سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حشد روحي وسياسي لبناني وعربي في الافتتاح الرسمي لجامع محمد الأمين في قلب بيروت . الحريري : يوم للاعتدال وجمع الصفوف آل الشيخ : الأفكار تندثر إذا قامت على التشدد
شكّل الافتتاح الرسمي لمسجد محمد الأمين في قلب بيروت أمس، مناسبة جامعة ثانية تلت ازاحة الستارة عن اللوحة التذكارية واقامة أول صلاة جمعة فيه أول من أمس. وبينما أمّ الآلاف المسجد ومحيطه أول من أمس ملبين دعوة رئيس كتلة"المستقبل"النائب سعد الحريري ليشكلوا تظاهرة سياسية رسمية وعربية وشعبية، جاء الحشد السياسي العربي واللبناني والديبلوماسي أمس جامعاً حول مشروع الدولة والثوابت الوطنية والعيش المشترك. وتقدم المشاركين في احتفال الافتتاح المهيب رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة والرئيس السابق أمين الجميل ورئيس"اللقاء الديموقراطي"النائب وليد جنبلاط ورئيسا الحكومة السابقان نجيب ميقاتي ورشيد الصلح ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني وممثل البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير نائب البطريرك العام المطران رولان أبو جودة ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان وشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن وممثل بطريرك الروم الأرثوذكس أغناطيوس الرابع هزيم المطران إلياس عودة وممثل بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام المتروبوليت يوحنا حداد وممثل الكاثوليكوس أرام الأول كيشيشيان المطران غوميداس أوهانيان وممثل البطريرك أغناطيوس الثامن عبد الأحد المونسنيور جورج المصري ورئيس الطائفة القبطية في لبنان وسورية الأب فيلو باتير الأنبا بيشوي، وممثل الأمين العام ل"حزب الله"النائب حسين الحج حسن وممثلة الأمير الوليد بن طلال الوزيرة ليلى الصلح، وعدد كبير من الوزراء والنواب بينهم نواب من تكتل"التغيير والإصلاح"إضافة الى معظم السفراء في لبنان أبرزهم سفيرا السعودية عبدالعزيز خوجة وإيران محمد رضا شيباني. ومن العالمين العربي والإسلامي حضر الافتتاح، وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد السعودي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ومفتي مصر الشيخ علي جمعة وشيخ الازهر الامام الاكبر محمد سيد طنطاوي ورئيس الوقف السني في العراق عبدالغفور السمرائي ورئيس الوقف الشيعي في العراق صالح الحيدري والمفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين ووزير الاوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني الشيخ جمال احمد بواطنة والحاج حامد الخفاف ممثلاً آية الله السيد علي السيستاني وزير الشؤون الاسلامية في جيبوتي حامد عبده سلطان ووزير الاوقاف والارشاد اليمني القاضي حمود عبدالحميد الهتار ووزير العدل والاوقاف القطري حسن بن عبدالله الغانم ووكيل وزارة الاوقاف الكويتي عبدالله الفلاح وممثل منظمة المؤتمر الاسلامي السفير عزت كامل مفتي ونائب المدير العام للشؤون الاسلامية في دولة الامارات محمد عبيد المزروعي والسفير عبدالرحمن الصلح ممثلاً الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وبعد إزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية لقاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الجامع من قبل بري والسنيورة والمفتي قباني والنائب الحريري، ألقى قباني كلمة عدد فيها مآثر الرئيس الحريري معلناً أربعة أمور"من ثوابت بيروت والمسلمين في لبنان وأولها تحقق حلم إقامة هذا الصرح الديني الكبير الذي عملوا له لأكثر من نصف قرن من الزمان، والثاني هو التزام اللبنانيين بهذا الوطن لبنان والدولة، واللبنانيون أكدوا ذلك من خلال قافلة الشهداء بدءاً من الشهيد رشيد كرامي وصولاً الى الشهيد الحريري كما رفضوا الخوض في النزاعات الداخلية وأكدوا ذلك بالثوابت الإسلامية في مطلع الثمانينات من القرن الماضي كما أكدوه أخيراً في اتفاق الطائف، انه العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في لبنان القائم على الالتزام المتبادل الناجم عن ذلك العيش وعن النضالات من أجل الاستقلال والحريات، واستطاع اللبنانيون أن يديروا شأنهم العام على نحو مفتوح قابل للمراجعة والتطوير وأن يحرروا أرضهم من الاحتلال الإسرائيلي وأن يصونوا حريتهم وإنسانهم". وأضاف قباني:"أما الأمر الثالث فهو الالتزام العربي تجاه لبنان ولهذا النهج ثوابته ومقتضياته في الهوية والانتماء ولقد التزم المسلمون دائماً جانب القضايا العربية لجهة حق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه وعدم الدخول في المحاور الإقليمية والدولية المضرة بالحقوق العربية. والأمر الرابع هو ثبات الالتزام بالنهج الاستثنائي للذي شيد هذا الجامع الكبير وهو الرئيس الشهيد رفيق الحريري". آل الشيخ ثم تحدث الوزير السعودي آل الشيخ موضحاً أن"رسالة المسجد الحقة تفرض دينياً الرفق والاعتدال ومواجهة ظلام الغلو والإرهاب الذي لا يوجد إلا في المغارات المظلمة التي خلت من البصر والبصيرة". وأضاف:"تحية من القلب الى القلب، من كل سعودي يحب هذا البلد ويحترم أهله وفي مقدمتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إليكم جميعاً منه ومن جميع السعوديين التحية والتهئنة بقيام هذا الجامع وبوحدة لبنان وعيشه المشترك". وهنأ الجميع بافتتاح هذا الجامع المبارك والرئيس الشهيد رفيق الحريري ب"هذا العمل الصالح والخير الدافئ والينبوع الذي يكسر الدرن وينقي الروح والبدن"، شاكراً للحريري والمفتي قباني"الدعوة للمشاركة الفرحة في افتتاح هذا الجامع وهذه القاعة". ورأى آل الشيخ أن"مسجد محمد الأمين خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم في قلب بيروت اليوم حقيق في أن يكون مركزاً تأتلف فيه القلوب وتجتمع فيه الصفوف وتتوحد فيه الكلمات ويؤسس فيه لحوار ديني وثقافي شامل يصل الحاضر بالماضي ويستشرف فيه المستقبل المضيء بالتسامح والتقارب والألفة والعيش المشترك". وأشار الى أن"رفعة مآذن هذا الجامع أوحت لنا بأن الحق في رفعة وأن العدل سيدرك بإذن الله مهما تلبدت السماء بالغيوم أو هبت الرياح هنا أو هناك وأوحت لنا قوة بنيانه ما ورثه الرئيس الحريري من قوة الصف وجمال التآلف وأوحى لنا تصميمه الموروث الجديد الارتباط بالأصل والتجديد في هذا العصر". وقال آل الشيخ:"اليوم، يوم سمت فيه الوحدة على الفرقة وسمى فيه الائتلاف على الاختلاف وسما فيه الحلم على العجلة وسمت فيه الأناة على التهور"، مشيراً الى أن"الجامع والقاعة يحملان رمزية نرى فيها العقل والحكمة ونرى فيها مد الجسور بين الناس بغرض العبور ونرى فيها التقاء المباني على المعاني ونرى فيها اجتماع الانسان على ما يسعد الانسان". وأكد آل الشيخ أن"الاختلاف سنة خلقية ولذلك خلقهم ومن صنيع العقلاء استثماره في الإيجابيات بالتعاون على البر والتقوى لا التعامل على الإثم والعدوان والكمالات غاية النهايات. أخذنا من الحكماء ان نكون ضاحكين في مشهد الاختلاف لا باكين، واخذنا من التاريخ ان انهيار الحضارات يكون اذا تخلت عن التحضر وان زوال الدول يكون اذا زال العدل وان اندثار الافكار يكون اذا قامت الافكار على التشدد وأخذنا من التجربة ان الانسان هو صانع البنيان وهو هادمه وان الانسان هو الداعي الى الحكمة وهو منتهكها وان الانسان كالشمس يشرق ثم يغيب". وختم آل الشيخ قائلاً:"أخذنا من الحياة كلها ان البقاء للأصلح وان التسامح هو داعية الى البقاء واخذنا من حياة الأنبياء جميعاً صلى الله عليهم وسلم أن حتمية الميلاد لا بد لها من آلام المخاض". واعتبر طنطاوي أن"الرئيس الشهيد رفيق الحريري بذل حياته من أجل خدمة دينه وأمته وعاش حياته لكي يرى أمته كلها تعيش في أمان وسلام ودولة لبنان تعيش في أمان وسلام"، معتبراً أن"الخير الذي يأتي للبنان لا يأتي الى طائفة وحدها بل الى جميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين". وألقى المطران رولان أبو جودة كلمة البطريرك صفير، معتبراً أن"أبا بهاء، رحمه الله"حقق في وسط بيروت، بل في قلبها، حلم بيروت، والنائب سعد الحريري، من بعده، وهو"سرّ أبيه"أكمل بنيان هذا البيت الكريم ليُسبَّح الله فيه، ولتمتزج، وسط المصلين، رائحة التقوى والصلاة برائحة أرز لبنان، ووحدة بنيه، وروح السلام والوئام". وتحدث عن العيش المشترك في لبنان، ليسأل عما يجري في العراق و"هل الذين شرّدوا ألفاً وستمئة عائلة في الموصل، وقتلوا من قتلوا، وهدموا المنازل، واستهدفوا المسيحيين في شكل جماعي، يعرفون القرآن، ويسعون الى تقارب الأديان، ويحترمون الإنسان، ويقدّرون تراث العراق وقيمه، من جلجامش حتى بدر شاكر السيّاب؟". ودعا الأممالمتحدة والجامعة العربية الى"تحمل مسؤولياتهما لحماية الأقليات، والحفاظ على الممتلكات، وعلى الحق في الحياة". وتحدث الشيخ قبلان عن مزايا الرئيس الحريري"الذي أحببناه لأنه رجل المهمات... أخذ على عاتقه إنقاذ لبنان، وتعاون مع الأنظمة العربية لتبقى البلاد العربية قلعة أمام التيارات". وقال قبلان:"نحن اليوم في لبنان بلاؤنا الوحيد إسرائيل، إسرائيل هذا الشر المطلق كما قال عنها الإمام موسى الصدر، والتعامل مع إسرائيل حرام، ونحن في لبنان وحدنا في العالم العربي قاتلنا إسرائيل، ووقفنا ضدها، وعلينا أن نعود لبعضنا بعضاً ونتعاون في ما بيننا، ونحب بعضنا بعضاً". وأضاف:"نقول للعرب إذا كنتم لا تحاربون فادعموا المقاومة حتى تحاربوا إسرائيل. هذه المقاومة لم تكن شيعية ولا سنية، هذه المقاومة إسلامية وعربية ومسيحية، فيها من كل الطوائف، فدعم المقاومة في فلسطين ودعم المقاومة في لبنان دليل ساطع وواضح على خدمة الإنسان العربي". وطالب الشعب الفلسطيني ب"بذل الجهد وكل المساعي للحفاظ على فلسطين"، داعياً الرئيس المصري حسني مبارك الى"بذل الجهد في مصالحة الشعب الفلسطيني كي نبقى يداً واحدة". وقال المطران إلياس عودة:"إننا مدعوون الى أن نكون من أبناء الرحمة لنجمع أجزاء هذا الوطن ونوحدها ونسير معاً محصورين بالمحبة نحو هدف واحد وهو كرامة الإنسان في وطن يحتضن أبناءه جميعاً كما تحتضن هذه البقعة من الوطن بيوت الله". وقال الشيخ حسن:"آن لنا أن نرقى الى معنى لبنان ونتعالى في سبيل بقائه لنا جميعاً واحة رجاء ونسهر على أمنه ورعاية مصالحه كي يكون لنا ضمير نواجه به ساعة الحقيقة". وألقى المتروبوليت يوحنا حداد كلمة قال فيها:"جميع المسؤولين في هذا البلد يسعون الى الخير العام لأنهم يرتبطون بالله الخالق. واليوم نتطلع بفرح الى المصالحات بين كل الطوائف والأديان وهذا دليل صحة". مفتي القدس وأكد مفتي القدس الشيخ محمد حسين حرص الفلسطينيين على"الشرعية اللبنانية وعلى الوحدة اللبنانية وعلى جمع كل الجهود فوق أرض لبنان الذي يستضيف أبناء الشعب الفلسطيني حتى يأتي اليوم الموعود لعودتهم الى القدس والى فلسطين". وشكر للبنان وكل الدول العربية"تعاطفهم ووقوفهم وعملهم جاهدين ليل نهار على جمع الصف الفلسطيني وتوحيد الموقف الفلسطيني الكلمة الفلسطينية وجمع كل فصائل الشعب الفلسطيني في إطار وحدة جامعة". الحريري وقال الحريري في كلمته إنه كان يتمنى"لو أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو الذي يتولى الترحيب بكم في افتتاح هذا الصرح الديني الكبير الذي أراده بيتاً خالصاً لله ومنبراً وطنياً للثقافة والتربية والحوار. ولكن الله شاء أمراً آخر". وأضاف الحريري:"لم يكن هدف الرئيس الشهيد من بناء جامع رسول الله محمد الأمين صلى الله عليه وسلم اضافة مسجد جديد الى مجموعة مساجد بيروت. ان بناء الجامع كان في نظره تتويجاً لعملية اعادة اعمار العاصمة التي أحبها والتي بادله أهلها حباً بحب ووفاء بوفاء. وكان يريد ان يحقق بإقامة هذا الصرح الحلم الذي راود اهل هذه المدينة الطيبة لأكثر من خمسين عاماً، تعاونوا خلالها مع المفتي الشهيد حسن خالد رحمه الله ثم مع المفتي الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني على جمع التبرعات لبناء هذا المسجد الكبير". وتابع الحريري:"الوفاء يحملني في هذه المناسبة على أن أتوجه بالتحية الى اصحاب الفضل الاوائل، الشيخ محمد ابو النصر اليافي والدكتور محمد خالد وإلى روح أول المتبرعين العرب لبناء هذا المسجد الرئيس المرحوم جمال عبدالناصر، وإلى كل مواطن لبناني تبرع بليرة لبنانية في سبيل قيام هذا الصرح، كما أتوجه بالشكر إلى جميع أهل الخير من العرب والمسلمين وأخص بالذكر منهم الأخ الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز". وذكر الحريري بأن الحرب الأهلية انطلقت من وسط بيروت و"من هنا قرر الرئيس الشهيد رفيق الحريري أن يخوض معركة تجديد الثقة بلبنان والدولة وأن يعيد الاعتبار لرسالة التلاقي بين المسلمين والمسيحيين... أراد الرئيس الشهيد استعادة بيروت عاصمة للعيش الواحد بين اللبنانيين وعاصمة للحوار الاسلامي - المسيحي الدائم وبوابة العرب الكبرى للتفاعل مع كل الحضارات والثقافات والأديان". وأضاف:"ها هي بيروت تنهض برسالتها التاريخية وتقدم للعالم نموذجاً حياً للحياة الواحدة بين المسيحية والاسلام، نرى في حمايته واجباً شرعياً ومسؤولية وطنية أودعنا إياها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وستبقى أمانة غالية عندنا إلى أبد الآبدين". وتابع الحريري:"بهذا المعنى نريد لهذا اليوم أن يمثل قوة الاعتدال في لبنان ورسالة الاعتدال من لبنان إلى كل العالم، وإننا سنبذل كل المستطاع في سبيل جمع الصفوف وفتح أي صفحة تعطي اللبنانيين فرصة التضامن حول الدولة وحول قوة الاعتدال هذه تحديداً لجعلها قوة لبلدنا وأمتنا وعروبتنا". وأشار الحريري إلى ما يتعرض له المسيحيون في العراق، قائلاً:"نتألم جميعاً للأنباء الواردة من الموصل عن جرائم القتل والتهجير التي يتعرض لها إخواننا العراقيون المسيحيون على يد أعداء استقرار العراق وأمنه ونهوضه"، معتبراً أن ذلك"لا يمكن فصله عما جرى ويجري في فلسطينالمحتلة، في عكا اليوم، وفي القدس في كل يوم". واعتبر أن"اليد الآثمة التي عاثت بأمن العراق وحاولت إشعال الفتنة السنية - الشيعية فيه، هي نفسها التي تمتد اليوم إلى مسيحيي العراق بهدف ضرب التنوع في هذا البلد الحبيب وشطب الدور الريادي للمسيحية المشرقية، إما بتهجيرها كما يجري في فلسطين، وإما بدفعها إلى منطق تحالف الأقليات الذي لا يحمي نفساً ولا يبني وطناً، والالتحاق بمشاريع لا تمت إلى هويتها العربية ولا إلى دورها الريادي بصلة، وهو الأمر الذي رفضه أخواننا في العراق كما رفضه من قبلهم أخواننا في فلسطينالمحتلة". ودعا الحريري باسم كل مسلمي لبنان إلى"العمل من دون كلل كي يعود إخواننا المسيحيون العراقيون أصحاب دور ورسالة، تماماً كما هم إخواننا المسيحيون في لبنان، جزء لا يتجزأ من الصيغة الوطنية، فاعلين في وطنهم وفي محيطهم، ليبقى لبنانوالعراق نموذجين حضاريين للعروبة الحقيقية والتفاعل بين الديانات السماوية في وجه صراع مزعوم للحضارات". وأضاف الحريري:"ربما كان الأمر الوحيد الذي لم يتصوره الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو ان لا يكون حاضراً لدى افتتاح الجامع، وان لا يتمكن من اداء الصلاة فيه ولو لمرة واحدة... فمع ارتفاع الآذان لكل صلاة سيذكر أبناء هذه المدينة الوفية بيروت، أن الرئيس الشهيد وفى بالعهد وحقق الحلم، وانه سيبقى حاضراً معهم في كل صلاة وفي كل دعاء وفي كل ابتهال الى الله بأن يتغمد فقيد الحق برحمته وأن يسكنه فسيح جناته. أما أولئك الظالمون المجرمون المفسدون في الأرض الذين ارتكبوا جريمة اغتياله ورفاقه الأبرار، فإن الله كفيل بهم. والمحكمة الدولية بانتظارهم. والله لا يظلم أحداً". وبعد انتهاء الاحتفال تلا المشاركون الفاتحة على ضريح الرئيس الحريري كما شاركوا في مأدبة غداء اقامها الحريري في قريطم.