أعرب الرئيس محمود عباس أبو مازن عن تمنياته في أن يستمر المسؤولون المصريون في بذل جهودهم من أجل عودة الحوار الفلسطيني، مبدياً أسفه الشديد إزاء إعلان حركة"حماس"وبشكل مفاجئ مقاطعتها للاجتماعات الخاصة بالحوار. ووصف"أبو مازن"هذه المقاطعة بأنها أمر مؤسف للغاية نظرا الى أن مصر بذلت جهودا خارقة من أجل الوصول لهذه اللحظة. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني عقب جلسة محادثاتها في مدينة شرم الشيخ أمس:"نريد ونتمنى من أشقائنا في مصر أن يستمروا في بذل جهودهم من أجل عودة الحوار على أساس تأسيس حكومة فلسطينية موقتة تلتزم التزامات منظمة التحرير السياسية بالكامل وتجري انتخابات تشريعية ورئاسية في الوقت نفسه"، مضيفا:"في الوقت الذي نصل فيه لهذا الاتفاق ستجرى هذه الانتخابات". وأوضح عباس أنه شارك خلال زيارته لشرم الشيخ في اجتماع اللجنة الرباعية الدولية حيث تم تقديم تقرير مفصل عن المفاوضات التي جرت منذ مؤتمر أنابوليس وحتى الآن بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وبرعاية أميركية. وقال إنه قدم وليفني تقارير عن كيفية رؤية كل طرف لأوضاع المفاوضات وكيف سارت، مؤكدا:"سنستمر في هذه المفاوضات ولن نتوقف حتى تنتهي الانتخابات الإسرائيلية وتأتي الإدارة الأميركية، ما يعني أننا نحتاج إلى شباط فبراير المقبل حتى تأتي الإدارتان الجديدتان". وأضاف:"لكننا ومنذ هذا الوقت سنستمر كالعادة في نقاش القضايا كافة، سواء بيني وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود أولمرت، أو مع ليفني، أو من خلال اللجان الفنية المختلفة التي تعمل بيننا، وبالتالي فإننا لن نتوقف، وفي هذه الأثناء سنعطي دفعا من أجل استمرار الأمل في عملية السلام، ونحن نعرف أننا لم نتمكن الآن من الوصول إلى السلام، لكن سنستمر من أجل الوصول إليه". وأشار إلى أن محادثاته مع ليفني تناولت دور الرباعية واللجنة الامنية الثلاثية التي تبحث في البند الأول من"خريطة الطريق"، وقال:"تحدثنا بشكل مفصل عن الأنشطة الاستيطانية والحواجز والحاجات، كما تحدثنا عن الوضع المستقر في الضفة الغربية". من جانبها، قالت ليفني ان إسرائيل تدرك الحاجة إلى تأسيس دولة فلسطينية مستقلة"لا تدعم الإرهاب"، مشيرة الى استعداد الجانبين للعمل وفق مرجعية مؤتمر انابوليس و"خريطة الطريق"التي تنص المرحلة الأولى منها على تفكيك الفصائل الفلسطينية المسلحة ووقف الهجمات ضد إسرائيل ووقف بناء المستوطنات. المبادرة العربية في غضون ذلك، قال السفير الفلسطيني لدى مصر نبيل عمرو ل"الحياة":"حصلنا على تعهد أميركي بأن تضع وزيرة الخارجية الأميركية الإدارة الجديدة في خلاصات الموقف الفلسطيني والذي نراه ايجابياً"، واضاف:"أبلغتنا رايس في اجتماع الرباعية انها ستحض الادارة الاميركية الجديدة على الشروع الفوري بالعمل من أجل تنشيط ملف الشرق الأوسط"، مشيرا الى أن الموقف الفلسطيني في ملف عملية السلام ايجابي للغاية، مضيفا:"حتى لا يقال لنا، مثلما كان يحدث سابقاً، إننا لم نفعل ما علينا". وأبدى عمرو ارتياحه لموقف الرباعية الذي وصفه بأنه إيجابي جداً ودعم موقف منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية بشكل كبير للغاية، مشيرا الى أن"الرباعية أوصت بوضع كل ما تم التوصل اليه في المفاوضات بيننا وبين الإسرائيليين كنقطة بداية لدى الإدارة الأميركية الجديدة حتى لا نبدأ من نقطة الصفر". وأضاف:"ان الرباعية ثبتت الموقف الفلسطيني في المسار السياسي للمفاوضات"، موضحاً أن الموقف الفلسطيني يتلخص في جملة محددة:"لن يتم على الإطلاق إبرام أي اتفاق مع الاسرائيليين طالما لم يتم حل كل قضايا الوضع الدائم ومعالجتها". ولفت الى أن الوفد الفلسطيني أكد ضرورة شمولية الحل وعدم تجزئة أو ترحيل أي من القضايا. ولفت الى ان الاجتماعات مع الرباعية تناولت ضرورة تنشيط المبادرة العربية للسلام، متوقعاً رؤية قريبة لأنشطة تتعلق بهذه المبادرة، وقال:"سنرى قريباً تنشيطاً فعلياً للمبادرة، وهذا أمر حيوي تناولناه وطرحناه في محادثاتنا"، مشيراً الى أن هناك"اجماعاً من الرباعية على ذلك، وقالوا لنا نحن جاهزون وسنبذل المساعي الداعية لتحقيق ذلك". واشار عمرو الى أن المحادثات تناولت ضرورة استئناف المسار السياسي وتفعيله عبر مؤتمر موسكو الذي سيعقد في الربيع المقبل، معتبرا أن"هذه الاجراءات والخطوات التي تم التوافق في شأنها هي ضمانة لعدم حدوث أي فراغ سياسي قد ينشأ عن الفترة الانتقالية للإدارتين الاسرائيلية والأميركية، بل وستعالجه". نشر في العدد: 16656 ت.م: 10-11-2008 ص: 12 ط: الرياض