واصلت دار الفتوى مع زوارها أمس، البحث في تداعيات استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، والتقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر موفداً من البطريرك الماروني بشارة الراعي، في حضور الأمين العام للجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار محمد السماك. وقال مطر: «أكدنا امام المفتي وحدتنا الوطنية، وسمعنا منه هذا الكلام الطيب، وشكرناه على هذه اللقاءات التي يقوم بها مع جميع اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة، ونحن متوافقون على كل شيء». وعما إذا نقل رسالة من الراعي أجاب: «طبعاً، غبطته اتصل بالمفتي أكثر من مرة، ولكنه طلب مني أن آتي أيضاً، إعراباً عن المحبة للمفتي الذي يعمل من أجل الوحدة والتماسك بين اللبنانيين». وعن إمكان لقاء البطريرك مع الرئيس الحريري، أجاب: «الموضوع أكيد مثار، وإن شاء الله خير». وعما إذا حمَّل رئيس الجمهورية البطريرك رسالة معينة إلى المملكة العربية السعودية؟ أجاب: «طلب له التوفيق، وهذا أمر ضروري وأساسي أن يكون تصرف جميع اللبنانيين وجميع القادة تصرفاً تشاورياً وتضامنياً». ونفى مطر وجود أي ضغط على البطريرك لعدم ذهابه إلى المملكة، وقال: «زيارة الرياض هي من أجل الحوار الإسلامي المسيحي، من أجل العيش المشترك، ونعرف أنَّ المملكة لها دور كبير في إحياء العيش المشترك والحوار، وجاءت الظروف إضافة، وربما قال البعض إن الظرف غير ملائم، ولكن البطريرك كان متأكداً أن هذا الظرف لا يؤثر في الزيارة». كما التقى المفتي دريان بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا اليازجي على رأس وفد من المطارنة، وقال اليازجي: «أكدنا سوية أن الوحدة الوطنية هي الضمانة لكي تمر هذه العاصفة التي تعصف بنا في لبنان. استقرار لبنان ووضعه من كل النواحي الأمنية والسياسية والاقتصادية والمعيشية، هو مطلب الجميع». ثم التقى مفتي الجمهورية وفداً من قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان وحركة «فتح» برئاسة فتحي أبو العردات الذي قال: «قدرنا للمفتي هذا الموقف الوطني العروبي الجامع الذي يتحلى بالحكمة والهدوء، ونقلنا إليه تحيات الرئيس أبو مازن محمود عباس، واستمعنا إلى توجيهاته المتعلقة بهذه الأزمة». اضاف: «أكدنا موقفنا الرسمي الثابت والراسخ في دعم السلم الأهلي والاستقرار في لبنان، وبأننا لا نتدخل في الشأن الداخلي اللبناني، وأعلنا انحيازنا للأمن والاستقرار والسلم الأهلي في هذا البلد، وبأن الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية وأينما وجدوا هم جزء من الأمن والاستقرار والسلم الأهلي، ويتعاونون مع الدولة اللبنانية على كل المستويات السياسية والعسكرية والأمنية. كما أكدنا دعمنا الكامل المواقف الرسمية اللبنانية المعبر عنها من خلال موقف رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي ومفتي الجمهورية والحكومة اللبنانية، ونحن في هذا الأمر جزء من الأمن اللبناني، وبالتالي ندعم هذه المواقف بكل قوة وبكل جدية». ومن زوار دار الفتوى كتلة نواب زحلة التي ضمت إيلي ماروني، جوزيف معلوف، شانت جانجنيان وعاصم عراجي، الذي أكد «أننا كلبنانيين سقفنا هو اتفاق الطائف، وهوالدستور، وهو الوحدة الوطنية، نحن بأمس الحاجة إلى أن نتكاتف جميعنا لعبور هذا القطوع الكبير الذي يعيشه البلد».