أنهى رئيس الأركان التركي الجنرال إلكر باشبوغ سنتين في قيادة الجيش، مسلماً منصبه إلى خلفه الجنرال إشق كوشانر القائد السابق للقوات البرية. ويُعرف عن كوشانر هدوءه وحزمه، لكن من غير المتوقع أن يدخل في سجال مع حكومة رجب طيب أردوغان ذات الجذور الإسلامية، نظراً الى تعاظم التحديات التي تنتظره في قيادة الجيش، وأهمها محاكمة جنرالات متقاعدين وآخرين لا يزالون في مناصبهم، اضافة الى التصدي لهجمات «حزب العمال الكردستاني»، والعمل على تحديث الجيش ونظام الخدمة العسكرية الإجبارية، خصوصاً أن الجيش التركي يعاني الآن مشاكل بيروقراطية كثيرة تضعف أداءه وتثقل حركته، على رغم كونه عضواً في حلف شمال الأطلسي. وكان كوشانر أكد، مثل سلفه، على ضرورة تنقية الجيش من كلّ الخارجين عن القانون، والتصدي بحزم ل «الكردستاني»، مع إفساح المجال للسياسة من أجل دعم هذه الجهود. لكن مراقبين كثراً يعتقدون أن الجيش أصبح خارج المعادلات السياسية المتعلقة بملف العلمانية والقضية الكردية، إذ بقيت الآمال معقودة سابقاً على الرئيس السابق للأركان الجنرال يشار بيوك أنيت الذي هدد بتدخل عسكري عشية ترشيح عبد الله غل لرئاسة الجمهورية، على اعتبار أن تبوء إسلامي سابق لهذا المنصب سيهدد العلمانية في تركيا. لكن غل أصبح رئيساً بعد انتخابات مبكرة زادت من شعبية الحكومة. وكان باشبوغ سخر أكثر من مرة من ادعاءات بوجود انقلابيين في الجيش، لكنه اضطر في نهاية الأمر الى السماح بمحاكمتهم، كما هدد «حزب العمال الكردستاني» في بداية عهده، لكن الجيش التركي تلقى ضربات موجعة عدة خلال توليه رئاسة الأركان، لدرجة الحديث عن وجود جواسيس ذي رتب عالية داخل الجيش، يعملون لمصلحة «الكردستاني».