جمعت ديبلوماسية «سباق الخيل» الروسية في موسكو أمس، الرئيسين الأرميني سيرج سركيسيان والأذربيجاني إلهام علييف في محاولة لتقريب وجهات النظر ودفع المحادثات لتسوية مشكلة إقليم قره باخ. وتتجه الأنظار إلى قمة ثلاثية اليوم، بحضور الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف تهدف إلى إطلاق مفاوضات متعثرة بين الجانبين منذ أكثر من 16 سنة. وكان اللقاء الأول الذي يجمع رئيسي البلدين منذ نحو سنة، بروتوكولياً ولم يخرج بنتائج محددة باعتباره جرى على هامش حضور الطرفين سباق خيل ضمن فعاليات كأس الرئيس الروسي في هذه الرياضة. وقال سيرغي بريخودكو، مساعد الرئيس الروسي، إن سركيسيان وعلييف لم يوقعا أي وثائق، بانتظار اللقاء الثلاثي اليوم بحضور ميدفيديف. وكان الرئيس الروسي أكد أن بلاده ستبذل «كل الجهود الممكنة لتسوية مشكلة قره باخ الصعبة ولكن القابلة للحل». وأشار الى ضرورة الاستناد في تسوية الأزمة العالقة منذ سنوات الى قرارات الأممالمتحدة ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي ذات الصلة. وكانت موسكو جمعت في نهاية العام الماضي، الرئيسين الأرميني والأذربيجاني للغرض ذاته، لكن اللقاء فشل في الخروج بنتائج واكتفت الأطراف الحاضرة في حينه بالتأكيد على نيات مواصلة الاتصالات. ومعلوم أن الروس أعلنوا عن رغبتهم في بذل جهود أنشط لتسوية هذا الملف بعد أزمة القوقاز العام الماضي التي أسفرت عن انفصال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية نهائياً عن جورجيا. وعلى رغم أن موسكو اعترفت بالجمهوريتين الانفصاليتين فانها تعهدت في الوقت ذاته بألا يتحول الحدث إلى سابقة تنسحب على أقاليم انفصالية أخرى في الفضاء السوفياتي السابق، ما يفسر حرص الكرملين على تنشيط الجهود لتسوية ملف قره باخ، وأيضاً لحل مشكلة إقليم بريدنوستروفيه الانفصالي في مولدافيا. وجرت لقاءات الرئيسين الأرميني والأذربيجاني أمس بحضور ممثلين عن «لجنة مينسك» (روسيا والولايات المتحدة وفرنسا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا) التي تقوم منذ اندلاع الحرب الأرمينية – الأذرية في العام 1991 بجهود وساطة. وبدأ نزاع قره باخ في العام 1988، عندما أعلن الإقليم الذي تتكون غالبيته السكانية من الأرمن، انفصاله إدارياً عن أذربيجان السوفياتية، ثم أعلن في العام 1991 عن قيام جمهورية قره باخ، مما أدى إلى نشوب حرب بين أذربيجان وأرمينيا، أسفرت عن حوالى 15 ألف قتيل وتشريد حوالي مليون. وفقدت أذربيجان سيطرتها على قره باخ وسبع مناطق متاخمة له. ولم يتسن التوصل إلى اتفاق هدنة إلا في العام 1994. وتواصل باكو التأكيد على ضرورة استعادة السيطرة على الإقليم وعبر الحفاظ على وحدة أراضي أذربيجان في حين تدافع أرمينيا عن حق الغالبية السكانية الأرمينية في قره باخ في تحديد مصيرها.