توعد رئيس الأركان التركي الجنرال الكر باشبوغ وسائل الاعلام التي طالبت بمحاسبة الجيش لفشله في التصدي لهجمات حزب"العمال الكردستاني"الاخيرة، ووقوع عدد كبير من القتلى في صفوفه، وقال بلهجة عصبية ان"الجهة التي حاولت تصوير هجمات الكردستاني ناجحة ستكون مسؤولة عن الدم الذي اريق في تلك العمليات والدماء التي ستراق بعد ذلك". وأكد ان الجيش"واثق من قوته وقدراته وألحق خسائر كبيرة في صفوف حزب العمال الكردستاني والعملية الاخيرة على مخفر اك توتون على الحدود العراقية - التركية كانت انتحارية وباءت بالفشل ولم تحقق اهدافها على رغم سقوط 17 جنديا". وكان الجنرال باشبوغ يشير الى صحيفة"طرف"التي نشرت الاثنين صورا ومعلومات تؤكد أن الجيش كان على علم مسبق بهجوم حزب الكردستاني، وفشل في التصدي له ، وأن قيادة الاركان كانت تتابع بشكل حي عبر الاقمار الاصطناعية الاشتباك الذي وقع من دون ان تنجح في انقاذ الموقف وصد الهجوم. ونشرت الصحيفة بعضاً من صور الاقمار الاصطناعية للهجوم ، وتقارير سرية وصلت الى قيادة الجيش تتحدث عن الهجوم المرتقب بتفاصيل بالغة الدقه شملت حتى اسم قائد المجموعة الكردية. إنها سابقة ان يخص قائد اركان الجيش التركي وسيلة اعلام محددة بالوعيد والتهديد، لكن استمرار عمليات تسريب الوثائق السرية العسكرية التي تحرج الجيش الى صحيفة"طرف"بشكل مستمر كان وراء ذلك. علما أن الصحيفة كانت دأبت منذ عام تقريبا على نشر وثائق سرية للجيش، ما احرج قيادة الاركان واعطى انطباعا بأنها مخترقة بشكل كبير. الى ذلك، كان الاعلام التركي اجرى مقارنة بين اداء الجيش الذي يعتبر نفسه شريكا في تأسيس الجمهورية وحاميا لنظامها العلماني ومدافعا عن مسيرة الحداثة فيها، وبين الشرطة والامن المعتبرين متعاطفين مع جماعات دينية اسلامية. اذ اشادت بعض وسائل الاعلام بكفاءة الامن الذي القى القبض على انتحارية كردية في اسطنبول قبل ايام. من جهة أخرى، رفض رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان اعطاء الجيش صلاحيات واسعة لفرض حال الطوارئ في محافظات الجنوب الشرقي ذات الغالبية الكردية، واكتفى بتشكيل وحدة متابعة وتنسيق لمكافحة الارهاب تحت مظلة وزارة الداخلية، يشارك فيها الجيش، ورفض طلبا بأن تكون هذه الوحدة تابعة لقيادة الاركان. في المقابل عبر مراد اوزشيليك، مسؤول ملف العراق في الخارجية التركية عن امتنانه للقاء رئيس اقليم كردستان في بغداد، واكد ان اللقاء كان ايجابياً للغاية وانه يتمنى ان يكون بداية لصفحة جديدة بين تركيا وأكراد العراق .