أكد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي امس، ان بلاده ستواصل تخصيب اليورانيوم الأمر الذي يشتبه الغربيون بأنه يغذي برنامجاً سرياً لتطوير سلاح نووي. وفي مؤتمر صحافي مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، قال متقي ان"سياستنا الثابتة تسعى الى الاكتفاء الذاتي من المحروقات لمحطاتنا النووية. وتماشياً مع القانون وحقوقنا المطابقة لمعاهدة الحد من الانتشار النووي، سنواصل نشاطاتنا النووية السلمية لنصل الى الاكتفاء الذاتي". وأكد متقي ان بلاده لن توافق على تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم في حال قدمت لها الدول الغربية ضمانات لجهة تزويدها بالمحروقات النووية. كوشنير في غضون ذلك، حض وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير اسرائيل على عدم توجيه ضربة الى برنامج ايران النووي. وقال لصحيفة"هآرتس"الإسرائيلية :"إن على تل ابيب الاستمرار في دعم العقوبات التي يؤيدها الغرب والحوار في سبيل الضغط على إيران لوقف برنامجها". وقال كوشنير في مقابلة مع الصحيفة:"أعلم أن في اسرائيل وفي الجيش الإسرائيلي هناك من يعدون لحل عسكري أو هجوم"بهدف وقف البرنامج الإيراني. وأضاف:"في رأيي، هذا ليس الحل"مؤكداً في الوقت ذاته أن احتمال تطوير لإيران سلاحاً نووياً"غير مقبول إطلاقاً". ووصف كوشنير المجازفة بشن ضربة اسرائيلية على ايران بأنها"خطر."وقال ان طهران على علم بأن اسرائيل قالت انها لن تنتظر حتى تتمكن ايران من إنتاج قنبلة نووية. وأضاف ان الغرب"يجب أن يسعى الى الحديث والحديث والمزيد من الحديث"بما في ذلك فرض المزيد من العقوبات لإقناع ايران بوقف برنامجها النووي. وصرح بأن فرنسا تعتقد أن ايران قد تتمكن من صنع سلاح نووي واحد في غضون سنتين او أربع سنوات. ولاحقاً، أسف كوشنير ل"خطأ لفظي"في المقابلة ، اذ نقلت عنه"هآرتس"قوله ان اسرائيل"ستأكل"ايران إذا تزودت بالقنبلة النووية، مؤكداً ان المقصود ان اسرائيل"ستضرب"ايران. وأشار الى ان الخطأ نتج من لغط في فهم الكلمة التي قالها كوشنير بالإنكليزية انما بلهجته الفرنسية. وكانت الصحيفة نقلت عن كوشنير قوله ان"اسرائيل قالت دائماً انها لن تنتظر حتى تصبح القنبلة الإيرانية جاهزة"، مضيفاً"لا اعتقد ان هذا سيمنح ايران اي حصانة لأنكم انتم الإسرائيليين ستأكلونهم قبل ذلك". وأوضح كوشنير في بيان صدر عنه انه خلال المقابلة مع صحافيي"هآرتس"، استخدم كلمة"هيت"بالإنكليزية اي ضرب، لا"إيت" أي أكل. وعبر الوزير الذي يقوم بزيارة لإسرائيل عن"أسفه لسوء الفهم الذي تسبب به هذا اللغط اللفظي". رايس في الوقت ذاته، قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ان ادارة الرئيس جورج بوش ما زالت تبحث اقامة بعثة ديبلوماسية في ايران. ونفت بذلك تقريراً بأن الإدارة تخلت عن خطط فتح"قسم رعاية مصالح"في ايران، في الأشهر القليلة المتبقية لبوش في البيت الأبيض. وقالت رايس للصحافيين في الطائرة التي اقلتها الى كازاخستان لدى سؤالها عن"قسم رعاية مصالح"أميركي محتمل في طهران:"نواصل درس هذه الفكرة، ونعتقد أنها مثيرة للاهتمام." وأضافت رايس:"لكننا سنبحث في الأمر في ضوء ما يمكن أن يفعله بالنسبة الى علاقاتنا بالشعب الإيراني."ولم تسهب في تصريحاتها. وتتولى سويسرا مباشرة المصالح الأميركية في ايران منذ قيام الثورة الإسلامية. وصنف بوش ايران باعتبارها جزءاً من"محور الشر"الى جانب كوريا الشمالية والعراق أثناء فترة حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وخلال الصيف، أفادت وسائل اعلام أميركية ان مسؤولين بارزين في وزارة الخارجية الأميركية يدرسون اقتراحاً بإقامة"قسم رعاية مصالح"في طهران وهو ما يماثل ما تديره الولاياتالمتحدة في هافانا منذ عام 1977. ولن يرقى هذا الى إقامة علاقات ديبلوماسية كاملة، ولكن يتضمن إرسال بعض الديبلوماسيين الأميركيين الى طهران. وفي الأسبوع الماضي، اتخذت ادارة بوش خطوة نادرة وهي منح تصريح لمنظمة أميركية غير حكومية بفتح مكتب في ايران، وقالت ان سياسة واشنطن تجاه طهران بما في ذلك العقوبات الأميركية الصارمة لا تزال قائمة.