انتقد قائد عسكري عراقي في مدينة سامراء وزارتي الداخلية والدفاع بسبب فشلهما في توفير معلومات استخباراتية للعمليات العسكرية، لافتاً الى أنها"حاجة ماسة في الوقت الحاضر وهو ما فشلت الأجهزة الأمنية في توفيره". وشدد قائد عمليات سامراء اللواء رشيد فليح في حديث مع"الحياة"من داخل مرقد الامامين العسكرين على أن المدينة"لا تحتاج إلى أي عملية عسكرية وباتت تنعم بالأمان أكثر من مناطق بغداد"، لكنه لفت إلى أن"حساسية المدينة تمنع تسليم الملف الأمني في المدينة إلى القوات العراقية". وقال إن"الوضع الأمني وصل إلى مستويات إيجابية كبيرة"، مشيراً الى أن كل أحياء سامراء"تخضع إلى سيطرة أجهزة الأمن"، وبالتالي فإن المدينة لا تحتاج الى أي عملية عسكرية كبيرة وإلى أي قوة اضافية سواء من الجيش أو الشرطة. وأكد فليح، وهو من أهالي سامراء، أن"الوضع الأمني الجيد الذي تتمتع به سامراء وضواحيها يضاهي الأوضاع الأمنية في أكثر مناطق بغداد"، لافتاً الى عدم وجود"أي وجه لمقارنة أوضاع سامراء بعد أيام من تفجير المرقدين المقدسين بالوضع الحالي". ورأى أن ما تحتاج اليه أجهزة الأمن في مواقع العمليات في البلاد"هو الجهد الاستخباراتي". وشدد على أن"محافظة صلاح الدين، باستثناء سامراء، تحتاج الى عملية عسكرية"إذ أن عناصر"القاعدة"ما يزالون ينتشرون سراً في"أقضية حمرين والعظيم وقناة الحسن وعدد من الأحياء المجاورة لمحافظة ديالى غرباً والموصل شمالاً، ويجب القضاء عليها في شكل نهائي". وكان مرقد الإمامين العسكريين تعرض إلى تفجيرين، الأول في 22 شباط فبراير عام 2006 أسفر عن انهيار قبتيهما الذهبيتين، واندلعت في أعقابه موجة عنف وتهجير طائفي واسعة في بعض المدن العراقية. وقال اللواء فليح إن آخر التحقيقات التي توصلت اليها أجهزة الأمن في شأن الجهة التي نفذت تفجير المرقدين الأول والثاني كشفت أن تنظيم"القاعدة"خطط عملية التفجير لكن التنفيذ كان في عهدة 45 ضابط هندسة ضمن القوات الخاصة في الجيش العراقي السابق. كما ثبت تورط قوات حماية المنشآت التي أُسندت اليها مهمة حماية المرقدين في التفجير الثاني، لافتاً الى أن المتورطين"إما قُتلوا في عمليات عسكرية أو اعتقلوا أو هربوا الى خارج البلاد". ولفت فليح الى أن"قوات الصحوة ومجالس الاسناد في سامراء لعبت دوراً بارزاً ومؤثراً في الاستقرار الذي تنعم به المدينة". وأوضح أن"أفراد عناصر الصحوة عملوا على قتال تنظيم القاعدة بشجاعة من خلال كشف معاقلهم الرئيسة وتدميرها، ما أدى إلى هروب عناصر القاعدة الى خارج المدينة". وأضاف أن"هذا الأمر دفع الحكومة العراقية الى أن تجعل عناصر صحوة سامراء في طليعة العناصر التي جرى ضمها الى أجهزة الأمن في وزارة الداخلية". وعزا قائد عمليات سامراء ضعف الجهد الاستخباراتي الى اهمال هذا الجانب من جهة وسوء عملية توظيف الناس ذوي الاختصاص في الجهاز الاستخباراتي من جهة ثانية، وهو ما جعل العاملين على توفير المعلومات الاستخباراتية غير قادرين على أداء هذه المهمة التي تعتمد عليها عمليات عسكرية كبيرة. وشدد على أن الحرب القائمة الآن مع"تنظيم القاعدة هي حرب معلوماتية".