استقبل الرئيس المصري حسني مبارك أمس، رئيس"الحزب التقدمي الاشتراكي"فى لبنان وليد جنبلاط الذي يزور مصر. وتناول اللقاء الذي استغرق نحو الساعة تطورات الأوضاع على الساحة اللبنانية وجهود مصر لتحقيق الاستقرار ودعم إعادة الإعمار في لبنان. وحضر اللقاء وزير الخارجية أحمد أبو الغيط والنائب اللبناني أكرم شهيب. وأكد جنبلاط في تصريحات عقب اللقاء أن مصر"كانت سباقة في دعم استقلال لبنان وسيادته، وأنها كانت داعمة لحركة 14 آذار والمطالبة بالاستقلال والسيادة للبنان وإقامة العلاقات الديبلوماسية مع سورية والمحكمة الدولية"، وقال:"إن الدور المصري كان دائماً مسانداً للبنان في الأزمات وزرت مصر بعد اغتيال الحريري، وكان الرئيس مبارك متفهماً وداعماً لسيادة لبنان واستقلاله ووحدته واستقراره". وأضاف جنبلاط أنه بعد مرور أربع سنوات على"انتفاضة الأرز تم الوصول إلى تحقيق المطالب رويداً رويداً"، وقال:"إن لبنان نال أخيراً الاعتراف الرسمي من سورية، من طريق إقامة علاقات ديبلوماسية، وهذا يعد جيداً في انتظار أن يتم لاحقاً ترسيم الحدود في شبعا وغيرها، وأن تأتي المحكمة من أجل العدالة والاستقرار". وأشار إلى أنه تحدث مع مبارك عن الزيارة التي قام بها شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية للبنان لمناسبة افتتاح مسجد محمد الأمين والزيارة التي قام بها لمنزل المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله والتي تعد زيارة مهمة لأنهما تحدثا عن أهمية الوحدة الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي بعيداً من التفرقة والتمزق اللذين تريدهما بعض الأوساط الغربية وهي إشارة جيدة وإيجابية إلى أنه لابد من وحدة العمل الإسلامي في مواجهة مشاريع التفتيت لإسرائيل وغيرها". وعن ماهية الخلاف في لبنان، أكد جنبلاط انه"سياسي وليس دينياً أو مذهبياً أو طائفياً، على رغم تركيبتنا الطائفية، مع الأسف، وسيظل اللبنانيون تحت هذه الطائفية السياسية الى أن يتمكنوا من القضاء عليها". وأكد أن"ليس هناك فى لبنان خلاف سني - شيعي أو خلاف مسيحي ? إسلامي". وعن إمكان ترسيم الحدود اللبنانية ? السورية قريباً، أكد جنبلاط أن ترسيم الحدود يحتاج إلى بعض من الوقت، لافتاً إلى"أن مواضيع مثل العلاقات الديبلوماسية والمحكمة الدولية وترسيم الحدود كلها أمور تحدثنا عنها أثناء انتخابات الرئاسة اللبنانية، وكذلك في جلسات الحوار اللبناني عام 2006 قبل العدوان الإسرائيلي وكانت نقاط إجماع وتأخرنا في تنفيذها ولكن تحققت أولى نقاط الإجماع ونحن في انتظار ترسيم الحدود". وعن الأفكار المصرية الخاصة بوضع مزارع شبعا تحت وصاية القوات الدولية يونيفيل تمهيداً لترسيم الحدود، قال جنبلاط إن"هذه الأفكار كانت مصرية - لبنانية مشتركة بعد العدوان الإسرائيلي عام 2006 وكانت الأفكار تتركز على أن يتم وضع مزارع شبعا تحت الوصاية الدولية ولكن يبقى الأمر تقنياً، أن تقول سورية إن مزارع شبعا لبنانية، وبالتالي على سورية وحكومتها أن توثق مع الحكومة اللبنانية بياناً مشتركاً أو وثيقة مشتركة عن أن مزارع شبعا لبنانية في شكل رسمي ويتم إرسال هذه الوثيقة إلى الأممالمتحدة كي تصبح ملكية شبعا لبنانية ثم تنتقل لاحقاً إلى كيفية وضع الوصاية اللبنانية أو السيادة اللبنانية على شبعا إما من خلال قوات دولية وأما من خلال، إذا أمكن، انسحاب إسرائيلي باعتبارها مناطق محتلة من إسرائيل". وعما إذا كانت هناك مصالحة قريبة مع"حزب الله"، قال جنبلاط:"دخلنا بعد أحداث السابع من أيار واتفاق الدوحة في ما يسمى التهدئة ونحتفظ بالمواقع السياسية ويحتفظون بمواقعهم السياسية ونتخاطب في شكل مهذب من دون أن نخون بعضنا بعضاً وينسحب هذا التخوين على الشارع ويصبح تصادم الشارع سياسياً". وأضاف جنبلاط:"أن من الأفضل أن نتخاطب من موقعنا السياسي في شكل مهذب ونذهب سوية إلى الانتخابات"، مشيراً إلى قول رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري ان"في الوقت المناسب والمكان المناسب سيذهب ويلتقي السيد نصر الله وهو عامل إيجابي للوصول إلى التهدئة التي نريدها، ولكن تكون اللعبة السياسية حضارية ومضمونة". وعما إذا كان وارداً انفتاح قوى 14 آذار على سورية بعد انتخاب الرئيس اللبناني قال:"بدأنا الانفتاح مع سورية من خلال العلاقات الديبلوماسية وننتظر موضوع ترسيم الحدود وهو أمر شائك، لكن بيننا وبين النظام السوري، وليس بين الشعبين السوري واللبناني وننتظر نتيجة التحقيق ولا ننسى أن هناك شريحة كبيرة لبنانية أصيبت بجروح نتيجة الاغتيالات، ونحن ننتظر التحقيق لنرى ماذا سيعطي هذا التحقيق في ما يتعلق بالاغتيالات وفي مقدمها اغتيال الرئيس رفيق الحريري". ولفت الى إنه كان سيزور مصر في أيار مايو الماضي"ولكن ما جرى في بيروت من أحداث منعه من الحضور إلى القاهرة". وصرح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي بأن القيادة المصرية"لديها أفضل العلاقات مع الأطراف اللبنانيين وأن اللبنانيين يعتبرون مصر دولة شقيقة لهم وليست لها أجندة سوى المصلحة الوطنية العامة للبنان ومصلحة الشعب اللبناني، وبالتالي فإن التواصل معها هو أمر طبيعي ومنطقي". وقال زكي:"إن الفرقاء اللبنانيين حريصون على هذا التواصل مع مصر، وأن توافد سياسيين لبنانيين بارزين الى القاهرة يدل على حرصهم على وضع مصر في صورة التطورات التي يشهدها لبنان والحصول على دعمها السياسي والأدبي لكل الأفكار التي يمكن أن تعزز من دور الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية لأن هذا هو الهدف الذي يبتغيه الجميع". وعن طروحات رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية"سمير جعجع بالنسبة الى مزارع شبعا والمطالب التي دعا مصر لدعمها اثناء زيارته القاهرة قبل ايام، قال زكي"إن موقف جعجع تتفهمه مصر بالكامل وعملت على الخروج به منذ البداية،"مشيراً إلى أنه"في الوقت الذي كانت تستفحل فيه الأزمة اللبنانية كان التحرك المصري واضحاً مع الإدارة الأميركية ومع الأطراف الأوروبيين". وقال:"إن القاهرة تؤكد ضرورة تحرير مزارع شبعا في شكل ديبلوماسي وإيداعها لدى الأممالمتحدة ونشر القوات الدولية فيها وهذه كلها أفكار عملت مصر على بلورتها خلال الفترة الماضية". وعن التحركات المصرية المقبلة بالنسبة إلى مزارع شبعا قال زكي:"إن المسألة لها أبعادها المتشابكة وتعقيداتها لكن العمل المصري دؤوب ولا يقف عند حد محدد".