تبين ان قصة "جو السبّاك" الذي اتخذه الجمهوري جون ماكين خلال المناظرة الرئاسية الأخيرة، رمزاً للأميركي العادي الذي سيواجه متاعب في ظل برنامج خصمه الديموقراطي باراك اوباما الضريبي، مملوءة بالمغالطات. وأظهرت تحقيقات أجرتها الصحافة الأميركية ان جو فورزلباكر الذي استشهد به ماكين للتحذير من زيادة الضرائب التي تهدد على حد قوله صغار المقاولين، لا يملك حتى الحق في مزاولة مهنة السباكة، كما أفادت صحيفة"توليدو بلايد"الصادرة في اوهايو شمال حيث يعيش جو. وأوردت الصحيفة ان"جو السباك للا يملك الرخصة المطلوبة لهذا العمل ولم يتدرب يوماً على السباكة. وكان جو ظهر على شاشات التلفزيون الأحد، اذ بادر اوباما امام الكاميرات اثناء قيامه بجولة انتخابية في توليدو ولاية اوهايو واتهمه بوضع برنامج ضريبي"اشتراكي". وبعدما قدم"جو السباك"نفسه على انه مقاول صغير مستقل لا يعرف لمن سيصوت في الرابع من تشرين الثاني نوفمبر المقبل، أوردت الصحيفة انه في الواقع مسجل على اللوائح الانتخابية على انه جمهوري. وتبين ان"جو السباك"الذي حاول ماكين التلويح به للنيل من برنامج اوباما الضريبي، واجه في الماضي متاعب مع مصلحة الضرائب وهو بعيد جداً عن جني اكثر من 250 الف دولار في السنة، الحد الذي تبدأ عنده زيادة الضرائب بحسب برنامج أوباما. في غضون ذلك، لم يعد امام المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية سوى انتظار حدث خارجي يحول الأنظار عن المسائل الاقتصادية. وقال بول بيك استاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية اوهايو:"باستثناء الأمل في حصول حدث خارجي مثل ضربة للولايات المتحدة يطغى على المسائل الاقتصادية ليصبح الهم الرئيسي في بال الناخبين، فان الخيار الوحيد أمامه اوباما هو مواصلة حملته الانتخابية بأقصى ما يمكنه من النشاط في"ولايات بوش"التي تعتبر الآن أساسية"، في إشارة الى الولايات التي فاز فيها الرئيس جورج بوش سابقاً. وأضاف الخبير"عليه الفوز بها كلها، ما يبدو لي تحدياً هائلاً". وقال سام بوبكين استاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا:"يبدو ان ماكين ليست لديه افكار جديدة، وسيكون في حاجة بالتالي الى تغيير خارجي، سواء ان تقطع منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك امدادات النفط او ان تنفجر المنطقة الخضراء في بغداد او ان يهاجم الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز قناة بنما، او امر ما يجعل خطته الاقتصادية تبدو افضل بكثير". ولفت داريل وست من مركز"بروكينغز"للأبحاث الى ان ماكين يحظى بتمويل اقل من اوباما ما يعيق حملته اذ يرغمه على تركيزها في عدد ضئيل من الولايات. كما ان الأوضاع الاقتصادية لا تزال تتصدر أحداث العالم بأسره، ما يحد من آمال ماكين. وقال داريل وست ان من اجل ان"يفوز ماكين، يجب ان تعود السياسة الخارجية الى مقدم الساحة. وكلما طغت المسائل الاقتصادية كان اوباما اكثر ارتياحاًَ".