أبدت قيادات جمهورية قلقها حول حظوظ مرشحها جون ماكين في الانتخابات الرئاسية بعد ثلاثة أسابيع مع استمرار انزلاقه الحاد في استطلاعات الرأي في ولايات لم يخسرها الحزب منذ السبعينات، وعلى وقع أجواء شجبت اللهجة العنصرية التي تطبع السباق واستعدادات من الكونغرس الديموقراطي لتحضير رزمة قوانين تساعد أوباما في الحكم في حال فوزه في الانتخابات. ونقلت صحيفة"نيويورك تايمز"أمس عن قيادات جمهورية تخوفها من خسارة مدوية للحزب للبيت الأبيض والكونغرس، وألقت فيها اللوم على حملة ماكين وتلؤكها في الأسابيع الأخيرة. واعتبرت شخصيات في الحزب من ولاية ميتشيغن حيث تراجع ماكين في آخر الاستطلاع بواقع 17 نقطة، أن المرشح"فقد التواصل"مع الناخب فيما أشارت قيادات أخرى من ولايات حاسمة الى أن على ماكين"الثبات على خط هجومي واضح"بدل خلط كل أدوات الهجوم واستحضار نقاط"تبعد المعتدلين"عن الحزب مثل زعمه ومرشحته لنائب الرئيس سارة بايلن أن أوباما أطلق حملته من دارة"الإرهابي"ويليام آيرز، وهو الزعيم اليساري المتطرف سابقاً والأستاذ الجامعي حالياً في شيكاغو. وتخوفت هذه القيادات من خسارة البيت الأبيض وبنسب قد تعادل خسارة بوب دول أمام بيل كلينتون في 1996 379 مقابل 159 هيئة انتخابية، وقد يضاف الى ذلك خسارة ماكين ولايات جنوبية مثل ميسوري ونورث كارولينا وجيورجيا وهي لم تصوت للديموقراطيين منذ فوز جيمي كارتر عام 1976. وحذر البعض من ضرر تلحقه حملة ماكين بأعضاء الكونغرس الذين سيعاد انتخابهم بسبب النمط السلبي للحملة. وتخوض السناتور أليزابيت دول معركة محتدمة في نورث كارولينا على المقعد الذي شغلته منذ 2002. واعتبر المناضل الحقوقي المخضرم في أوساط الأقلية الأفريقية الأميركية جون لويس أن ماكين وبايلن"يزرعان الحقد والانقسام"و"يلعبان بالنار وإذا لم يحذرا فهذه النار ستلتهمنا". وأتت تصريحات لويس في بيان نشر على الانترنت لتحذر من استحضار الورقة العنصرية في الحملة، والتي طبعتها بحسب المعلق فرانك ريتش في"نيوويرك تايمز"خطابات بايلن أخيراً، واعتبارها أن أوباما"يعاشر الإرهابيين"وهو رجل"لا ينظر لأميركا كما ننظر نحن إليها"وهي كلها معان تستحضر في الحديث عن الانقسامات العرقية الأميركية ونظرة البعض في اليمين الى الأفارقة الأميركيين. وفي الوقت ذاته اعتبر الزعيم الكوبي فيدل كاسترو أنها"من باب المعجزة"أن أوباما لم يتم"اغتياله"وتطرق الى العنصرية"المتجذرة"في المجتمع الأميركي. إلا أن الأزمة الاقتصادية بدت اللاعب الأكبر في الحملة وفي ظل تقدم أوباما وبمعدل 7.7 نقاط مئوية في الاستطلاعات. وحضرت القيادة التشريعية في الكونغرس وزعيمة مجلس النواب نانسي بيلوسي خططاً اقتصادية ومسودات قوانين تساعد الطبقة الوسطى لطرحها للتصويت في حال فوز أوباما ولإعطائه زخماً شعبياً وفي ضوء استعداداتهم لاحتمال الفوز الرئاسي الأول منذ 1996.