سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلط أوراق في تركيب لوائح المعارضة : "القومي" يريد خمسة و"الشيوعي" اثنين . لبنان : المقاعد النيابية لا تتسع لكل الموعودين بها عون يطمح لزيادة حصته و"أمل" لن تتنازل من "كيسها"
في معرض التعليق على زحمة المرشحين للانتخابات النيابية اللبنانية المرتقبة في الربيع المقبل، يتندّر البعض لو أن عدد النواب رُفع من 128 نائباً الى 200، لكانت عندها حلت المشكلة، مع ان البعض الآخر يرى أن زيادة عدد المقاعد لن تحلها نظراً الى كثرة الموعودين بالدخول الى جنة البرلمان ما بدأ يسبب إحراجات للأكثرية والأقلية في المجلس النيابي على السواء. وهذا ما سيظهر الى العلن مع بدء تشكيل اللوائح الانتخابية. وعلى رغم ان الانتخابات المقبلة ستجرى في ظل استمرار الانقسامات الحادة بين الأكثرية والأقلية، ما لم يطرأ تبدل في التحالفات، وهو ليس متوقعاً، على الأقل في المدى المنظور فإن أهمية نتائجها تكمن في انها ستسهم في إعادة انتاج السلطة في لبنان الذي يمر حالياً في مرحلة انتقالية لم ينجح فيها اتفاق الدوحة في إعادة خلط الأوراق السياسية. ويفتح الحديث عن بدء الاستعدادات لخوض الانتخابات الباب أمام تسليط الأضواء على خريطة انتشار المرشحين المنتمين للأقلية في البرلمان في ضوء ما يتردد من أن المقاعد النيابية لن تتسع لهم بسبب المنافسة على تركيب اللوائح. وما تشكو منه القيادات في الأقلية لجهة كثرة المرشحين، وبعضهم من المغمورين الذين قرروا للمرة الأولى الانضمام الى النادي البرلماني الى جانب زملائهم من المخضرمين في هذا المجال، يسري أيضاً على قيادات الأكثرية التي ستواجه مشكلة، وان كانت أقل حدة، لدى الانصراف الى توزيع المرشحين على الدوائر المسيحية، خصوصاً في جبل لبنان باعتبارها تشكل بيضة القبان في تأمين الأكثرية في البرلمان لهذا الفريق أو ذاك. "حزب الله" ومع ان"حزب الله"انصرف منذ أيام الى ملامسة الملف الانتخابي من خلال اللقاءات الداخلية بغية التوصل الى بلورة رؤية واضحة في شأن إعداد لوائح الترشحيات الحزبية التابعة له، وبالتالي وضع تصور يتعلق بكيفية التعاطي مع حلفائه والانفتاح على مطالبهم تمهيداً لجوجلتها عبر التفاهم على تشكيلها، فإن كثرة المرشحين المنتمين الى الأقلية ستضع أمام القيادات مجموعة من المتاعب التي هي موجودة في شكل أو في آخر في صفوف الأكثرية. وفي معلومات"الحياة"ان الحزب يقف الآن في منتصف الطريق يدفع باتجاه التوصل الى ورقة تفاهم انتخابية تتيح له التوفيق بين حليفيه رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس تكتل"التغيير والإصلاح"العماد ميشال عون، لا سيما في دائرة جزين حيث يتصرف الأخير وكأنه الممثل الأوحد للمسيحيين في الجنوب ويخطط لحصد العدد الأكبر من المقاعد الخمسة المخصصة لهم. "القومي" كما ان الحزب بدأ يواجه لائحة المطالب التي تقدم بها حليفه الآخر، الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يطمح الى تثبيت 5 مرشحين تابعين له موزعين على الدوائر الآتية: كاثوليكي أو شيعي في بعلبك ? الهرمل، درزي في بعبدا المتن الجنوبي، ماروني في المتن الشمالي وأرثوذكسيان: واحد عن الكورة في الشمال والآخر عن دائرة مرجعيون ? حاصبيا. ويبدو أن مطالب الحزب القومي تصطدم بعدد من الحلفاء، وعلى رأسهم عون الذي يتردد في تبني ترشح النائب السابق غسان الأشقر عن أحد المقاعد المارونية في المتن الشمالي ويقترح أن يقتصر دور الحزب على تجيير أصواته في هذه الدائرة لمصلحة اللائحة المدعومة من"التيار الوطني الحر". وسيحاول عون، كما تقول مصادر في المعارضة، الضغط على الحزب القومي ليصرف النظر عن ترشيح الأشقر وذلك من خلال إصراره على ترشيح نائب رئيس الحكومة اللواء عصام أبو جمرا عن المقعد الأرثوذكسي في مرجعيون ? حاصبيا. على أن يشترط لسحبه ضد منافسه على اللائحة رئيس الحزب القومي النائب أسعد حردان تراجع الأخير عن ترشيح الأشقر. إضافة الى أن الحزب القومي يصر على حصر الترشيح به للمقعد الدرزي في بعبدا وهذا من شأنه ان يدخله في منافسة حادة مع رئيس"تيار التوحيد"الوزير السابق وئام وهاب الذي قرر، من حيث المبدأ، الترشح عن هذا المقعد بدعم من"حزب الله". وتبقى أمام الحزب القومي مشكلة رئيسة تتمثل في إصراره على ترشيح النائب مروان فارس عن المقعد الكاثوليكي في بعلبك ? الهرمل فيما تتحدث بعض الأوساط في المعارضة عن أن هذا المقعد محجوز منذ الآن للوزير السابق ألبير منصور. ولم تقلل الأوساط نفسها من احتمال إبقاء القديم على قدمه بالنسبة الى المرشح الكاثوليكي في بعلبك ? الهرمل على لائحة تحالف"حزب الله"?"أمل"وإلا فإن البديل يكون في استرضاء الحزب القومي بالموافقة على ترشح مسؤوله في بعلبك صبحي ياغي شيعي عن أحد المقاعد الشيعية في هذه الدائرة. وبالنسبة الى المقعد الماروني عن بعلبك ? الهرمل، فإن الضغوط بوشرت في كل الاتجاهات لضمان ترشيح رئيس حزب"التضامن"إميل رحمة بدلاً من النائب الحالي نادر سكر، مع ان نجل رئيس الجمهورية السابق النائب السابق اميل اميل لحود يتنافس معهما على هذا المقعد في حال لم يحالفه الحظ ليكون أحد المرشحين الموارنة عن بعبدا. زحلة والظاهر ان عملية خلط الأوراق بالنسبة الى مرشحي تحالف الأقلية في البرلمان ستتمدّد في اتجاه زحلة في ضوء ما يتردد من أن صبري ماجد حمادة نجل الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة سيحل مكان النائب الشيعي الحالي حسن يعقوب وان قاسم حمود، وهو مقاول، يدرس ترشحه عن المقعد السنّي في الدائرة نفسها بدلاً من النائب الحالي الدكتور عاصم عراجي بضغط متعدد الاتجاهات يشارك فيه العماد عون بذريعة أن عراجي تخلف منذ فترة طويلة عن حضور الاجتماع الأسبوعي لتكتل"التغيير والإصلاح". ويتردد أيضاً أن رئيس"الكتلة الشعبية"في زحلة الوزير إيلي سكاف حسم أمره في اتجاه ضم الكاثوليكي الأمين العام السابق لوزارة الخارجية السفير فؤاد الترك الى لائحته مع ان مصادر زحلاوية مواكبة للتحضيرات الانتخابية أكدت لپ"الحياة"أن لا شيء نهائياً لدى سكاف وان الأخير لم يقطع مفاوضاته التي بدأها بعيداً من الأضواء مع بعض خصومه في الأكثرية. "الشيوعي" وبالنسبة الى الحزب الشيوعي اللبناني فإن مصادره تتحدث عن أن الاتصالات أدت الى حسم ترشح نائب الأمين العام في الحزب سعدالله مزرعاني عن أحد المقعدين الشيعيين في مرجعيون ? حاصبيا إضافة الى ترشح الأمين العام السابق للحزب فاروق دحروج عن أحد المقعدين السنيين في البقاع الغربي. وبدأ الحزب يتصرف على أن ترشحهما نهائي وان"حزب الله"قطع له وعداً بتبنيهما. مما سيضطره الى التخلي عن المقعد الشيعي الثاني في مرجعيون ? حاصبيا لمصلحة مزرعاني في مقابل الحديث عن أن قيادات الأقلية تتجه الى محاولة إقناع الشيوعي بالاكتفاء بترشح دحروج أو مرشح سنّي آخر عن أحد المقعدين السنّيين في بعلبك ? الهرمل. إلا أن حركة"أمل"تتصرف على أنها خارج الحسابات الخاصة بإعادة توزيع حصص المرشحين على الدوائر الانتخابية. وتنقل مصادر عن قياديين فيها قولهم إن من يريد أن يتنازل عليه أن يقدم شيئاً من كيسه وليس من كيس الآخرين في إشارة الى تمسك الحركة بمرشحيها، وعدم استعدادها للتضحية بمقاعدها. "التيار الوطني" أما على صعيد خريطة المرشحين بالنسبة الى"التيار الوطني الحر"، فإن زعيمه عون الذي صرف النظر عن زيارة سورية في الوقت الحاضر على أن يلبي الدعوة بعد الانتهاء من الانتخابات، لا يزال يتمتع بقدرة كبيرة على السيطرة على الاختلافات داخل التيار باعتبار أن من يخرج منه، مهما كان السبب، لن يستطيع أن يقنع أحداً بالخروج معه. بمعنى آخر يؤكد عون، كما نقل عنه زواره، انه لا يخشى من وجود تكتلات أو مواقع قوى في التيار وانه قادر على استيعاب التداعيات المترتبة على الاختلاف في وجهات النظر، وبالتالي يستطيع فرض لائحته للترشيحات التي ستحمل بعض المفاجآت في ضوء الحديث عن نيته استبدال مسؤول التيار في فرنسا سيمون أبي رميا بالنائب الماروني الحالي عن جبيل العميد المتقاعد شامل موزايا، وترشيح نسيب حاتم عن أحد المقاعد المارونية في بعبدا وزياد عبس عن المقعد الأرثوذكسي في بيروت الأولى الأشرفية إلا إذا عاد واستبدل به اللواء أبو جمرا. لكن عون يواجه مشكلة تعدد المرشحين في بعبدا بعدما تردد انه مع ترشح القياديين في التيار ناجي غاريوس وحكمت ديب. وهو يحاول إيجاد حل لمشكلة النائب بيار دكاش الذي يصر على الترشح. كما ان عون يطمح الى ترشيح رمزي كنج عن أحد المقعدين الشيعيين في الدائرة نفسها وهذا ما يتسبب له بإحراج مع المرشحين الشيعة الذين هم من التوجه السياسي ذاته. وعليه فإن تعدد المرشحين المنتمين الى تحالف الأقلية في البرلمان، أو المحسوبين عليه، سيبقى قائماً الى أن تصدر كلمة السر عن الناخبين الكبار الذين يراهنون على قدرتهم على حسم الموقف في الوقت المناسب.