هذا المجال كنوع من التطوير، خصوصاً مع انتشار الفضائيات وتأثيرها الكبير في شريحة من المشاهدين. وأتذكر أنني كنت متأكداً من أن التجربة ستنتهي بالفشل الذريع لكني لم أكن خائفاً لاقتناعي بأن الأمر مجرد تجربة. وبالفعل عندما شاهد أحمد بهجت مالك قناة"دريم"الفضائية الحلقة التجريبية من برنامج"على ورق"، توسم فيَّ خيراً وأنتج البرنامج الذي عرض في رمضان 2001 في شكل يومي". نشر في العدد: 16656 ت.م: 10-11-2008 ص: 38 ط: الرياض