في وقت يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز غداً لتنسيق المواقف قبل زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للمنطقة، دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الذي التقاه امس في العقبة إلى عدم تضييع فرصة السلام. وتحفظ عباس عن دعوة أميركية لعقد قمة ثلاثية تجمعه وأولمرت وبوش الخميس المقبل، مفضلاً عقد لقاءات ثنائية، فيما جدد بوش توقعه التوصل اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال العام الجاري. راجع ص 4 وفي مقابلة مع وكالة"رويترز"، وصف بوش الذي يبدأ الثلثاء المقبل جولة في الشرق الأوسط تقوده إلى إسرائيل والضفة الغربية والسعودية ومصر والكويت والبحرين والإمارات، توسيع المستوطنات الاسرائيلية بانها"عائق"لجهود السلام، داعيا الى تفكيك المواقع الاستيطانية غير المرخص بها. ودعا الرئيس الاميركي، في مقابلة اخرى تنشرها اليوم صحيفة"يديعوت احرونوت"العبرية، الإسرائيليين والفلسطينيين الى إبرام اتفاق سلام بحلول نهاية السنة بهدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة، لكنه أضاف:"لن أسمح بقيام دولة إرهابية عند حدود إسرائيل". وأكد بوش في مقابلته مع وكالة"رويترز"أن أحد أسباب جولته يتعلق"قطعاً"بالجهود الرامية إلى احتواء نفوذ إيران في المنطقة. وقال إنه يتوقع طرح أسئلة عن تقويم الاستخبارات الأميركية الذي قال إن إيران أوقفت برنامجها للتسلح النووي العام 2003. وأضاف:"سأوضح لهم أن تقويم الاستخبارات القومية يعني أن إيران لا تزال خطراً. وسأذكرهم بأن بلداً يمكنه تعليق برنامج، يمكنه بسهولة بدء آخر". وفي العقبة، طالب العاهل الأردني أولمرت خلال قمتهما أمس بتنفيذ التزاماته لتحقيق السلام"ضمن آلية واضحة وجدول زمني محدد، وصولاً إلى حل شامل يعالج مختلف جوانب الصراع". وشدد على"ضرورة استثمار الفرصة المهمة التي وفرها مؤتمر أنابوليس لتحقيق السلام". وقالت مصادر أردنية ل"الحياة"إن"الملك تحدث إلى أولمرت بكل وضوح، متطرقاً إلى أدق التفاصيل في قضايا الحل النهائي، ودعاه إلى تنفيذ تصريحاته المتعلقة بقبول تقسيم القدس والعودة إلى حدود العام 1967". وأشار بيان للديوان الملكي إلى أن العاهل الأردني أبلغ أولمرت أن"الاستيطان والقدس واللاجئين قضايا رئيسة وأساسية في غاية الأهمية يجب التعامل معها بوضوح تام وفقاً للمواثيق والقرارات الدولية"، مؤكداً"رفض الأردن أي نشاط استيطاني في الأراضي الفلسطينية، باعتباره خرقاً واضحاً لما تم الاتفاق عليه في أنابوليس". وطالب إسرائيل ب"تبني سياسات جادة وعملية تعكس رغبتها في السلام وتكفل استمرار وإنجاح العملية السلمية"، معرباً عن أمله في أن تشكل زيارة بوش للمنطقة"دفعة قوية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في أنابوليس ومساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على الوفاء بالتزاماتهما". ويصل عباس إلى الرياض غداً للقاء خادم الحرمين. وقال السفير الفلسطيني في الرياض جمال الشوبكي إن عباس"سيعرض مع الملك عبدالله والمسؤولين السعوديين مسار المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي التي لم تتوصل إلى نتائج بسبب استمرار سياسة الاستيطان والمماطلات الإسرائيلية، إضافة إلى زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة، والأزمة مع حركة حماس". وكشف ممثل الرئيس الفلسطيني في مصر نبيل شعث أن الولاياتالمتحدة طلبت عقد اجتماع ثلاثي بين بوش وأولمرت وعباس، لكن الأخير رفض الفكرة. غير أنه أضاف:"هذا لا يمنع عقد الاجتماع الثلاثي إذا كان الرئيس الأميركي يعتقد بانه ستكون هناك فرصة لتقريب المواقف. وحتى هذه اللحظة لا يوجد اتفاق على هذا الأمر". وفي سياق متصل، أفادت صحيفة"هآرتس"أن إسرائيل ستطلب من بوش تفاهمات تضمن مصالحها الأمنية خلال فترة المفاوضات مع الفلسطينيين. وأشارت إلى أن المطالب الرئيسة تتمثل في ضمان حرية عمل الجيش الإسرائيلي في المناطق المحتلة خلال فترة المفاوضات، وفي تجريد الدولة الفلسطينية العتيدة من أي قوة عسكرية، باستثناء القوات المكلفة بسط القانون.