وسط حشد جماهيري تجاوز خمسة آلاف شخص، أطلت المغنية اللبنانية أليسا الحائزة جائزة world music award بعد الساعة العاشرة ليلاً بقليل على جمهورها الذي تجمع في ساحة"دار الأوبرا"المصرية التي استضافت الحفلة بتنظيم من إحدى شركات الهاتف النقال. انطلقت الحفلة التي شارك فيها أيضاً المغني اللبناني فضل شاكر على أنغام مصرية لداليدا بروح لبنانية حيث استهلت أليسا الحفلة بأغنية"حلوة يا بلدي"التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب وسط تفاعل كبير، ما رفع من درجة حماسة الفنانة اللبنانية التي تواصل صعوداً، منذ بداية انطلاقة مشوارها الفني. وبمصاحبة الفرقة الموسيقية المكونة من 20 عازفاً غنت أغنيتها الذائعة"كرمالك"من البوم"بستناك"الذي طرح في الأسواق قبل سنتين، وصفق الجمهور لها كثيراً بعد انتهائها من أداء أغنيتها الأولى لتعبر الفنانة صاحبة الصوت المملوء بالرومانسية والإحساس عن سعادتها بالغناء في مكان عريق ك"دار الأوبرا"وسط جمهور مميز ورائع. وانتقلت إلى جديدها فغنت"لو تعرفوه"من ألبومها الجديد"أيامي بيك"الذي صدر شتاء العام الماضي وحقق انتشاراً واسعاً. ومن أغاني أيام زمان غنت من تجربة الفنانة فيروز"نسم علينا الهوى"بمشاركة الصوت الشبابي الذكوري الذي كان حاضراً بقوة بين الجمهور. ويبدو أن أليسا صاحبة الملامح الأنثوية والشخصية المرحة لم تختر برنامج حفلتها أو تحضر له بعناية، فكانت تستمع لما يطلبه الجمهور تارة تلبي ما يطلبون وتارة أخرى تقول:"سأغني على ذوقي". فواصلت الموسيقى انسيابها على ذوق أليسا فغنت من ألبومها الجديد"أواخر الشتا"و"أيامي بيك"التي تحمل عنوان ألبومها الأخير، وهما أغنيتان يغلب عليهما الإيقاع وحققتا رواجاً كبيراً في الوطن العربي. ومع أمواج الجمهور المتمايلة، غنت الفنانة اللبنانية التي يعشقها الكثيرون لحسّها الموسيقي الفني الرفيع"بتمون"ذات الأجواء الرومانسية المفرطة الى درجة أن غالبية الجمهور الأنثوي اعتقدن بأنهن أليسا، فتقمصن الدور ولو لبضع دقائق. ومانت أليسا على الجمهور، فصفق لها كثيراً وردد الأغاني وصوّرها بالهواتف وارتدى قمصاناً طبع عليها"نحن نحبك يا أليسا"... إلا أن تعلق الجمهور لم يدم طويلاً، إذ ودعت أليسا جمهورها بعد ساعة من لقائها بهم بأغنية الفنانة صباح الشهيرة"زي العسل"، وختمت وصلتها بقولها بأنها:"لا تريد مفارقة هذا الجمهور الرائع، ولكنها تريد إفساح المجال للفنان اللبناني فضل شاكر. وعلى رغم مغادرة أليسا الحفلة، إلا أن حماسة الجمهور لم تقل. بل زادت بمجرد ظهور شاكر صاحب الشخصية الهادئة على أنغام"إنت الحب الكبير". وأبدى صاحب ألبوم"والله زمان"سعادته بالغناء في هذه الأجواء المشحونة بالحماسة والتفاعل، فعاد إلى قديمه وغنى أغنيته المنفردة"معقول انساك"التي بدا ان الجمهور يحفظها عن ظهر قلب. أغنية"يا غايب"كانت كلمة السر في وصلة شاكر الذي أبدى قدرات أدائية عالية في تقديم الأغنيات وصوت قوي، باحساس فني هادئ ورومانسي. وسطع صوت صاحب"نار الشوق"الحنون حين قدم أغنية"ضحكت الدنيا"، ما رفع درجة حماسة شاكر فتابع وصلته مقدماً"أول ما بشوفك". وكان الليل انتصف قبل أن يودع الفنان شاكر جمهوره. إلا أن هذا لم يمنع الجمهور من المطالبة بالمزيد، فعاد إلى أغنية"يا حبيبي"التي ختم بها وصلته على أمل لقاء آخر.