سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ترجح عدم صدور قرار دولي يطالب بإقامة العلاقات وترسيم الحدود مع لبنان . دمشق ترى فرصاً ملائمة لتحسين وضعها الاقليمي واستبعاد زيارة السنيورة قبل انتهاء جلسات الحوار
قالت مصادر سورية مطلعة ل"الحياة"أمس إنها تستبعد صدور قرار من مجلس الأمن يتضمن دعوة سورية ولبنان الى اقامة علاقات ديبلوماسية او ترسيم الحدود بينهما، مشيرة الى تطورات ايجابية في لبنان والمنطقة والعالم ادت الى شعور سورية ب"الارتياح الحذر". ومن المقرر ان يرفع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتنفيذ القرار الدولي الرقم 1559 تيري رود - لارسن تقريره الى مجلس الامن في 19 الشهر الجاري. وقال مراقبون في دمشق ان رود - لارسن لا يستطيع ان يقترح قراراً دولياً يتضمن العناصر غير المنفذة من القرار، بعدما تردد ان بعض الاطراف الدولية سعت الى طرح مسودة قرار تتضمن تأكيد موضوعي ترسيم الحدود واقامة العلاقات الديبلوماسية. وتوقعت المصادر اكتفاء مجلس الأمن بإصدار بيان رئاسي يتضمن"حض سورية ولبنان على اقامة علاقات ديبلوماسية وترسيم الحدود"، معتبرة"ان صدور قرار دولي يطالب باقامة العلاقات الديبلوماسية يشكل سابقة لا ترتاح اليها دول كثيرة". وعن موضوع ترسيم الحدود، اعادت المصادر الى الاذهان رسالة رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري الى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، وتأكيده موافقة دمشق"على ترسيم الحدود من الشمال الى الجنوب وان ترسيم مزارع شبعا يجري بعد التحرير". لكن الاهم، بحسب المصادر السورية، ان"أي قرار دولي لا يمكن ان يصدر للمطالبة بترسيم المزارع، لان صدور قرار كهذا يتناقض مع قرار سابق لمجلس الامن الذي تضمن ترسيم رود - لارسن الخط الازرق واعتباره القرار 425 نفذ، وان المزارع تحت ولاية القوات الدولية لفك الاشتباك بين سورية واسرائيل اندوف". في غضون ذلك، لاحظ مراقبون وجود"ارتياح حذر"لدى سورية بفعل"تطورات ايجابية"في الشرق الأوسط والعالم، بدءا من تدني شعبية الرئيسين جورج بوش وجاك شيراك ومرورا بفوز رئيس حزب يسار - الوسط رومانو برودي في الانتخابات الايطالية وانتهاء بدخول ايران الى"النادي النووي". لبنانياً، تلاحظ دمشق التطورات كالآتي: النائب ميشال عون بدأ يتخذ موقفا مختلفا مع سورية بعد خروج قواتها من لبنان. رئيس كتلة"المستقبل"سعد الحريري يقترب من الواقعية بعدما لمس اهتمام السعودية بضمان الاستقرار في سورية ولبنان. والخسارة الكبرى التي مني بها السنيورة بسبب"التهجم غير المبرر على المقاومة"، في مقابل"الموقف الناجح رسمياً وشعبياً"للرئيس اميل لحود، فضلا عن صمود الثنائي الشيعي"حزب الله"بزعامة حسن نصر الله وحركة"امل"بزعامة نبيه بري امام التحديات. وقالت اوساط سورية:"باستثناء قوى كانت تاريخيا على خصومة مع سورية، لم يبق في لبنان خارج السرب سوى فريق النائب وليد جنبلاط، الأمر الذي لا ترى دمشق اهمية كبيرة له". وفي ظروف كهذه، من غير المتوقع ان تستقبل دمشق السنيورة في وقت قريب. فهي تأخذ عليه، اضافة الى ما سبق، التهجم على المقاومة والاصرار غير المبرر على ترسيم مزارع شبعا واقتصار جدول الاعمال الذي ارسله الى سورية على ما تعتبره دمشق"جوانب انتقائية"من جدول الأعمال بين البلدين: من ترسيم الحدود ومزارع شبعا الى اقامة العلاقات الديبلوماسية ومصير المفقودين في السجون السورية، وانتهاء ب"التوقف بالتوازي عن الحملات الاعلامية". وفي دمشق اعتقاد رسمي بأن هذه القراءة تجعل من الطبيعي ان لا تحصل زيارة السنيورة قبل انتهاء جلسات الحوار اللبناني من جهة، وبروز نتائج زيارة الأخير لواشنطن في الاسبوع المقبل من جهة ثانية، لأن التجربة علمت دمشق"انه قال فيها اشياء عدل عنها في لبنان". وعن الدورين الفرنسي والاميركي، قالت اوساط مطلعة ان دمشق"مسترخية ازاء تطورات الوضع اللبناني لأن الجغرافيا حقيقة كبرى، إذ صحيح ان الفراغ ملأته جهود السفارتين الاميركية والفرنسية. لكن الصحيح ايضا ان قدر الجغرافيا حاسم، اذ ان لبنان هو جار لسورية وليس لأميركا. ولا بد لأي حكومة تريد حل مشاكل الشعب اللبناني ان تكون على علاقة جيدة مع جارتها وبوابتها الى العالم العربي". الى ذلك، تلاحظ مصادر سورية ان تشتت الضغوط بدل تركيزها يعطي دمشق"نافذة فرصة"لتحسين وضعها الاقليمي في الاراضي الفلسطينية بفوز"حركة المقاومة الاسلامية"حماس وفي العراق بعد مشاركة شرائح واسعة في الانتخابات الاخيرة، و"بعد وصول الجميع الى حائط مسدود"في لبنان، وبفعل"العلاقات الاستراتيجية"بين دمشق وطهران. وفي بيروت "الحياة"، قالت مصادر واسعة الإطلاع إن فريقاً من المحققين في لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري زار دمشق أول من امس الاربعاء. ولم تحدد المصادر طبيعة مهمة المحققين خلال هذه الزيارة، لكنها رجحت ان يكونوا زاروا العاصمة السورية من دون وجود رئيس اللجنة القاضي البلجيكي سيرج براميرتز معهم، مشيرة الى ان ثمة ما أدى الى تأخير زيارة الأخير لدمشق. قبرص والمحكمة الدولية وفي نيقوسيا أ ف ب، أفاد مصدر ديبلوماسي ان قبرص تبحث في استضافة محكمة ذات طابع دولي لمحاكمة الذين سيتهمون بالتورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وقال المصدر، طالباً عدم الكشف عن اسمه، ان"الاممالمتحدة اتصلت بالحكومة القبرصية لمعرفة مدى استعدادها لاستضافة المحكمة في اطار قضية الحريري في الجزيرة". وقال المصدر:"علمنا ان قبرص تنظر في الاقتراح، ولم يتم اتخاذ قرار نهائي بسبب حساسيات سياسية". واضاف ان"قبرص تبحث بتأنٍ في الاقتراح، لكنها تحرص على عدم الاساءة الى علاقاتها مع دول عربية صديقة". ولم تشأ الحكومة القبرصية التعليق على هذه المعلومات. وقد يطرح موضوع استضافة قبرص للمحكمة خلال زيارة الرئيس القبرصي تاسوس بابادوبولوس لمصر في مطلع ايار مايو، بحسب المصدر نفسه. ولقبرص علاقات جيدة مع جيرانها، بما فيها لبنان وسورية واسرائيل ومصر، ولم تشهد الجزيرة أعمال عنف مرتبطة بصراع الشرق الأوسط منذ أواخر الثمانينات.