أعلن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف من العاصمة الأرمنية يريفان عن عزمه القيام بوساطة لتسوية نزاع قره باخ، ووصف التحالف مع أرمينيا بأنه"مهم جداً"بالنسبة لبلاده. وأعرب ميدفيديف أمس، عن أمله في أن ينجح في تنظيم"لقاء يجمع رؤساء روسياوأرمينياوأذربيجان في أسرع وقت ممكن، لمناقشة سبل التسوية في قره باخ". وأوضح الرئيس الروسي الذي كان يتحدث خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأرمني سيرج سيركيسيان في اختتام محادثاتهما أمس، أنه يسعى الى استضافة هذا اللقاء في موسكو. وكان ملف إقليم ناغورنو قره باخ المتنازع عليه بين أرمينياوأذربيجان محور النقاش الأساسي خلال محادثات الزعيمين. وأشارت أوساط روسية إلى أن جهود ميدفيديف تأتي في إطار توجه روسي لتسوية النزاعات في الفضاء السوفياتي السابق، وللتأكيد لحلفاء روسيا في المنطقة أن التطورات التي أسفرت عن الاعتراف باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية تشكل استثناء فرضته ظروف معينة ولا يمكن تكراره في مناطق أخرى. ومعلوم أن ميدفيديف بدأ الشهر الماضي، جهوداً مماثلة مع مولدافيا لتسوية ملف إقليم بريدنوستروفيه الساعي إلى الانفصال عنها. وكان النزاع في قره باخ بدأ في العام 1988 عندما أعلن الإقليم ذو الغالبية السكانية الأرمنية استقلاله عن جمهورية أذربيجان التي كان يتبع لها إدارياً في العهد السوفياتي. وفي العام 1991، أعلن عن تأسيس جمهورية قره باخ، ما أسفر عن اندلاع مواجهات مسلحة بين باكو ويريفان، فقدت أذربيجان بنتيجتها السيطرة على الإقليم، إضافة إلى سبع مناطق محاذية له تخضع حالياً لسيطرة عسكرية أرمنية. وتجري مفاوضات لتسوية النزاع منذ العام 1992. وتصر أذربيجان على أن الإقليم جزء لا يتجزأ من أراضيها ، فيما تدافع أرمينيا عن مصالح الجمهورية غير المعترف بها. على الصعيد الثنائي أعرب ميدفيديف أمس عن ارتياحه لمستوى العلاقات التي تربط بلاده بأرمينيا مشدداً على"طابع التحالف"بين البلدين الذي وصفه بأنه مهم جداً، وأيضاً على تطابق مواقف البلدين تجاه شؤون توطيد السلام والاستقرار في المنطقة. ومعلوم أن يريفان تعتبر من أبرز حلفاء روسيا الإقليميين. ووقع الجانبان خلال الزيارة عدداً من اتفاقات التعاون في مجالات مختلفة. كما حضر الرئيسان مراسم افتتاح ساحة"روسيا"في يريفان التي وصفها الرئيس الأرمني بأنها ستكون"رمزاً للوفاء والصداقة بين الشعبين".