يبدي المستوطنون استياءهم من زيارة الرئيس جورج بوش لاسرائيل، خصوصا في ضوء توجيهات رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بضبط حركة الاستيطان قبل وصول بوش الى القدس. وقال بيان صادر عن المستوطنين ان حكومة"تأتمر بأوامر"الرئيس الاميركي"لا لزوم لها". وكان اولمرت اعطى توجيهات الى كل الوزارات بعدم اطلاق اي مشروع استيطاني في الضفة الغربية من دون موافقته المسبقة. واصر بوش لدى السلطات الاسرائيلية على ضرورة تفكيك المستوطنات العشوائية المقامة في الضفة، وذلك في مقابلة معه نشرتها الجمعة صحيفة"يديعوت احرونوت"الاسرائيلية. وقال بوش:"اكدت لنا الحكومة الاسرائيلية انها ستزيل المستوطنات العشوائية، ونتوقع منها احترام هذه الالتزامات". ومن المنتظر ان يقوم بوش بزيارة لاسرائيل والضفة الغربية الاسبوع المقبل. وتأتي جولة بوش الشرق الاوسطية استكمالا لمؤتمر انابوليس الخاص بالشرق الاوسط والذي اعطى دفعا للمفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية، لكنه اصطدم بمسألة الاستيطان فور انطلاقها. وفي مستوطنة"كريات اربع"المحاذية لمدينة الخليل جنوب الضفة، يخشى المستوطنون ان يضغط بوش على السلطات الاسرائيلية لمزيد من الحد من حركة الاستيطان. وقال هاغاي غلاس من بلدية"كريات اربع"التي تعد نحو ستة آلاف شخص:"الحكومة لا يجب ان تتلقى اوامر من الرئيس بوش، وان البناء في كريات عربة، كما في ما تبقى من ارض اسرائيل، يجب ان يستمر". ويعارض المستوطنون بشدة اي تنازل عن"ارض اسرائيل"بحدودها التوراتية التي تشمل الضفة الغربية، من اجل افساح المجال امام اقامة دولة فلسطينية في اطار اتفاق سلام يسعى الى تحقيقه الرئيس الاميركي قبل انتهاء ولايته بداية 2009. وقال هاغاي غلاس ان"عشرات العائلات تنتظر دورها للحصول على مسكن في كريات اربع". واضاف:"بالنسبة الى الفلسطينيين، السلام ليس الا آلة حرب لاقتلاعنا من ارض اجدادنا". وتعتبر"كريات اربع"التي انشئت بعد الحرب العربية - الاسرائيلية في حزيران يونيو عام 1967 قرب الحرم الابراهيمي، الموقع المقدس بالنسبة الى اليهود والمسلمين، احدى اقدم المستوطنات في الضفة الغربية. وتخضع هذه المستوطنة لمراقبة عسكرية شديدة. وهي في حداد على جنديين قتلا الجمعة الماضي في هجوم فلسطيني على منطقة قريبة. ويقول الياهو اتلان 40 عاما، استاذ التاريخ في مدرسة"كريات أربع":"نحن أولى ضحايا فساد هذه الحكومة التي تفاوض مع الارهابيين". ورأى ان زيارة بوش"ليست الا لذر الرماد في العيون، ولن ينتج عنها الا تصعيد للعنف بين الفلسطينيين"، معتبرا ان هذا العنف الفلسطيني - الفلسطيني"هو مصدر خلاصنا". واعتبر ان فشل المفاوضات نتيجة هذه المواجهات سيبعد خطر الانسحاب من الضفة الغربية. وستتخلل زيارة بوش منتصف الاسبوع المقبل تظاهرات في القدس يقوم بها الجناح اليميني المتطرف بين المستوطنين. واعلن تجمع كبير في"هارحوما"جبل ابو غنيم، وهو حي استيطاني في القدسالشرقية حيث أثار مشروع بناء مئات المساكن غضب واشنطن والفلسطينيين. ومنذ احتلال الضفة في حزيران يونيو عام 1967، استقر نحو 270 الف اسرائيلي فيها، بينما يسكن نحو مئتي الف آخرين في نحو عشرة أحياء شيّدت في القدس.