وسط اتهامات الجيش التركي لأربيل بمساندة "حزب العمال الكردستاني"، دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مجدداً أكراد العراق أمس الى التحرك ضد الانفصاليين المتحصنين في أراضيهم، وذلك خلال جنازة أحد الجنود الخمسة عشر الذين قُتلوا في هجوم على موقعهم في جنوب شرقي تركيا يوم الجمعة الماضي. واتهم الجيش التركي أكراد العراق بمساعدة المتمردين الأكراد الأتراك الذين يحتمون في المنطقة الجبلية في شمال العراق. وصرح الجنرال حسن اغسيز نائب رئيس أركان الجيش خلال مؤتمر صحافي:"لا نحصل على أي دعم من ادارة شمال العراق ضد المتمردين بل يزودون المتمردين بالبنى التحتية مثل المستشفيات والطرق". وتأتي تصريحاته في أعقاب مقتل 15 جندياً تركياً يوم الجمعة الماضي في هجوم شنه متمردون قيل إنهم تسللوا من قواعدهم في شمال العراق على موقع على الحدود تحت غطاء من نيران الأسحة الثقيلة شمال العراق. كما اتهم الجنرال أكراد العراق كذلك بالإخفاق في منع متمردي"حزب العمال الكردستاني"من الاختلاط بالسكان المحليين ما يجعل من الصعب على الجيش التركي استهداف المتمردين في سلسلة غارات جوية يشنها على شمال العراق منذ تشرين الأول أكتوبر الماضي. وأضاف أن"أعضاء الحزب يتمركزون في مواقع قريبة جداً من السكان المحليين في أجزاء كبيرة من شمال العراق ويستغلون ذلك ... ولا تبذل ادارة شمال العراق أي جهد لمنع حدوث ذلك". وتابع:"نتوقع بأن يعتبروا حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية، ويوقفوا دعم المتمردين". وتتهم أنقرة الأكراد العراقيين بإيواء"حزب العمال الكردستاني"في مناطقهم، وتقول إن المتمردين يستطيعون الحصول في سهولة على الاسلحة والمتفجرات لشن هجمات على أهداف تركية عبر الحدود. وتعهدت السلطات العراقيةمرات بذل الجهود لقمع"حزب العمال الكردستاني"، إلا أنها تقول إن مخابئ الحزب تقع في مناطق جبلية يصعب الوصول اليها. جاء ذلك في وقت تجمع عشرات آلاف الاشخاص من أنحاء البلاد لتشييع جثامين الجنود الذين قُتلوا في هجوم شنه متمردو"حزب العمال الكردستاني"قرب الحدود العراقية، فيما قُتل 23 متمرداً في معارك تلت الهجوم الأعنف منذ مطلع السنة. وقال رئيس الوزراء خلال حضوره جنازة في قرية ارموتلو القريبة من انقرة:"يجب اتخاذ تدابير ضد قواعد حزب العمال الكردستاني. اننا في انتظار خطوات ايجابية ميدانياً". وأضاف أردوغان أن كبار قادة البلاد سيجتمعون مجدداً يوم الخميس المقبل لدرس التدابير التي يجب اتخاذها ضد"العمال الكردستاني". وتجمعت حشود كبيرة في ارموتلو ورددت شعارات مناوئة ل"حزب العمال الكردستاني"، مطالبة بإعدام زعيمه عبدالله أوجلان الذي يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة منذ عام 1999. ورددت الحشود لدى مرور النعش المغطى بالعلم التركي يحمله الجنود"الخلود للشهداء ولا انقسام للوطن الأم". ووعدت الحكومة التركية ليل السبت بجعل مكافحة التمرد الكردي أولويتها المطلقة غداة الهجوم الذي شنه المتمردون الانفصاليون الاكراد. ويشن الجيش التركي بانتظام غارات على قواعد حزب العمال في جبال كردستان العراق المجاورة لتركيا حيث تدعي أنقرة بأن آلاف المقاتلين يتحصنون لشن عمليات على الاراضي التركية. وتتهم أنقرة ادارة كردستان العراق بعدم اتخاذ التدابير الضرورية لمكافحة"حزب العمال الكردستاني". ومعلوم أن هذا الحزب مدرج على قائمة المنظمات الارهابية في الاتحاد الاوروبي وتركيا والولايات المتحدة. ويشن الحزب عمليات مسلحة وتفجيرات منذ عام 1984 من أجل اقامة حكم ذاتي في جنوب شرقي تركيا حيث غالبية السكان من الأكراد. وتفيد أرقام رسمية أن النزاع أسفر عن سقوط 44 ألف قتيل.