هي المرحلة الثانية في تجربة"الفرسان الأربعة"، حيث يكتب ويلحن لهم راعيهم الفني غدي الرحباني عدداً من الأغاني العاطفية... الانتقادية أيضاً. في المرحلة الأولى قدموا أغاني انتقادية سياسية متفرقة بدأت ب"شرشحتو البلد"في فترة الانتخابات النيابية اللبنانية عام 2005. واستمرت في باقة غنائية حافظت على نسيج من النقد لأحوال الوطن والمواطن في فترة الأحداث الأمنية في أيار مايو الماضي، ثم في فترة"اتفاق الدوحة"مع أغنية"الزعما فلّوا من لبنان"التي مثلت النداء المشترك بين غالبية وسائل الإعلام اللبنانية، تعبيراً عن الاعتراض والرفض لتخلي الزعماء اللبنانيين عن دورهم المفترض في إيجاد حلول للواقع اللبناني المأزوم سياسياً وشعبياً واجتماعياً واقتصادياً... والبقية تأتي! انها نصيحة وُجّهت الى غدي الرحباني في"الحياة"كما قال لتلفزيون لبنان، بأن ينطلق مع فرسانه الأربعة في اتجاه الأغاني العاطفية نظراً للقدرات الصوتية الكبيرة التي يملكها هذا الفريق الفني - الرحباني الذي شارك في غالبية الأعمال المسرحية الاستعراضية الرحبانية منذ أكثر من عقدين. تلقف غدي الرحباني النصيحة وباشر العمل على مجموعة من الأغاني المختلفة المضامين، وأنجزها، وسجّلها، وباتت جاهزة ليسمعها الجمهور اللبناني والعربي، وهي قاب قوسين من الصدور في ألبوم يجمع 14 أغنية دفعة واحدة. وخلال أيام قليلة سيصور فيديو كليب لإحدى الأغاني يترافق عرضه مع وضع الألبوم في التداول... ماذا في الأغاني الجديدة؟ وكم تختلف عن الأغاني العاطفية المعروفة؟ وكيف يوفق غدي الرحباني بين عناصر فرسانه الأربعة؟ يقول غدي ان الأغاني الجديدة تطل على مواضيع جديدة نسبياً على الأغاني العاطفية المعروفة، بحيث اختار لها أفكاراً مفاجئة من حيث مستواها الاجتماعي والعاطفي. انه قبل كل شيء يسعى الى إبراز قدرات فرسانه على التلوين في الغناء ومواضيعه، ويريد أن تكون الإطلالة العاطفية الجديدة محمولةً على نصوص مشغولة بعناية، وعلى ألحان تنتمي الى المدرسة اللبنانية في التلحين بعدما تشوّهت أو كادت تتشوه هذه المدرسة ب"فضل"ملحنين مزجوا أو خلطوا أو"ركّبوا"ألحاناً هجينة. غدي الرحباني المشبع بالتراث والفولكلور لا يزال يعتمد أسلوباً لحنياً أكثر ارتباطاً بالهوية الفنية المحلية الأكثر قدرة على الاستجابة لمزاج المجمهور، بل النابعة أصلاً من هذا المزاج... ويتوقع أن يستقبل الجمهور التجربة الجديدة للفرسان الأربعة في الآداء العاطفي بالإعجاب... ان لجهة المضمون أو لجهة الأسلوب اللحني أو لجهة النموذج الأدائي... أما كيف يوفق غدي الرحباني بين عناصر مجموعته الغنائية فالمسألة لا تحتاج لطول شرح كما يقول، فبعض الأغاني مشترك بينهم وبعضها الآخر إفرادي، بمعنى ان كل مغنٍ له أغنية خاصة. وهناك موّال، وزّعه الرحباني على الأربعة توزيعاً عادلاً، ليس فقط في أبياته الأربعة بل حتى في آهاته أيضاً... أما الفرسان الأربعة كأفراد فيعيشون حالة من العمل المتواصل، إذ ان الحفلات التي يُطلَبُون اليها في المناطق اللبنانية كثيرة، ويركزون في رصدهم لدرجة التجاوب الجماهيري على إقامة نوع من العلاقة المتميزة إن في أدائهم الأغاني المعروف بأنها لهم، أو حتى في أداء الأغاني المعروف بأنها لغيرهم من الفنانين الكبار، فيجد الجمهور متعة الاستماع الى فرسانه وفي الوقت نفسه متعة الاستماع الى بعض الأغاني الخالدة في الذاكرة... بأصوات قديرة. ماذا سيستطيع الفرسان الأربعة ومعهم غدي الرحباني أن يفعلوا بالفروسية الفنية في زمن"الفلوسية"الفنية؟ سؤال يجيبون عنه بأنهم في قلب التحدّي، وسيربحون المعركة.