أخلت قوات من الجيش العراقي في محافظة ديالى 57 كم شمال شرقي بغداد مراكز الأحزاب الكردية في ناحية جلولاء التابعة لقضاء خانقين، في اجواء وصفها الطرفان بالهادئة، وفيما شدد الجيش على انه يطبق تعليمات مركزية، قال مسؤولون أكراد ان موافقتهم على أوامر الاخلاء جاءت بسبب"حساسية الموقف"، منتقدين بعض الضباط لاتباعهم"النهج الشوفيني"تجاهلهم الأحزاب الأخرى. وأفادر مصدر في اللواء الرابع المنتشر في خانقين حالياً أن عملية إخلاء المباني التابعة للدولة التي اشغلتها الاحزاب"تجري بطريقة سلمية ولا توجد احتكاكات حتى الآن والأحزاب تبدي تعاوناً جيداً وسلمت مقارها الى قيادة الفرقة الاولى". وكان رئيس الوزراء نوري المالكي أصدر أوامر باخلاء المباني التابعة للدولة والتي تشغلها الأحزاب في مختلف المدن منذ عام 2003. وأكد مصدر رفض كشف إسمه ل"الحياة"ان"القوات العراقية كانت أمهلت هذه الأحزاب مدة شهر كامل لاخلاء المباني الحكومية التي تشغلها"، لافتاً إلى أن"الجيش بدأ منذ السبت الماضي هذه العملية التي تشمل كل الأحزاب من دون استثناء". وكان اللواء الرابع تسلم المهمات الأمنية في حدود بلدة خانقين من قوات"البيشمركة"الكردية ونشر أفواجه في مناطق القضاء في ناحية قره تبه، وجلولاء فيما تسلمت قوات شرطة خانقين المهمات الأمنية داخل مركز القضاء، بحسب الاتفاق المبرم بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان، إثر الأزمة التي نشبت بعد دخول القوات العراقية البلدة ضمن خطة"بشائر الخير". الى ذلك، شدد قائد العمليات في ديالى الفريق عبدالكريم الربيعي على ان عملية إخلاء مراكز الأحزاب"تنفذ وفق توجيهات حكومية والقوات الأمنية المشتركة تعمل وفق السياقات المهنية في تطبيق القوانين، وليس هناك فرق بين حزب وآخر أمام القانون". اتهامات كردية غير أن القيادي في"التحالف الكردستاني"خالد الشواني اتهم"بعض قيادات الجيش الميدانية بممارسة أعمال شوفينية تجاه الأكراد في ديالى عموماً عبر الدفع باتجاه إخلاء مقار أحزابهم دون سواهم". وقال ل"الحياة":"لا مانع لدينا من إخلاء المباني الحكومية لمصلحة الدولة لكننا نريد أن تشغل هذه المباني لخدمة المواطنين وعلى الحكومة أن تتدارك أمر تركيز العملية على الأحزاب الكردية لان ذلك سيولد حساسيات وأجواء مشحونة نحن في غنى عنها". ولفت الى ان"حساسية الموقف دفعت الأحزاب الكردية الى تنفيذ أوامر الاخلاء من دون أي تأخير وسنعمل على جعل هذه المباني مؤسسات خدمية يحتاجها أهالي جلولاء". من جهة أخرى، قال نائب خليفة، مسؤول لجنة تنظيمات"الاتحاد الوطني الكردستاني"في قره تبه، ان الأحزاب الكردية اجتمعت مع آمر قوات الجيش في المنطقة قبل عيد الفطر، و"تم الاتفاق على إخلاء المباني بعد انتهاء عطلة العيد، واليوم بدأ عدد من الأحزاب عملية الإخلاء".