أكد مدرب فريق الوحدة الألماني ثيو بوكير أن عودته مجدداً إلى السعودية وإشرافه على الفرسان في دوري المحترفين السعودي هي تمثل صدقيته للوعد الذي قطعه على نفسه بالعودة للإشراف على الفريق بعد الإجازة التي حصل عليها من إدارة النادي بعد توقف الدوري السعودي، ورداً على كل المشككين الذين اتهموه بالهروب والتخلي عن المسؤولية والإشاعات التي سمعتها بعد مغادرتي الأراضي السعودية إلى ألمانيا. وقال بوكير أنه تلقى موافقة الكادر الطبي الذي أشرف على حاله الصحية إبان تعرضه لجلطة قلبية على العودة مجدداً إلى الأشراف على الفريق وممارسة مهمته التدريبية من دون أية مشكلات قد تشكل خطراً على صحته في الفترة المقبلة وقال:"عودتي إلى الوحدة هي تأكيد على احترامي للعقد المبرم مع إدارة النادي على رغم الظروف الصحية الصعبة التي دهمتني فجأة في رحلة العودة، وحقيقة سأني ما سمعته من ترديد بعضهم لجملة هروب بوكير وعدم عودته للنادي من جديد عقب مغادرتي إلى ألمانيا، ووجودي الليلة في السعودية هو أبلغ رد على من ردد مثل هذه العبارات التي تهدف إلى زعزعة استقرار الفريق وإثارة المشكلات بين صفوفه في هذه الفترة المهمة". وأضاف"واجهت ظروفاً صحية صعبة وتعرضت فجأة لأزمة قلبية حادة لم يكن لها أية مؤشرات أو مدلولات من قبل، إذ حصلت على إجازة لمدة خمسة أيام من إدارة النادي وغادرت إلى المانيا لإجراء فحوصات طبية ليس لها علاقة بالقلب، وفي رحلة العودة في مطار بيروت أحسست بآلام قوية في القلب ازدادت حدتها مع مرور الوقت وظهرت أعراضها بفقدان التركيز ودوخة كبيرة وتصبب العرق بكميات هائلة وعلى الفور تم نقلي إلى مستشفى سيدة في بيروت، وهناك علمت بالحقيقة المؤلمة أن إصابتي عبارة عن جلطة في القلب كادت أن تفقدني حياتي، وقرر الأطباء إجراء جراحة قسطرة في القلب لتوسيع الشريان المسدود بنسبة 95 في المئة ونجحت الجراحة ومكثت بالمشفى أياماً عدة قبل أن يقرر الأطباء خروجي إلى المنزل وخلودي لفترة نقاهة وراحة تامة بعيداً عن العمل وإجهاد التدريب، وعقب الفترة المحددة للراحة من الطبيب ذهبت إلى المشفى للمراجعة وأخبرني الطبيب أنه يمكنني العودة إلى ممارسة عملي مجدداً من غير أية مخاوف صحية أو مشكلات طبية قد تؤثر في حياتي في الفترة المستقبلية ولذا عدت إلى السعودية لقيادة الفرسان في اللقاءات المقبلة في الدوري السعودي". واستطرد بوكير:"كنت سعيداً جداً بحجم الحب الكبير من الوحداويين والاتصالات اليومية على زوجتي سولانا من إدارة النادي والجماهير الوفية، وشعرت بالمحبة الصادقة أكثر عندما حضر إلى بيروت ممثل الجماهير الوحداوية في منتديات النادي الرسمية على شبكة الإنترنت وقدموا لي باقة ورد باسم الجماهير الوحداوية ومكث الوفد الوحداوي بجانبي أياماً عدة ولم يغادر إلى السعودية إلا بعد خروجي من المشفى والاطمئنان على صحتي، وهذه البادرة الرائعة خففت من أزمتي الصحية ومعاناتي النفسية التي حدثت لي هناك، وحقيقة لم أستغرب الحب الكبير والاهتمام المتواصل من الجماهير الوحداوية لبوكير خصوصاً أنها معروفة بانتمائها الصادق لناديها وعشقها الدائم"لفرسان مكة"، ويكفي أنها كانت من أهم الأسباب الرئيسية التي جعلتني أعود مجدداً لقيادة الفريق وأتجاهل بقية العروض التدريبية الأخرى التي تلقيتها من الفرق العربية". وعن فريقه الكروي في دوري المحترفين قال بوكير:"وضع الفريق يعتبر جيداً ومطمئناً بالنسبة لي في ظل وجود الكوكبة اللامعة من العناصر الأدائية الرائعة، وقد شاهدته في لقاء الشباب الأخير وقدم أداء مقبولاً مقارنة بالظروف التي مر بها الفريق من غيابات عدة لأبرز اللاعبين بسبب الإصابات وظروف أخرى، وهناك أسماء شاركت للمرة الأولى مع الفريق مثل طارق المولد وعلي فلاتة والحارس الشاب يحيى الشهري، وظهرت بعض الأخطاء الكبيرة والهفوات الدفاعية التي سهلت من ولوج أهداف الشباب الأربعة، ولو كنت موجوداً لما خسر الفريق بهذه النتيجة الكبيرة قالها ضاحكاً وسنعمل في لقاء أبها على تلافي الأخطاء والسلبيات التي حدثت في مواجهة الشباب". واختتم بوكير تصريحه ببشرى سارة للجماهير الوحداوية قائلاً:"سأنهي مشكلة الحارس الأساسي عساف القرني مع إدارة النادي في أقرب فرصة وسأعيده لشباك الفرسان في أسرع وقت، فهذا الحارس من أفضل الحراس في الملاعب السعودية ولديه إمكانات فنية مميزة سنحاول الاستفادة منها في اللقاءات المقبلة وأطمئن الجماهير الوحداوية بأن عساف سيعود وسأتوسط في موضوعه ولن أرضى باستمرار مشكلاته وغيابه عن الفريق لأني في حاجته مثل بقية اللاعبين البارزين في صفوف الفريق".