حمل الإعلان عن دخول الاقتصاد الأميركي مرحلة كساد، أسواق المال العالمية، إلى تغيير مسارها الإيجابي مطلع الأسبوع، لتتقهقر أمام عوامل لا يمكن لبرامج الإنقاذ وضخ الأموال في المصارف وتأمين السيولة، وشراء سندات سلبية"مسمومة"، أن تنهض بها سريعاً وتكسبها أرباحاً في أسهم شركات تتوقع بياناتها المالية الفصلية تعديلاتٍ في مكاسبها ربما تحوّلت إلى خسائر. وباستثناء أسواق آسيوية قليلة، تراجعت الأسهم في بورصات العالم. وبعد خسائر تكبدتها"وول ستريت"وتراجع مؤشرها"داو جونز"، تراجعت أمس الأسهم الأوروبية في أوائل تعاملات مع تجدد المخاوف من الكساد بعد المكاسب القوية التي شهدتها الأسواق في الجلستين السابقتين، بفضل إجراءات منسقة بين الحكومات لإنعاش القطاع المصرفي المتعثر. وتراجع المؤشر 1.4 في المئة إلى 952.72 نقطة. وكانت خسائر أسهم المصارف أكبر بحيث هبط سهم"ستاندرد تشارترد"3.5 في المئة وتراجع سهم"سوسيتيه جنرال"1.9 في المئة، بينما انخفض سهم"اتش اس بي سي"2.7 في المئة وسهم"بي ان بي باريبا"اثنين في المئة. وقال كبير مديري المبيعات في"أو دي ال"للسمسرة اندرو ترنبول:"بعد المكاسب الهائلة التي تحققت في مطلع الأسبوع يبدو أن المستثمرين صحوا على حقيقة أن الكساد حل بالفعل". وعادت المخاوف من الكساد إلى بؤرة اهتمام الأسواق بعد أن ساعدت تريليونات الدولارات التي جرى التعهد بها لإنقاذ المصارف في أوروبا وآسيا، في تبديد المخاوف من انهيار مالي وشيك. البورصات الآسيوية وتراجعت البورصات الآسيوية في تعاملات أمس، وسجلت انخفاضات متباينة بعد يوم من المكاسب القياسية، متأثّرةً بتراجع بورصة نيويورك الثلثاء الماضي، نتيجة خوف من دخول الاقتصاد العالمي مرحلة كساد، وتراجع أرباح الشركات. لكن مؤشر الأسهم اليابانية القياسي"نيكاي"حوّل مساره وأغلق مرتفعاً 1.1 في المئة مع انحسار حال الذعر من الأزمة المالية. وصعد المؤشر القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى 99.9 نقطة ليغلق على 9547.47 نقطة. وكان كسب أكثر من 14 في المئة الثلثاء محققاً أكبر أرباح في يوم واحد طوال تاريخه الذي يعود إلى 58 عاماً. وهبط"توبكس"الأوسع نطاقاً 0.08 في المئة إلى 955.51 نقطة. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة"شينخوا"أن مؤشر شنغهاي المركب أغلق عند 1990.61 نقطة، منخفضاً 1.32 في المئة توازي 26.72 نقطة. أما"شنتشن"المركب للبورصة الأصغر فأنهى تعاملاته بانخفاض 0.91 في المئة. وأغلقت بورصة هونغ كونغ على انخفاض 5 في المئة. وأنهى المؤشر"أول أوردينريز" في أستراليا، تعاملاته على انخفاض واحد في المئة، وتراجع"هانغ سنغ"في هونغ كونغ 3.4 في المئة، وفقد"تايوان وايتد"أقل من واحد في المئة. وتكرر الوضع ذاته في سيولكوريا الجنوبية، ففقد المؤشر"كوسبي"2 في المئة، وتراجع مؤشر"سترايتس تايمز"في سنغافورة 3 في المئة، وكان المؤشر الهندي في مومباي، الخاسر الأكبر بنسبة 4 في المئة.