في ظل تداعيات المواجهات المسلحة بين قوات الأمن ومسلحي "جند السماء" و "أنصار المهدي"، تشهد مدينة البصرة حالاً من الخوف والهلع بين الأهالي والأطفال خصوصاً بعد وقوع حادثة ذبح أحد الأطفال في حي شعبي قرب مبنى القصور الرئاسية، والتي أعقبها انتشار إشاعات عن إقدام الجماعة على قتل الناس بلا تمييز لنشر المعاصي تعجيلاً لظهور الإمام المهدي. وشهدت البصرة انتشار اشاعات وبيانات وتحذيرات ادعت بأن جماعة"أنصار المهدي"بزعامة رجل الدين أحمد الحسن اليماني تقتل الناس من مختلف المذاهب بدعوى التعجيل في ظهور الامام. وكانت هذه الاشاعات والبيانات انتشرت في أعقاب ذبح الطفل حمزة عباس عشرة أعوام فجر أول من أمس، وهو نائم في سريره. ولم يعرف عن العائلة انتماؤها إلى حزب أو ثراؤها أو اتهامها بحوادث جرمية أو سياسية، ما عزز المخاوف من إقدام جماعات متطرفة على القتل العشوائي. وشجع هذا الحادث الحراسات الشعبية في المناطق. ويتناوب سكان القرى والقصبات النائية في قضاء أبي الخصيب جنوبالبصرة الحراسات الليلية داخل مساكنهم وخارجها بعد ورود معلومات عن دخول سيارات يقودها مسلحون ينوون قتل من يعترض سبيلهم. وصار السكان يستوقفون كل سيارة يشكون في أمرها، ويفتشونها تفادياً لارتكابها جرائم ضدهم. واثر سماعهم بمقتل الطفل حمزة عباس في قرية الفريج المسماة بمنطقة الحواسم حيث تقع عشرات المنازل العشوائية خارج سيطرة السلطات الأمنية، صار طلاب مدرسة حاتم الطائي الابتدائية ومتوسطة الأعلام في منطقة السراجي أربعة كيلومترات عن مركز المدينة ينتظرون بعضهم بعضاً بعد خروجهم من المدرسة، والسير معاً خشية تعرضهم الى الاعتداء. وكان هذا الحادث عزز الشائعات عن توفير مناطق الحواسم ملاذات آمنة للجماعات الخارجة على القانون. وعلى رغم نفي الناطق باسم جماعة احمد الحسن اليماني تورطها في أعمال مسلحة، إلا أن الصدامات التي حدثت في حي الجمهورية يوم العاشر من المحرم أظهرت ضلوعها في المواجهات. وكانت الأجهزة الأمنية في البصرة أفرجت عن الصحافي طالب الحسيني بعدما احتجزته واعتدت عليه وعلى ابنه بالضرب بتهمة الانتماء إلى جماعة"جند السماء"، وذلك في حملة طاولت آخرين في ظل تشابك في الانتماءات نتيجة غياب الرقابة على التنظيمات السياسية والدينية. يذكر أن قوات الأمن العراقية بدعم جوي من الجيش الأميركي تغلبت على جماعة"جند السماء"ومجموعات مشابهة في مواجهات عنيفة شهدتها محافظاتجنوبالعراق خلال الشهور الماضية.