التقى رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مايكل موللن في عاصمة فنلندا أمس، نظيره الروسي ليبحث معه في إمكان تطبيع العلاقة بين روسياوالولاياتالمتحدة، بعدما تأثرت بالنزاع الأخير بين روسياوجورجيا، كما أعلن مسؤولون عسكريون أميركيون. والتقى موللن الجنرال نيكوي ماكاروف بعد مأدبة غداء اقامها مسؤول في الدفاع الفنلندي يوهان كاسكيالا، وفق المصادر عينها. وقال مسؤول عسكري اميركي كبير قبل اللقاء:"اعتقد ان من الأهمية بمكان من الناحية الاستراتيجية ان يحصل حوار مع روسيا، ونؤيد علاقة جدية على المدى الطويل". وأضاف:"سنظل مختلفين على بعض الامور. من الواضح ان جورجيا تحتل مقدم اهتماماتنا حالياً". وبادر ماكاروف الى هذا اللقاء. وكان رئيس الأركان الروسي أجرى اتصالات هاتفية بنظيره الأميركي في الأيام التي تلت دخول القوات الروسية جورجيا. واعتبر موللن ان المبادرة الروسية ايجابية. وأكد ان للبلدين"مصالح مشتركة مهمة"وخصوصاً السعي الى الاستقرار في الشرق الاوسط وارتباط ذلك بامكان امتلاك إيران السلاح النووي، وذلك بمعزل عن خلافهما حول نشر اجزاء من الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في بولندا وجمهورية تشيخيا، فضلاً عن اعتراف الولاياتالمتحدة باستقلال اقليم كوسوفو. في موسكو، أعلن نائب وزير الدفاع الروسي سيرغي ريابكوف ان بلاده ستستأنف المشاورات مع واشنطن حول المنظومة الأميركية للدرع الصاروخية، عندما ستطبق الولاياتالمتحدة"تدابير الشفافية"في ما يتعلق بمنشآتها في بولندا وتشيخيا. الى ذلك، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس على سعي موسكو لتطوير التنسيق بين بلاده من جهة، والولاياتالمتحدة وحلف"الأطلسي"من جهة أخرى، لكنه شدد على أن تقريب المواقف في شأن نيات نشر الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا، مرهون بتلبية مطالب موسكو في شأن ضمان وجود دائم لمراقبيها العسكريين في منشآت الدرع الصاروخية في تشيخيا وبولندا. وقال لافروف إن أزالة المخاوف الروسية من المشروع الأميركي ليست ممكنة من دون الوجود الدائم لممثلين روس في تلك المنشآت، رافضاً بذلك اقترحات قدمتها تشيخيا أخيراً حول استعدادها لمناقشة وجود مراقبين روس على أراضيها، ولكن في شكل موقت. وأوضح الوزير الروسي أن"الوجود غير الدائم، أي القيام بزيارات لن يغير شيئاً، بل سيعزز شكوكنا أكثر. إذا كانوا لا يرغبون في أن يتواجد مراقبينا هناك في شكل دائم، فذلك يعني أن هناك شيئاً يريدون إخفائه. وهذا لا يزيد الأمر شفافية أو ثقة". في غضون ذلك، اعلن الناطق باسم حلف شمال الاطلسي ان المنظمة ستبقي حتى اشعار آخر على القرار المتخذ في آب أغسطس بتعليق علاقاتها مع روسيا على مستوى عال، وذلك اثر اجتماع موللن- ماكاروف. وقال جيمس اباثوراي:"إن الحلف الأطلسي لم يبحث بعد ولم يقرر التخلي عن الموقف الذي اعتمده الحلفاء"خلال اجتماع وزراء خارجيتهم الطارئ حول الازمة الروسية الجورجية في 19 آب. وأضاف:"ليس هناك حتى الآن استئناف للعلاقات على مستوى السفراء في اطار لجنة الحلف الأطلسي-روسيا". وقال:"لم يعقد أيضاً منذ شهرين اجتماع للجنة العسكرية لرؤساء أركان الحلف الأطلسي وروسيا"، وهي اجتماعات كانت تعقد شهرياً. مناورات في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع في أستونيا أن طائرات تابعة لحلف الأطلسي الناتو بدأت أمس سلسلة من المناورات الجوية تهدف إلى تسيير دوريات جوية في المجال الجوي لدول البلطيق. وأفادت وكالة الأنباء الروسية نوفوستي أن مهمة الدوريات الجوية فوق البلطيق تدخل في إطار برنامج ال"ناتو"،"الإنذار الجوي السريع للتدخل"، والذي يهدف إلى حماية المجال الجوي في دول البلطيق الثلاث استونيا ولاتفيا وليتوانيا. وتشارك في المناورات الحالية 15 طائرة حربية من دول البلطيق الثلاث والولاياتالمتحدة وبولندا والدنمارك. وستتم مراقبة وتوجيه المناورات الجوية ولاحقاً الدوريات، من خلال غرفة عمليات جوية مشتركة للناتو في ألمانيا.