سجلت أسواق المال أمس موجة ارتدادية، متجاوبةً مع خطة التنسيق الدولية لخفض أسعار الفائدة الرئيسة نصف نقطة، وتدخل الحكومات لإنقاذ المصارف الكبرى من الإفلاس والانهيار، سواء بتأميمٍ جزئي لها كما في بريطانيا، أو بتوفير رؤوس أموال كما في أوروبا، أو بضمان ودائع وضخ سيولةٍ في أسواق المال، ما أنعش الأسهم الأوروبية، وانتشل الآسيوية من خسائرها المتراكمة. ففي أوائل تعاملات أمس غطت الأسهم الأوروبية خسائر حادة منيت بها في جلساتٍ سابقة، بعد أن ساهمت جهود الحكومات والمصارف المركزية، لاستعادة الاستقرار في أسواق الائتمان، في تهدئة روع المستثمرين القلقين. وقفز سهم"ديكسيا"20 في المئة بعد أن أعلنت فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ أنها وافقت على ضمانات حكومية لمساعي المجموعة المالية المتعثرة لاقتراض أموال. وارتفع المؤشر"يوروفرست 300" لأسهم المصارف الأوروبية الكبرى اثنين في المئة إلى 960.16 نقطة. وكانت أسهم المصارف أكبر الرابحين صباحاً، بحيث ارتفعت أسهم كل من"رويال بنك اوف سكوتلند"وپ"البنك الإنكليزي الايرلندي"17 في المئة، وصعد سهم"يو بي اس"خمسة في المئة. ولعل ابلغ مؤشر على التقلبات الحادة التي تشهدها الأسواق، ما حصل في العاصمة الروسية حيث قفزت بورصتا موسكو"ار تي اس"و"ميسكس"بنحو في المئة12 للأولى و 15في المئة، وأصبحتا على وشك تعويض خسائرهما. وعلق التداول لساعة واحدة في بورصة"ميسكس"بسبب ارتفاع الاسعار بنسبة زادت عن 10 في المئة . استقرار البورصات الآسيوية الى ذلك، استقرت أسواق المال الآسيوية في الدول المطلة على المحيط الهادئ أمس، وعوّض بعضها خسائر مني بها خلال الأسبوع، بعد أن شهدت أسواق المال العالمية حالة هبوط شديدة بلا استثناء تقريباً، ما أثار مخاوف من حدوث أزمة مالية عالمية. ففي اليابان، أغلق المؤشر"نيكاي"القياسي للأسهم اليابانية منخفضاً 0.5 في المئة أمس، مسجلاً أدنى مستوى إغلاق منذ أكثر من خمس سنوات بعد يوم من التعاملات المتقلبة، تنازعت فيها المتعاملين آمال بإجراءات سياسية جديدة لاحتواء الأزمة المالية ومشاعر القلق في شأن الاقتصاد العالمي. وارتفع"نيكاي"خلال جلسات التداول، بعد أن أفادت صحيفة"نيويورك تايمز"أن الخزانة الأميركية تدرس شراء حصص في مصارف محلية لمواجهة المخاوف السائدة بين المصارف من تقديم قروض لبعضها وللزبائن. لكن المؤشر عاد وفقد مكاسبه في تعاملات لاحقة، وخسر 45.83 نقطة ليغلق على 9157.49 نقطة بعد يوم من نزوله 9.4 في المئة. وأغلق"توبكس"الأوسع نطاقاً على 905.11 نقطة مرتفعاً 0.7 في المئة. وصعد خلال التعاملات أكثر من ثلاثة في المئة. وفي سيول، ارتفع المؤشر"كوسبي"الكوري الجنوبي 1.9 في المئة، وفي هونغ كونغ، انتعش"هانغ سينغ"وكسب 2.7 في المئة، بعد هبوط تاريخي بلغ نحو 8 في المئة الأربعاء الماضي. وافتتحت بورصة سنغافورة تداولاتها على ارتفاع بلغ 0.97 لكن الحذر استمر. وارتفع المؤشر"سترايتس تايمز"19 الى 2053.28 نقطة في التبادلات الأولى. غير أن بورصة سيدنيأستراليا لم تتجاوب مع أجواء الانفراج الإيجابي، فتراجعت 2.2 في المئة، منتصف جلسة أمس, وخسر مؤشرها"اس اند بي/أي اس اكس"98.7 نقطة إلى 4289.4 نقطة.