تبادل اثنان من المرشحين الرئيسين لانتخابات الحزب الجمهوري لممثله في الاقتراع الرئاسي المقبل في الولاياتالمتحدة مايك هاكابي وميت رومني، انتقادات حادة في مناظرة خصصت للسياسة الخارجية، في وقت فاز رومني في المجامع الانتخابية في ولاية وايومينغ غرب، بعد هزيمته الخميس في المرحلة الأولى من الحملة الانتخابية في آيوا وسط، وقبيل الانتخابات التمهيدية المقررة غداً في نيوهامشير شمال شرق. تزامنت مناظرة الجمهوريين مع أخرى للديموقراطيين في مانشستر. واضطر هاكابي، الحاكم السابق لولاية اركنساو الذي ارتكب هفوات في مجال السياسة الخارجية، للدفاع عن رأيه، بعدما اكد ان ادارة الرئيس جورج بوش"وقحة". وقال خلال المناظرة التي أجريت في مدينة مانشستر في نيوهامشير:"أعطينا العالم في بعض الأحيان انطباعاً بأننا سنتجاهل ما يفكر ويشعر به الآخرون"، مؤكداُ انه"ليس مرشحاً من اجل ولاية رئاسية ثالثة لجورج بوش، بل أريد أن أكون رئيساً للولايات المتحدة بحسب قناعاتي". ووجه هاكابي انتقادات قاسية لوزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد، معتبراً أنه أرسل عدداً قليلاً جداً من الجنود الى العراق. وقال:"لا يمكن السماح للسياسيين بالتدخل في قرارات القادة الميدانيين، والدماء تغطي أحذيتهم، وصدورهم مزينة بالأوسمة". واتهم هاكابي، رومني بالدفاع عن فكرة وضع برنامج زمني للانسحاب من العراق. لكن رومني، قال:"لست مؤيداً، ولم اكن يوماً مؤيداً، لجدول زمني للانسحاب ... ومن الأفضل أن تتحدث عن مواقفك، وما تؤمن به وأتحدث بدوري عن مواقفي". واتهم حاكم ماساتشوستس السابق هاكابي بتشويه مواقفه. وقال:"من الحكمة ان نتحدث عن سياساتنا لا أن نشن هجمات شخصية". اما السناتور جون ماكين، الذي يتمتع بنفوذ كبير ويتمتع بفرص كبيرة للفوز في نيوهامشير، فذكّر بأنه كان من أشد منتقدي رامسفيلد. واكد انه دعا باستمرار الى زيادة عدد الجنود الاميركيين في العراق، مشيراً الى الاستراتيجية الجديدة التي اتبعتها أميركا العام الماضي، بعد رحيل رامسفيلد. وقال ماكين:"كنت الوحيد الذي لم يوافق على ما يجرى حينذاك، وكنت الوحيد الذي يدعو الى اتباع استراتيجية جديدة". وأضاف:"إننا نحقق نجاحاً في الوقت الحالي في العراق... وكما ننتقد الرئيس على استراتيجية فاشلة، علينا أن نكون ممتنين له لتغيير هذه الاستراتيجية". وأكد ماكين:"انني قادر على القيادة، وشاركت في هذه القضايا وأعرف كيف يمكن حلها". في المقابل، اكد المرشحون الجمهوريون تأييدهم السياسة الامنية التي يتبعها بوش لحماية الولاياتالمتحدة منذ اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001. وقال عمدة نيويورك السابق رودولف جولياني ان"القرار الأكبر في ولايته الرئاسية كان قراراً جيداً، وهو القرار الذي اتخذه في 20 ايلول سبتمبر 2001 عندما انتقل الى الهجوم على الإرهاب الاسلامي". أما ماكين، فقال"بعد 11 ايلول سبتمبر تماماً، كان الخبراء يقولون إن اعتداء آخر سيستهدف أميركا، لكن هذا الاعتداء لم يقع". وأضاف:"أعتقد بأن هذا يشكل نقطة في مصلحته". أما هاكابي، فاتهم بوش بأنه يتصرف بعقلية"أصحاب الملاجئ المحصنة"، بينما رفض رومني هذا الوصف معتبراً ان"الرئيس تحرك من أجل الحفاظ على أمن اميركا، وعلينا ان نكون ممتنين له، لأنه جعل البلاد في امان في السنوات الست الاخيرة". وأكد ماكين الموقف نفسه، معبراً عن شكره للرئيس بوش لأنه تمكن من حماية البلاد، بعد اعتداءات 11 أيلول. وهاجم المرشحون الجمهوريون بشدة المرشح الديموقراطي باراك أوباما، الذي فاز في المجامع الانتخابية في آيوا. وقال ماكين إن أوباما"لا يملك الخبرة والتجربة في الأمن القومي ليقود البلاد"، بينما رأى جولياني ان أوباما"لم يتول يوما قيادة مدينة أو ولاية أو مجتمع". لكن رومني اشاد بنزعة أوباما الى التغيير، مهاجماً بذلك ضمناً ماكين 71 سنة السيناتور منذ 21 سنة. كما اشاد هاكابي برسالة التفاؤل التي عبر عنها أوباما، محذراً خصومه من شن حملة تقتصر على الجوانب السلبية ضده. وقال:"علينا التزام الحذر. فإذا لم نقدم للاميركيين ما نؤيده، ونكتفي بتقديم ما نعارضه، سنخسر"، مشيراً الى ان اوباما"اثار حماس عدد كبير من الناخبين". وفي الجانب الديموقراطي، انتقلت كلينتون الى الهجوم في محاولة لوقف تصاعد شعبية أوباما. وقالت كلينتون ساخرة خلال مناظرة حاسمة ان أوباما"يمكنه اجراء مناظرة جيدة مع نفسه". ورد أوباما بحزم على هجوم كلينتون الذي يكشف عزمها على تحقيق تقدم بأي ثمن، فدعاها الى عدم"تشويه"حصيلة عمله. كما استدعى هجومها رداً شديد اللهجة من ثالث المتنافسين الديموقراطيين جون ادواردز الذي رأى انها تمثل"الوضع القائم"وتعارض اي تغيير. وقالت كلينتون بغضب"اريد التغيير وحققت التغيير"، متبنية الاصلاحات التي اجرتها ادارة زوجها بيل كلينتون في التسعينات ومؤكدة ان مجرد وصول امرأة الى البيت الابيض سيشكل تغييراً كبيراً. وايومينغ وبعد فوزه في وايومينغ، قال رومني في بيان إن"هذه النتائج تدل على أن الأميركيين يريدون التغيير ورسالتنا التي تهدف الى تعزيز موقع اميركا، بتعزيز اقتصادنا وعسكريينا وعائلاتنا تلقى أصداء لدى الناخبين". يأتي فوز الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس، بعد هزيمة ساحقة له في آيوا، حيث استهلك كثيراً من الوقت والمال، وانتهى في المرتبة الثانية بعدما تقدم عليه مايك هاكابي. ولا تأثير كبيراً عادة في مجامع وايومينغ على نتائج الحملة الانتخابية. وأعلن الحزب الجمهوري في الولاية، إن رومني الذي ينتمي الى طائفة المورمون، حصل على ثمانية مندوبين من أصل 12، سيساهمون في اختيار المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية، التي ستجرى في تشرين الثاني نوفمبر المقبل في الولاياتالمتحدة. أما السيناتور السابق، فريد تومسون، فقد حصل على ثلاثة مندوبين، بينما سيصوت مندوب واحد لدانكان هانتر نائب عن كاليفورنيا. ولم يول مرشحو الحزب الجمهوري أهمية كبيرة للمجامع الانتخابية في وايومينغ، وفضلوا التركيز على معركتين أكثر اهمية في آيوا ونيوهامشير. وفي استطلاعات الرأي التي تسبق التصويت في نيوهامشير، لا يزال السناتور جون ماكين متقدماً على رومني في هذه الولاية، بين 6 و14 نقطة. استطلاع في المقابل، خسرت الأميركية الاولى السابقة الديموقراطية هيلاري كلينتون تقدمها على منافسها باراك أوباما، الذي فاز في الانتخاب الأول للحملة الرئاسية، كما افادت ثلاثة استطلاعات للرأي أجريت على اثر هزيمتها في آيوا وسط. وحصل كل من كلينتون وأوباما على 33 في المئة من نيات التصويت، في الاستطلاع الذي اجرته شبكة"سي أن أن"وإذاعة"دبليو أم يو آر"المحلية، في نهاية المجامع الانتخابية في آيوا التي فاز بها أوباما. وفي استطلاع لمؤسسة"أميركان ريسرش غروب"، تراجعت كلينتون 12 نقطة 26 في مقابل 38 في المئة، فيما منح استطلاع ثالث أجري لحساب صحيفة"كونكورد مونيتور"المحلية، أوباما تقدماً لا يعتد به 34 في مقابل 33 في المئة.