اتخذت الحكومية التركية تدابير إضافية جديدة في حربها ضد حزب العمال الكردستاني، وذلك بعد مقتل 15 جندياً في هجمات شنها انفصاليون اكراد في شرق وجنوب شرقي البلاد خلال 48 ساعة، ما جعل حصيلة القتلى الأكبر التي يتكبدها الجيش التركي منذ عام 1995. وأفاد بيان أصدره القصر الرئاسي بأن الجيش سيستمر في مكافحة حزب العمال الكردستاني بالعزم والثبات نفسيهما، وأن الحكومة ستتخذ تدابير جديدة في هذا الإطار سيعلنها رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بعد اجتماع اللجنة العليا لمكافحة الإرهاب اليوم. ويتوقع ان تشمل التدابير فرض حصار جزئي اقتصادي على كردستان العراق، وإعلان حال الطوارئ في بعض مدن جنوب شرقي تركيا. وقتل 13 جندياً في هجوم استهدف وحدة كوماندوس لدى تنفيذها مهمة في محافظة سيرناك على الحدود مع العراق أول من أمس، وذلك غداة سقوط جندي في اشتباكات مع مقاتلين أكراد في باسكال شرق المحاذية للحدود مع إيران. كما أدى انفجار لغم ليل الأحد - الاثنين لدى مرور دورية عسكرية في منطقة ليج بمحافظة ديار بكر ذات الغالبية الكردية, الى مقتل جندي وجرح ثلاثة آخرين. وللمرة الأولى انتقد نواب حزب المجتمع الديموقراطي الكردي هجمات حزب العمال الكردستاني، فيما وصف زعيم المعارضة البرلمانية دنيز بايكال حكومة اردوغان بأنها عاجزة عن مواجهة إرهاب حزب العمال الكردستاني. وقال ان"اردوغان سلم الملف بالكامل الى الرئيس الأميركي جورج بوش وينتظر حالياً الأوامر من واشنطن". وسيبحث اردوغان المسألة مع بوش خلال زيارته المرتقبة للولايات المتحدة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، علماً ان أنقرة وقعت مع بغداد في نهاية أيلول سبتمبر اتفاقاً للتصدي لحزب العمال الكردستاني من دون السماح للقوات التركية بملاحقة المتمردين الفارين حتى الأراضي العراقية كما كانت الحال في التسعينات من القرن العشرين. وكان جنرالات متقاعدون انتقدوا موقف الحكومة، وطالبوا بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي لإصدار توصية لدخول شمال العراق والمساومة على هذا القرار مع بغدادوواشنطن.