تستضيف واشنطن اليوم المسؤولين الماليين الأرفع رتباً في دول "مجموعة السبع"، في اجتماع مهم مجهول النتائج في خضم الأزمة التي تعصف بأسواق المال العالمية. ويحظى الاجتماع باهتمام شديد مع استمرار الخسائر في بورصات العالم حتى بعد خفض أسعار الفائدة الذي أعلنته سبعة بنوك مركزية أول من أمس. وأمس خفضت كوريا الجنوبية وتايوان ودول أخرى أسعار الفائدة في محاولة لتخفيف حدة الأزمة المالية. ويلتقي وزراء الاقتصاد والمال وحكام البنوك المركزية في"مجموعة السبع"ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان كما جرت العادة في مثل هذه المناسبات، في قاعة الاحتفالات الكبرى في وزارة الخزانة الأميركية. وأعلن مضيف الاجتماع وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون ان هدف اللقاء هو"مناقشة الطرق المنتهجة من كل طرف لمواجهة هذه الأزمة ووسائل تعزيز جهودنا الجماعية". ويفترض ان تنضم روسيا إلى المجموعة خلال مأدبة العشاء الختامية التي سيشارك فيها أيضاً عدد من الخبراء للاطلاع على الدروس المستخلصة من اليابان والسويد، اللتين تغلبتا في الماضي على أزمتين مصرفيتين خطيرتين. وسيصعب على"مجموعة السبع"التحدث بصوت واحد كما لمّح بولسون إذ قال:"عندما ننظر إلى دول المجموعة نرى دولاً شديدة الاختلاف وأنظمة مالية حاجاتها وسياساتها مختلفة". والدليل على ذلك الاختلافات بين الأعضاء الأربعة الأوروبيين في"مجموعة السبع"حول العمل لمساعدة النظام المصرفي. وحذر بولسون من احتمال تعرض مزيد من المصارف لخطر الانهيار على رغم خطة إنقاذ القطاع المالي التي أعلنت عنها الحكومة الأميركية. ودعا إلى الإسراع في تنفيذ الخطة، إلا أنه لمح إلى ان الأزمة المالية لن تنتهي قريباً. وبعد إعلان خطة الإنقاذ التي اقترحها بنفسه ودخلت حيز التنفيذ الجمعة الماضي، وافقت دول"مجموعة السبع"على الإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها واشنطن لدعم الاقتصاد، لكنها رفضت مواكبة بولسون الذي دعاها الى ان تحذو حذوه ومساعدة مصارفها. وحض رئيس وزراء اليابان تارو آسو، وبلده هو الوحيد في"مجموعة السبع"الذي لم يخفض مصرفه المركزي معدل الفائدة أول من أمس على رغم موافقته على مبادرة المصارف، المشاركين على توجيه"رسالة قوية"في وجه الأزمة لكنه اعترف ضمناً بأن القمة قد تفشل في هذه النقطة. ورجّح المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية يواكين ألمونيا ان يدخل الاقتصاد الأميركي حالاً من الانكماش. وأشار في مؤتمر اقتصادي في مدريد إلى ان أخطار حصول انكماش في اكبر اقتصاد في العالم قائمة. إلى ذلك، أعلن المصرف المركزي الياباني أنه ضخ أربعة آلاف بليون ين 30 بليون يورو في القطاع المصرفي ما يشكل اكبر تدخل عاجل له في السوق منذ بدء عمليات الضخ هذه في 16 أيلول سبتمبر. وقال وزير المال الياباني شويتشي ناكاغاوا إنه يرحب بشدة بالخفوضات المنسقة لأسعار الفائدة التي أجرتها بنوك مركزية حول العالم على رغم أنه يحترم قرار بنك اليابان المركزي عدم الانضمام إليها.